مونتيفيديو(أ ف ب)
تنطلق مسابقة كوبا أميركا لكرة القدم الأحد في البرازيل، على وقع قرار المحكمة العليا المحلية بمنح الضوء الأخضر لإقامة المنافسات في ثاني أكثر البلدان تضرراً من جائحة فيروس كورونا، و«حرب النجوم» بين البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي اللاهثين خلف تتويج قاري أوّل بعد سقطات مونديالية.
تعالت الأصوات المندّدة بإقامة الكأس في البرازيل، التي ترزح تحت وطأة جائحة «كوفيد-19»، بعدما وافقت على الاستضافة عقب اعتذار كولومبيا والأرجنتين المضيفتين السابقتين بسبب كورونا وتزامنه مع اضطرابات واحتجاجات اجتماعية.
وسيكون عشاق الكرة المستديرة على موعد مع العرس الكروي القاري المؤجل من العام الماضي بسبب الجائحة أيضاً، على ملاعب خالية من الجماهير. وكانت السلطات البرازيلية وافقت على استضافة النسخة الـ 47 من البطولة، على الرغم من كونها ثاني أكثر البلدان تضرراً من جائحة فيروس كورونا، حيث بلغ عدد الوفيات 477 ألفاً.
وتستضيف البرازيل التي تملك أفضل المنشآت والملاعب على خلفية تنظيمها مونديال 2014، البطولة القارية الحالية، بعدما سبق لها أن نظمت وفازت بنسخة عام 2019، على غرار النسخ الأربع السابقة على أرضها أعوام 1919 و1922 و1949 و1989 من أصل 9 انتصارات.
انتقد العديد من المدربين إقامة أقدم بطولة قارية في تاريخ كرة القدم، والتي أبصرت النور عام 1916، أمثال مدرب منتخب «السامبا» تيتي ونظيره في «التانجو» ليونيل سكالوني. واشتعل فتيل الانتقادات عقب موافقة الرئيس البرازيلي وحزب اليمين المتطرف جايير بولسونارو، على استضافة البطولة بطلب من الاتحاد الأميركي الجنوبي لكرة القدم «كونميبول»، في بلد مهدد بموجة ثالثة من الجائحة في الأسابيع المقبلة.
وفي ظل هذه الأجواء الخاصة، سيحاول نجم وقائد برشلونة الإسباني ميسي الذي سيحتفل بميلاده الـ 34 في 24 الشهر الحالي، أن يتغلب على النحس الذي يلاحقه في المباريات النهائية للبطولة القارية، الّتي خسرها في 3 مناسبات أعوام 2007 و2015 و2016، وفي المرتين الأخيرتين أمام المنافس ذاته (تشيلي) وبالسيناريو ذاته (ركلات الترجيح).
ويأمل «البرغوث الصغير» في تكريس منتظر في نهائي كوبا أميركا على ملعب «ماراكانا» الشهير للثأر من خسارته مع «ألبيسيلستي» في نهائي مونديال 2014 على الملعب ذاته أمام المنتخب الألماني 1-صفر بعد تمديد الوقت. ويسعى راقصو «التانجو» إلى تتويجهم الأوّل في المسابقات القارية والعالمية منذ 28 عاماً، وتحديداً منذ فوزهم بكوبا أميركا بالذات عام 1993.
ويقع على عاتق المدرب سكالوني مهمة إحاطة ميسي بأفضل اللاعبين ووضع حد للأخطاء الدفاعية الكبيرة، التي وقع فيها المنتخب في الفترة الأخيرة، وتحديداً أمام تشيلي 1-1 وكولومبيا 2-2 في الجولتين السابعة والثامنة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022، حيث فرط بتقدمه في المباراتين كلتيهما ليخرج متعادلاً. وعلى الصعيد الشخصي، يتشابه مسار ميسي ونيمار: لم يفز أي منهما بأي لقب عالمي كبير مع منتخبيهما، علماً أن نجم باريس سان جرمان وزميل ميسي السابق في برشلونة كان قد غاب عن التتويج في عام 2019 بسبب الإصابة.
