كييف (أ ف ب) 

رسم المدرب الروماني ميرتشيا لوتشيسكو ابتسامة مليئة بالمعاني بعد صافرة، أعلنت فوز فريقه دينامو كييف الأوكراني السبت الماضي على غريمه شاختار دانيتسك الذي أشرف عليه لأكثر من عشر سنوات.
صحيح أن العجوز لوتشيسكو «75 عاماً» لا يزال في موسمه الأول مع دينامو كييف، لكن الفوز على شاختار 1-صفر على ملعب أولمبيسكي في كييف، يعني أنه على بعد فوز واحد من منح فريقه لقب الدوري الأول منذ خمس سنوات.
بتقدّمه الكبير البالغ 10 نقاط عن غريمه، قبل أربع مراحل على ختام الدوري الأوكراني، يعيش لوتشيسكو تقاعداً جميلاً.
لكن بعد تمضية 12عاماً على رأس الإدارة الفنية لشاختار، يمكن فهم احتفالات لوتيشسكو.
قال الرجل الذي أمضى 40 سنة من حياته في التدريب، بينها منتخبا رومانيا وتركيا ونادي إنتر الإيطالي: «الأمر ليس سهلاً بالنسبة لي، صعب علي تنظيم طريقة لعب دينامو بهذه الفترة القصيرة وتحقيق النتائج، لكننا نجحنا».
بمقدور دينامو حسم اللقب الأحد بحال فوزه على إينهوليتس بيتروفي، لكن هل يقنع ذلك مشجعي النادي بأن لوتيشسكو هو المدرب المناسب؟
تاريخ لوتشيسكو الكروي ليس سوى جزء من المشكلة، ولو أنه جزء كبير، بين 2004 و2016، قاد شاختار إلى 22 لقباً، بينها كأس الاتحاد الأوروبي 2009، والبعض لا يزال يعتبره «السيد شاختار».
أحدث تعاقد دينامو معه الموسم الماضي جدلاً كبيراً في صفوف المشجعين، عبّر الألتراس عن غضبهم، متهمين لوتشيسكو بالحديث تكراراً بشكل مسيء عن ناديهم، ومعتبرين أن تعيينه كان «بصقة في وجه كل جماهير دينامو».
لم يكن المدرب المخضرم مرتاحاً لردّ الفعل، وبعد يومين من تعيينه عبّر عن رغبته بالرحيل!، لكن دعم رئيس النادي إيجور سوركيس جعله يعدل عن قراره.
بعيداً عن كرة القدم، تكمن سياسة منطقة ملتهبة، إثر ضمّ روسيا في 2014 شبه جزيرة القرم التي كانت تسيطر عليها أوكرانيا، لم ينس أوكرانيون كثر ما صرّح به لوتشيسكو في العام 2016 «روسيا وأوكرانيا هما نفس البلد بالنسبة لي».
تابع مدرب زينيت الروسي في 2016: «تم فصلهما عن طريق الصدفة، لكن بالنسبة لزملائي هذا هو الاتحاد السوفياتي السابق».
ولا يخجل جمهور دينامو الرديكالي من إظهار قوميته. انضمّ بعضهم إلى القوات المسلحة في حرب مع انفصاليين تدعمهم روسيا في شرق البلاد، أجبرت شاختار على ترك مقرّ احتله المتمردون في 2014.
منذ أيامه الأولى في كييف، اعترض الجمهور مستغلاً كل المناسبات للاحتجاج، أضاؤوا المشاعل وهتفوا «لوتشيسكو ارحل!».
لم يتزحزح موقف الجماهير، حتى بعد فوز دينامو في المباراة الأولى للوتشيسكو ضد شاختار 3-1 في الكأس السوبر في أغسطس الماضي.
بعد تحفظه بادئ الأمر على تصرّفات الجماهير، أصبح الروماني المحنّك في موقف أقوى،
قال هذا الأسبوع: «لا أعتبرهم مشجعين، أنا مهتم في اللعب، النتائج وتطوير دينامو».
قلب المدرب الخبير دينامو في غصون تسعة أشهر، من دون إجراء تغييرات جذرية على صعيد التعاقدات.
لم يستطع دينامو مواجهة أمثال يوفنتوس الإيطالي وبرشلونة الإسباني في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، لكنه بلغ دور الـ16 في المسابقة الرديفة «يوروبا ليج»، حيث خرج أمام فياريال الإسباني.
يبدو موقفه مختلفاً للغاية هذا الموسم في الدوري، بعد ابتعاده بفارق 23 نقطة قياسية الموسم الماضي مع المدرب السابق أليكسي ميخائيليتشنكو.
قال أرتيم فرانكوف، رئيس تحرير مجلة «فوتبول ماجازين» لوكالة فرانس برس: «من دون تغيير تشكيلته، نجح لوتشيسكو بتغيير النتائج، وارتقى اللاعبون المتاحون إلى مستوى أعلى، يجد مقاربة شخصية للجميع، سلطته لا تتزعزع واللاعبون يثقون به».
قال الألتراس هذا الأسبوع: إنهم لا يثقون بلوتشيسكو حتى لو جلب لهم لقب دوري أبطال أوروبا، لكن لهجتهم قد تتغيّر بعد مباراة الأحد.