مدريد (الاتحاد)

تتمتع أكاديميات كرة القدم الإسبانية بسمعة طويلة الأمد لكونها من بين الأفضل في العالم، ويظهر بحث جديد صادر عن المركز الدولي للدراسات الرياضية، استمرار نجاحها في تكوين لاعبي الفريق الأول في الأندية، بعدما كشف التقرير أن اللاعبين المحليين، الذين تم تدريبهم داخل أكاديميات أندية الليجا، خاضوا ما نسبته 16.3٪ من الدقائق التي لُعبت بالمجمل في الدوري الإسباني في الموسم الماضي، وهي أعلى نسبة بين الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى.

ومن بين الأندية الخمسة التي توفر أكبر وقت للعب للاعبين المحليين بين جميع أندية الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، فإن أربع أندية تتواجد في «الليجا»، وهي أتلتيك بلباو بنسبة دقائق بلغت ( 50.9٪) من مجمل مشاركة كافة لاعبي الفريق، سيلتا فيجو ( 49٪)، ريال سوسيداد ( 48.5٪) وأوساسونا ( 34.3٪).

جعل هذا النجاح مع اللاعبين الشباب من أندية «الليجا» تشكل فرصة جذابة على الساحة العالمية، وتلعب دوراً رئيساً في تشكيل العلامة التجارية لكرة القدم الإسبانية، وأوضح مديرو الأكاديميات في أندية أوساسونا وليفانتي وريال مايوركا، سبب استمرار هذا النهج في تحقيق النتائج داخل وخارج الملعب.

عند سؤاله عن مدرسة كرة القدم التابعة للنادي في تاخونار، أجاب مدير أكاديمية نادي أوساسونا أنخيل ألكالد، قائلاً: إنها طريقتنا في العمل وهويتنا، لا يمكنك فهم أوساسونا من دون أكاديميتنا.

وتابع موضحاً مبادئ منهجية النادي، وقال: نبدأ في جلب اللاعبين إلى النادي من سن مبكرة جداً، ونطبق نظاماً تعليمياً واسعاً طوال فترة وجودهم معنا، ليس فقط مع اللاعبين الذين يأتون إلى نادينا، ولكن مع 140 نادياً لديهم شراكات معنا.

وتحدث مدير أكاديمية ريال مايوركا ميكيل توني جيلابيرت، وقال: أحد أهدافنا هو محاولة جلب اللاعبين في وقت مبكر من أجل بقائهم، ولهذا نولي الكثير من الاهتمام للجزء غير الرياضي من تطوير اللاعب، فمن الواضح أننا نعمل على الأمور المتعلقة بالجانب الرياضي، لكن اهتمامنا ببيئة اللاعب وإكمال دراستهم يمنحنا ميزة.

وتعليقاً على أهمية التعليم المستمر، أضاف جيلابيرت: أنت بحاجة إلى معرفة احتياجات كل شاب على حدة، ومعرفة خلفيته ومواقفه وشكوكه، نحن ندرك أن نسبة صغيرة جداً ستصل إلى المستوى الأعلى من الرياضة، لذلك نتحمل مسؤولية رعاية أولئك الذين لن يصلوا إلى احتراف كرة القدم، لدينا مسؤولية تطوير الناس، وليس فقط لاعبي كرة القدم.

يشارك هذا الموقف سيرجيو جوميز، مدير أكاديمية نادي ليفانتي، الذي قال: ليس هناك شك في أن مشاريع «لاليجا» تعتمد إلى حد كبير على تطوير الأشخاص الذين لن يكونوا لاعبين فحسب، بل أن يكونوا أشخاصاً أكثر شمولاً، نحن محظوظون لأننا جزء من «الليجا»، حيث إن مستوى تدريب المدربين مرتفع للغاية، مما يعني أن مستوى المنافسة مرتفع.

شجع هذا المستوى من المنافسة أندية «الليجا» على تطوير هياكل احترافية لجذب أفضل اللاعبين الشباب والاحتفاظ بهم، وأضاف جوميز، قائلاً: لقد امتلكت الأندية هياكل جيدة جداً لسنوات عديدة، وهي متاحة منذ عمر مبكر جداً.

في الوقت نفسه، أبدت أندية الدوري الإسباني رغبة في العمل معاً، وتبادل أفضل الممارسات لصالح كرة القدم الإسبانية، ففي كل عام تعقد «الليجا» اجتماع الأكاديميات الذي يجتمع فيه مدراء هذه الأكاديميات في مختلف الأندية لمشاركة النصائح والأفكار لتطوير برامجهم، وأدى ذلك إلى إنشاء «منصة الليجا للتدريب»، وهو برنامج مجاني مخصص للأندية، يغطي الجلسات التدريبية للاعبين الشباب، بما في ذلك الاستعداد البدني، وتحسين الأداء والاستكشاف والتشريع.