مدريد (الاتحاد)

غاب ألميريا عن دوري الدرجة الأولى الإسباني منذ موسم 2014 - 2015، لكن النادي الواقع في المدينة الجنوبية التي تحمل الاسم نفسه قدم أداءً جعله منافساً جدياً للصعود في هذا الموسم 2020 - 2021، وربما يكون عمر صديق، المهاجم النيجيري البالغ من العمر 24 سنة، هو العامل الأكثر أهمية في تقدمهم، حيث ساهمت أهدافه الـ 11 في دوري الدرجة الثانية الإسباني «الليجا سمارت بانك» في قيادة فريقه للمركز الثالث لحد الآن هذا الموسم.
يعود وجود صديق في ألميريا إلى المشروع الرياضي الذي وضعه تركي آل الشيخ، الذي قام بشراء النادي عام 2019، ومن وقتها، يلتزم ألميريا بالتعاقد مع بعض أفضل المواهب، بغض النظر عما إذا كان من إسبانياً أو من الخارج، ويفتخر النادي حالياً أنه الفريق ثاني أصغر معدل أعمار لاعبين في الدرجة الثانية، لكنه بالوقت نفسه من أكثر الفرق قيمة سوقية، فبعد أن أتم صديق عامه الـ 24، أصبح يشكل أحد أكبر اللاعبين في الفريق، إنه أيضاً أحد أغلى التعاقدات التي قام بها النادي على الإطلاق، بعد انتقاله بملايين اليورو من بارتيزان بلجراد الصيف الماضي، وكان هناك الكثير من الضغط على كاهله هذا الموسم، مع توقع تقديم الكثير منه، لكنه نجح في ذلك وهو يمر في حالة تطور.

ولد صديق في كادونا بنيجيريا، وجاء من أكاديمية «فيوتشر أوف أفريكا» وكلية كرة القدم في أبوجا في طريقه نحو القمة، حيث انتقل إلى أوروبا، بداية في إيطاليا، عندما انضم إلى أكاديمية سبيزا، ثم إلى روما، وظهر معه للمرة الأولى بعمر 18 عاماً وسجل أيضاً.
تبع ذلك سلسلة من الإعارات عندما ذهب بحثاً عن دقائق اللعب مع الفريق الأول رفقة زملائه الإيطاليين في بولونيا وتورينو، والنادي الهولندي إن أيه سي بريدا، ورينجرز الاسكتلندي، وبيروجيا مرة أخرى في إيطاليا، وبارتيزان بلجراد في صربيا، ومع الكثير من الانتقالات في مثل هذه السن المبكرة، كان من الصعب على صديق الاستقرار حقاً، قبل أن يجد ضالته في بلجراد أخيراً، حيث سجل 23 هدفاً وقدم 19 تمريرة حاسمة للنادي الصربي في 52 مباراة فقط.
كانت موهبته واضحة للعيان، وسرعان ما أقتنصه ألميريا لإحضاره إلى «الليجا» - الدوري الذي احتضن المواهب الأفريقية بالكامل على مدى عقود-، وفي ألميريا، يعيش صديق ثقافة كرة قدم مختلفة ويستمر في التطور، بالإضافة إلى كونه هداف الفريق، يُعتبر صديق حالياً ثالث أفضل هداف في دوري الدرجة الثانية، وفاز بجائزة أفضل لاعب عن شهر يناير في دوري الدرجة الثانية مؤخراً، كما أنه تألق في مواجهة فرق أكبر، وسجل ثنائية ألميريا التي قادت الفريق للتفوق على ديبورتيفو ألافيس - الذي حقق الفوز على ريال مدريد هذا الموسم- في مسابقة كأس الملك.

وعلق جوزيه مانويل جوميز مدرب ألميريا، قائلاً: «لدينا ثقة كبيرة بصديق، إنه مهاجم يعطل قلب دفاع المنافس، ويتمتع بالكفاءة، وهو قوي للغاية ويمكنه تسجيل الأهداف».
لم يمر أدائه مرور الكرام منذ تألقه في دورة الألعاب الأولمبية 2016، وسجل وقتها أربعة أهداف ليقود نيجيريا للفوز بالميدالية البرونزية، كان كبار الكشافة في أوروبا يراقبون تقدمه، وتم ربط اسمه ببعض أندية دوري الدرجة الأولى الإسباني مؤخراً، ولكن قد ينتهي به الأمر باللعب في دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل إذا واصل ألميريا تقدمه، فمنذ نوفمبر الماضي، خسر الفريق مرتين فقط - ضد ريال مايوركا وإسبانيول، الفريقان اللذان يتقدمان عليه في جدول الترتيب- ويبدو المستقبل مشرقاً للفريق الأندلسي.
إن حالة صديق ببساطة هي أحدث قصة نجاح في الكرة الإسبانية تتضمن موهبة أفريقية صاعدة هذا الموسم، فقد فاز المغربي يوسف النصيري مهاجم إشبيلية بجائزة أفضل لاعب عن شهر يناير في دوري الدرجة الأولى الإسباني، مما يعني أن كلاً من لاعبي الشهر في أكبر درجتين للكرة الإسبانية هم أفارقة في إنجاز غير مسبوق.
كان زميل النصيري المغربي بونو ممتازاً في حراسة مرمى الفريق الأندلسي أيضاً، وأصبح الإيفواري الدولي إدريسا دومبيا أساسياً في خط وسط ويسكا، ولا يزال بابي ديوب من السنغال أحد أعمدة إيبار، ويجلب آلان نيوم من الكاميرون الطاقة إلى أداء خيتافي من الخط الخلفي.

وإلى جانب ذلك بالطبع، هناك الجناح الدولي النيجيري صامويل تشوكويزي، الذي كان نجماً في نادي فياريال لمدة موسمين حتى الآن، وأصبح مؤخراً أصغر لاعب يشارك في 100 مباراة مع النادي، وحتى على مستوى دوري الدرجة الثانية، فإن منافس ألميريا على الصعود ريال مايوركا يمتلك لاعب أفريقي يتصدر قائمة التهديف مع الجناح السنغالي أماث ندياي.
وستكون المنافسة على أشدها بين ندياي ومايوركا مع صديق وألميريا من أجل الصعود إلى الدرجة الأولى خلال الأشهر الأخيرة من الموسم الحالي، بما يجعل ذلك رائعاً من أجل مشاهدة المتعة الكروية.