ميونيخ (أ ف ب)

 لم يكن نيكولو باريلا على مستوى التوقعات مطلع مشوار إيطاليا في كأس أوروبا لكرة القدم، لكن دينامو وسط نادي إنتر انتظر اللحظة المناسبة أمام بلجيكا (2-1) لرفع بلاده إلى نصف النهائي.

ابن جزيرة سردينيا وضع إيطاليا على السكة الصحيحة، عندما هز شباك ثالثة المونديال الأخير الجمعة، من خلال سرعة تنفيذ لافتة أحبطت الدفاع البلجيكي. استلم اللاعب البالغ طوله 1.72 م الكرة من لاعب الوسط ماركو فيراتي، صمد في وجه مقاومة المدافع يان فيرتونجن ثم زميله توماس فرمايلن، قبل أن يفتتح التسجيل بتسديدة عكسية بقدمه اليمنى.

 رضخ الدفاع البلجيكي المخضرم أمام تقنية لاعب الوسط البالغ 24 عاماً، الذي رفع رصيده الدولي إلى 6 أهداف في 27 مباراة. لم يُفاجأ متابعو الدوري الإيطالي من تألق باريلا في مباراة مماثلة، أمام فريق وصفه المدرب روبرتو مانشيني بأنه «الأفضل في أوروبا، وربما في العالم مع فرنسا». ولا حتى مهاجم بلجيكا روميلو لوكاكو الذي استفاد كثيراً من تمريراته مع إنتر الموسم الماضي، في طريق نيراتزوري إلى لقبه الأول في "سيري آ" منذ 2010.

 فرض خرّيج نادي كالياري، وقبلها مدرسة الدولي السابق جيجي ريفا، نفسه في موسمه الثاني مع إنتر، بعد قدومه بصفقة بلغت 45 مليون يورو. أصبح اللاعب المتعدد الأدوار ضرورياً في تشكيلة المدرب السابق للفريق اللومباردي أنتونيو كونتي، يعمل بلا كلل ويتمتع بأسلوب أنيق جعله في غاية الأهمية لفريقه.

 خلال الموسم الماضي مع إنتر، أظهر باريلا مستوى كبيراً، يكاد يكون مثالياً للاعب يبلغ من العمر 24 عاماً: تعامل ذكي مع الكرة، ثبات، تحركات استراتيجية، ونضج في اتخاذ القرارات تفوق به على لاعبين يتخطونه بأكثر من عشر سنوات من الخبرة. وصل الأمر إلى مقارنته بالأسطورة الألماني لوثار ماتيوس.

 حتى أن الأخير تطرق بنفسه إلى أساليب اللعب المتشابهة، والقدرة اللامتناهية على التحمل. يتجاوز نضج باريلا عمره، فوالد الأطفال ريبيكا ولافينيا وماتيلد، يُعدّ "جوكر" للمدرب، إذ يمكن أن يتنوع مركز بين ركن دفاعي أو سهم هجومي.

 قبل كأس أوروبا، توقع له عملاق التدريب مارتشيلو ليبي، مستقبلاً واعداً. قال المدرب الذي أوصل إيطاليا عام 2006 إلى لقبها العالمي الرابع: باريلا، لاعب جديد، لكنه سيكون مفاجأة البطولة. تابع: حانت لحظته، أحب طريقة لعبه، كيف يقاتل، كيف يركض. هو نجمنا. في تشكيلة منفتحة على اللعب الإيجابي، فرض باريلا نفسه إلى جانب لاعبي الوسط فيراتي وجورجينيو.

 وفيما يتناقل الثنائي الكرة ويفرض الإيقاع، توكل مهمة شن الغارات إلى باريلا واقتحام منطقة جزاء الخصم. حاول البلجيكيون إخماد نيرانه، لكنه كان سريعاً للغاية في مواجهتهم، تمريرته لتشيرو إيموبيلي كادت تسفر عن هدف ثالث في الدقيقة 62، لو لم يفقد هداف لاتسيو السيطرة على الكرة.

 استعاد نيكولو باريلا مستواه في اللحظة المناسبة، حتى الآن، كان يخوض مبارياته بتناغم مع فريق إيطالي جميل، حلّق في الدور الأول، لكن دون أن يسطع نجمه. في ثمن النهائي "الجسدي" ضد النمسا، غاب عن البث على غرار باقي لاعبي وسط المنتخب الأزرق، الساعي للقبه الثاني في كأس أوروبا بعد 1968.

 جاء الفرج عبر بديله ماتيو بيسينا صاحب الهدف الثاني بعد التمديد. خلال الأسبوع، أثير نقاش في البلاد حول وجوب إراحته لمصلحة لاعب أتالانتا الذي يقدم مستوى كبيراً بعد نزوله في تشكيلة المدرب مانشيني.

 ضربت إيطالياً موعداً نارياً مع إسبانيا في نصف النهائي الثلاثاء، وسيكون باريلا عنصراً ضرورياً لاختراق مناطق دفاع لا روخا.