عمرو عبيد (القاهرة)

مرت 38 عاماً على رحيل أحد أساطير «الجيل الذهبي» البرازيلي، جارينشا، الذي أسهم في فوز «السليساو» بكأس العالم 1958 و1962، وكون مع «الجوهرة» بيليه، أفضل ثنائي عرفته الكرة البرازيلية، ورغم شهرة بيليه الطاغية، فإن جارينشا احتل مكانة خاصة في قلوب البرازيليين، نظراً لنشأته الفقيرة ومعاناته الصحية منذ مولده، بسبب تقوس ساقيه وعدم قدرة أسرته على تحمل نفقات علاجه، إلا أن مهاراته الفذة في المراوغة وسرعته وخفة حركته، أجبرت الجميع على الاعتراف بموهبته الخارقة.
مانويل فرانشيسكو دوس سانتوس، وهو اسمه الحقيقي، ولد في عام 1933، وحصل على اسم الشهرة، جارينشا، بوساطة شقيقته، نظراً لقلة حجمه التي تشبه العصفور، ولهذا وصفته الصحافة لاحقاً بأنه «الطائر الجريح» الذي حلّق من أجل البرازيل، وبالفعل كان جارينشا مبدعاً منذ انطلاقته الأولى، ليقود فريق بوتافوجو نحو حصد 18 بطولة، مسجلاً أكثر من 230 هدفاً، وارتبط اسمه بالانتقال إلى صفوف ريال مدريد ويوفنتوس وميلان والإنتر، لكن ذلك لم يتحقق.

مع منتخب البرازيل، توهج جارينشا في مونديال 1958، وصنع هدفين في المباراة النهائية أمام السويد، لكن إبداعه كان خيالياً في نسخة 1962، التي تحمل مسؤوليتها وحده، بعد إصابة صديقه بيليه وابتعاده عن اللعب حتى نهاية البطولة، ولم يخيب «العصفور الذهبي» آمال البرازيليين، حيث سجل 4 أهداف رائعة، برأسه وكلتا قدميه، وبتسديدات رائعة لا تنسى، بجانب صناعته للأهداف الحاسمة، ليحصد لقب الهداف وجائزة أفضل لاعب أيضاً، لتخرج الصحافة التشيلية متسائلة: من أي كوكب جاء جارينشا؟
إعاقة ساقيه تسببت في حرمانه من استكمال أسطورته الكروية، قبل أن يلقى غدراً من نادي بوتافوجو دفعه نحو هاوية الإفلاس، وكلها أمور دفعته لإدمان المشروبات الروحية، حتى أودت بحياته نتيجة تليف الكبد في عام 1983، ليرحل جارينشا صغيراً عن عمر ناهز 49 عاماً.