علي معالي (الشارقة)

«تجرع الفهود من كأس الملك»، حقيقة أكدتها مباراة الفريقين مساء أمس الأول، في الجولة التاسعة لدوري الخليج العربي، مع اختلاف الملعب، وتستعيد الذاكرة رحلة الشارقة إلى ستاد زعبيل يوم 11 مايو 2019، بحثاً عن نقطة على الأقل لحصد الدرع، واقترب «الملك» من «الهدف المنشود»، خاصة أن المباراة وصلت إلى «الدقيقة 94»، والنتيجة تشير إلى التعادل 2 -2، وإذا بفابيو ليما يخطف هدف التقدم والفوز لـ «الإمبراطور»، لتتأجل وقتها فرحة «الملك» بالتتويج!
وأمس الأول، كان الوصل سعيداً حتى الدقيقة 95، لأنه يقبض على «نقطة» في عقر دار الشارقة، بنتيجة 1-1، إلا أن القناص البرازيلي ويلتون سواريز يذيق «الفهود» من الكأس نفسه، عندما أحرز هدفاً قاتلاً في الدقيقة 95، جعلت الشارقة ثابتاً على قمته.
وخلال المواسم الثلاثة الأخيرة، والتي تطور فيها الشارقة كثيراً من النواحي الفنية والبدنية والخبرات الرائعة، استطاع أن يقلب الموازين في الوقت القاتل، وتحديداً بعد الدقيقة 90، في أكثر من مباراة، منها لقاءات حاسمة أسهمت في عودة لقب الدوري إلى «كتيبة النحل»، ومنها مواجهة الفجيرة ضمن «الجولة 24» للموسم قبل الماضي، وكانت في طريقها إلى التعادل السلبي، إلا أن الدقيقة 98 منحت بالسعادة لـ «الملك» بهدف ريان منديز.
وفي الموسم الماضي استطاع سالم سلطان مدافع الشارقة، أن يخطف هدف التفوق على العين، في الدقيقة 91، بعد أن كانت النتيجة 2-2، لينتزع «الملك» انتصاراً مثيراً في الجولة الثالثة، وتكرر السيناريو بدرجة أكثر إثارة بالتعادل مع حتا 2-2 في دقيقة واحدة «93»، ضمن الجولة الخامسة بهدفي إيجور وجوميز.
والمباراة الثالثة أمام النصر، عندما سجل علي الظنحاني الهدف الثالث لـ «الملك» في الدقيقة 91، ليضع نهاية لطموح «العميد» لإدراك التعادل وقتها، حيث كان الشارقة متقدما 2-1، قبل الهدف الثالث.
وبعث الشارقة في مباراة الوصل، برسائل مختلفة مفادها، أن الفريق يظل يقاتل حتى اللحظات الأخيرة، وهو جهد كبير يبذله الفريق بالكامل.
والغريب أن ويلتون، هو صاحب هدفي المباراة، حيث عاد إلى «بيت الملك» بـ «ضربة حظ»، لأن الشارقة تعاقد مع المهاجم البرازيلي جوناثان، الذي تعرض للإصابة في مباراة ودية أمام النصر، قبل المشاركة في دوري أبطال آسيا، ليستنجد بالوصل في الاستفادة من جهود ويلتون، وإذا بـ «القناص» يستعيد قوته وشبابه من جديد مع زملائه، ويؤكد أنه هداف من طراز رائع، فقط مع «الملك»، لوجود من يعاونه مثل كايو لوكاس ولوان بيريرا وخالد الظنحناني، وقبلهم جميعاً «الساحر البرازيلي» إيجور كورونادو.
ويحسب لعبدالعزيز العنبري مدرب الشارقة قدرته على تأهيل لاعبيه بشكل رائع، حتى اللحظات الأخيرة من المباريات، وحالة التركيز الكبيرة بين صفوفه، والخبرات المتميزة في الخط الهجومي ممثلة في كايو الذي قدم مباراة كبيرة وإيجور وويلتون ومعهما شوكوروف، وصاحب الإمكانيات الموهوب لوان بيريرا الذي صنع فارقاً كبيراً في الخط الأمامي هذا الموسم.
ويعترف خالد الظنحاني بأنه على الشارقة ألا ينظر إلى نتائج الغير، وقال: لم أعرف نتيجة مباراة النصر والفجيرة، قبل لقائنا مع الوصل، وذلك لأننا إذا كنا نريد الحفاظ على قمتنا، يجب ألا ننتظر مساعدة من الآخرين، وعلينا أن نؤكد كفاءتنا، وهو ما حدث في الملعب، ونركز عليه في الفترات المقبلة.
أشاد الظنحاني بالروح الاحترافية العالية الموجودة في الفريق، مما جعله يخطف الانتصار في اللحظات الأخيرة، وقال: نسبة التركيز العالية تمنحنا الأفضلية دائماً.