محمد سيد أحمد (أبوظبي)
تراجع الجدل حول التحكيم وانتقاده، بعد دخول تقنية الفيديو، واتجه إلى «الفار»، ويوجه البعض اتهاماً صريحاً بأن حكم الفيديو المساعد أو التقنية تدير المباريات فعلياً، وليس حكم الساحة، بكثرة التدخلات في المباراة الواحدة، مثلما حدث في بعض المباريات، أو أن يكون التدخل في غير موضعه، فضلاً عن تشابه الحالات في مباريات مختلفة، إلا أن القرار حولها يكون متبايناً!
ورغم أن «الفار» قلل كثيراً من شخصية حكم الساحة، فإنه أيضاً قلص الأخطاء بنسبة لا تكاد تذكر، بجانب أن العنصر البشري يتحكم ويدير التقنية وليس العكس، ومع ذلك تبقى السلبيات موجودة، ويبقى التساؤل المطروح: من يدير المباريات الحكم أم «الفار»؟!
يرى فريد علي الحكم الدولي السابق، أن «الفار» هو من يدير اللعب حالياً، مؤكداً أن الظاهرة ليست قاصرة على «دورينا» فقط، بل تمتد لتشمل كل الدوريات التي طبقت التجربة، وفي الوقت نفسه يعتبر أن هناك حكاماً لا يلجأون كثيراً إلى «تقنية الفيديو»، ويقدمون أداءً متميزاً، ضارباً المثل بالحكم سلطان محمد صالح، بينما في مباريات أخرى فإن «الفار» يديرها!
وقال فريد علي: المعادلة صعبة، وبينما يتضرر الحكام، وبشكل خاص في التقييم، إلا أن الأندية أصبحت مستفيدة من حقوقها بنسبة 95%، ولا توجد احتجاجات، مثلما حدث في السابق، حيث يخرج الفريقان من الملعب في حالة رضا بالنتيجة، وهذا بسبب أن القرارات الحاسمة والمؤثرة، تتم العودة فيها إلى «التقنية، وهناك حقيقة يجب أن نقف عندها. وهي أن «الفار» مولود جديد، يحتاج الصبر والوقت، كما أن هناك تحديثاً وتعديلاً مستمراً على قوانينه من الاتحاد الدولي.
وأضاف: هناك عمل جبار تقوم به لجنة الحكام، ولا يوجد بلد في العالم أقام معسكراً خارجياً لحكامه هذا الموسم، باستثناء الإمارات فقط، واستمر المعسكر لأسبوعين، وتبعه ورش داخلية، حاضر فيها خبراء من «الفيفا»، وللأسف الشديد، فإن اللجان السابقة للتحكيم، لم تمنح الحكام جرعة كافية، وكانت لديها إخفاقات في هذا الجانب، وتراجعنا كثيراً في آخر 6 أو 7 سنوات، ولكن العمل الحالي والجهد المبذول من اللجنة التي تجرى تحليلاً ونقاشات تصل إلى 3 مرات في الأسبوع سيعيد الحكم الإماراتي إلى الواجهة من جديد، خاصة أنه لا يجد حالياً شيئاً تحت الطاولة، وكل الأمور معروفة للجميع، ولذلك علينا بالصبر على حكامنا، وعلى تجربة تقنية الفيديو، وسنحصد الثمار.
من جهته، شدد الحكم الدولي السابق يعقوب الحمادي، على أن حكم الساحة، ما زال عنصراً فاعلاً في إدارة المباريات، بدليل أن 75% من القرارات، أو أكثر في بعض الأحيان، يصدرها من دون الاستعانة بـ «الفار»، و25% فقط من القرارات تتدخل فيها «التقنية»، وقال: مع ذلك فإن هناك قصوراً، يتعلق بوجود حالات سهلة لا تستدعي أن يتدخل حكم الفيديو، ويفترض أن يتخذ فيها حكم الساحة قراره مباشرة، والمشكلة حالياً تتلخص في عدم توحيد قرارات لجنة الحكام التي قامت بعمل كبير، من حيث العوامل الخارجية، معسكر جيد وورش ومحاضرين من الخبراء الدوليين، لكنها تطالب الحكام بالثبات في القرار بينما هي تتخبط، وحتى لا نرمي الأمر جزافاً، أوضح ذلك من خلال حالتين في مباراتين مختلفتين، الأولى في مباراة الفجيرة والشارقة، ضمن الجولة الأولى، حيث احتسبت ضربة جزاء في الدقيقة 95 لمصلحة «الملك» في رأيي أنها غير صحيحة، ولكن قرار اللجنة كان أنها ضربة جزاء، وفي مباراة شباب الأهلي والعين، حدثت الحالة نفسها، بل إن الاحتكاك كان أقوى، لكن اللجنة ذكرت أنها ليست ضربة جزاء، وهذا التخبط يجعل الحكم يضيع، خاصة أن بعض الحكام من الشباب، لذلك فإن اللجنة مطالبة بتوحيد قراراتها.
أما الحكم الدولي السابق عبدالله العاجل، فقال: أولاً تقنية الفيديو في تطور مستمر، ونحن في الإمارات لدينا حكام معتمدون أكثر، وتنسيق مع العديد من الدول، وصحيح أن «الفار» أخذ من شخصية الحكم في الملعب، لأن هناك من يشاركه القرار، ولهذا الأمر بعض السلبيات، مثلما له إيجابيات، في أن تكون القرارات دقيقة وسليمة، بحيث لا يتعرض أي فريق للظلم، ومن السلبيات عندما يتم تسجيل هدف يستدعي تدخل «الفيديو»، فإن الفرحة لا تكتمل، إلا بعد القرار، وهذا يجعل ردة الفعل أقل، أما فيما يتعلق بالتدخلات الكثيرة، مثلما حدث في مباراة الوحدة والوصل، وشهدت 5 أهداف، معظمها حالات دقيقة، والبروتوكول يطلب تدخل «الفار»، ولا يمكن أن نكسر البروتوكول، لأن الحالات دقيقة، وتحتاج إلى خطوط وأكثر من كاميرا، وكل حالة أصعب من الثانية، لذلك جاء تدخل «التقنية» كثيراً.