وتستضيف البرازيل البطولة على أرضها في لباس أبرز المرشحين للاحتفاظ بالكأس، فمع 9 ألقاب في رصيدها، لا تتأخر سوى خلف الأوروجواي صاحبة الرقم القياسي مع 15 لقباً، والأرجنتين مع 14. يُهيمن منتخب «سيليساو» على تصفيات المونديال، حيث يتربع على الصدارة بالعلامة الكاملة مع 18 نقطة من 6 انتصارات في 6 مباريات، تليها الأرجنتين مع 12 نقطة من 3 انتصارات وذات عدد التعادلات.
وعمد المدرب «تيتي» إلى تدعيم الخطوط الدفاعية لأصحاب القمصان الصفراء، محافظاً في الوقت ذاته على النضارة الهجومية مع لاعبين استثنائيين على غرار نيمار وجابريال جيسوس (مانشستر سيتي الإنجليزي) وجابريال «جابيجول» باربوسا (فلامنجو).
وإلى جانب البرازيل والأرجنتين، تدخل الأوروجواي ضمن دائرة المرشحين للفوز باللقب وتعزيز رقمها القياسي، مع هدافَيها التاريخيّين لويس سواريس المتوج مؤخراً بطلاً للـ «ليجا» مع أتلتيكو مدريد، وإدينسون كافاني مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، وصيف بطل مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» والدوري الممتاز في الموسم المنصرم.
ولم يخض المهاجمان المباراتين الأخيرتين للأوروجواي في التصفيات بسبب الإيقاف، ما أرخى بظلاله على نتيجتي منتخب «سيليستي» العائد بتعادلين سلبيين أمام الباراجواي وفنزويلا، ليقبع في المركز الرابع برصيد 8 نقاط.
في المقابل، يُراهن مدرب كولومبيا رينالدو رويدا على نجاحه، على الرغم من تخليه عن خدمات نجم خط وسط إيفرتون الإنجليزي خاميس رودريجيز، إن كان في التصفيات أو في البطولة القارية، لذا من الصعب أن تسامح الجماهير الكولومبية المدرب الوطني في حال حصد الفشل من دون أيقونة البلاد.
وتحتل كولومبيا المركز الخامس في تصفيات قارة أميركا الجنوبية، متساويةً نقاطاً مع الأوروجواي. من ناحية تشيلي، يبدو أن المنتخب المتوج للمرة الأولى باللقب القاري على أرضه في عام 2015، ومن ثم مرة ثانية توالياً في العام التالي في الولايات المتحدة الأميركية أمام الخصم نفسه (الأرجنتين) وبركلات الترجيح مرتين، قد وصل إلى نهاية حقبته الذهبية.
وأمام المدرب الجديد لتشيلي، الأوروجوياني مارتن لاسارتي مهمة شاقة وصعبة، لإيجاد البديل للجيل الذهبي بقيادة لاعب الوسط أرتورو فيدال والمهاجم أليكسيس سانشيز المنتشيين بالتتويج مؤخراً بلقب الدوري الإيطالي مع إنتر، علماً أنهما سيكونان حاضرين في النسخة الحالية للبطولة القارية. البيرو، وصيفة النسخة الأخيرة، تقف عند حافة صعوبة تكرار إنجازها الأخير عندما خسرت أمام المضيفة البرازيل 1-3. وتمّ تقسيم الدول الـ10 المشاركة بين مجموعتين، حيث تضمّ الأولى كلاّ من الأرجنتين، بوليفيا، تشيلي، الباراجواي والأوروجواي، والثانية كلاً من البرازيل، كولومبيا، الإكوادور، البيرو وفنزويلا.
ويتأهل إلى الدور ربع النهائي المنتخبات التي تحتل المراكز الأربعة الأولى في كل من المجموعتين. وتقام المباراتان: الافتتاحية بين البرازيل وفنزويلا في ملعب «ماني جارينشا» في العاصمة برازيليا الأحد 13 الحالي، والنهائية في ملعب «ماراكانا» الشهير في 10 يوليو المقبل.