أعلن الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديس، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام فور إعلان وفاة أسطورة كرة القدم دييغو أرماندو مارادونا اليوم الأربعاء.
وتوفي مارادونا عن 60 عاماً، جراء سكتة قلبية في ضواحي العاصمة بوينوس أيريس، وفق ما أعلن المتحدث الرسمي باسمه سيباستيان سانشي.
كان مارادونا، المتوج بلقب كأس العالم عام 1986 والذي يُعدّ أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، قد خضع لجراحة لإزالة ورم دماغي مطلع نوفمبر الحالي.
وقال فرنانديس عبر «تويتر» في منشور مرفقاً بصورة وهو يعانق مارادونا «لقد ارتقيت بنا إلى قمة العالم. لقد جعلتنا سعداء للغاية. كنت أعظمهم جميعاً. شكراً لأنك كنت موجوداً، دييغو. سوف نفتقدك في الحياة».
وقبل دقائق من الإعلان عن الخبر، الذي هزّ العالم بأسره، تداولت الصحافة الأرجنتينية أخباراً عن تدهور صحة لاعب نابولي الإيطالي السابق، مشيرة إلى أنه يتلقى العلاج من قبل الأطباء في منزله شمال العاصمة.
ونقلت قناة «تي واي سي» الرياضية «هناك أربع سيارات إسعاف أمام مكان إقامته. لقد دعوا أفراد أسرته للقدوم. الأمر خطير».
وسارع نجوم العالم لتقديم تعازيهم، حيث كانت أبرز الكلمات من النجم البرازيلي بيليه الذي لطالما كان اسمه ومارادونا في النقاش عن الأعظم في التاريخ، حيث كتب عبر حسابه على «تويتر»: «يا له من خبر حزين. خسرت صديقاً عظيماً والعالم خسر أسطورة».
وتابع بيليه (80 عاماً): «هناك الكثير لقوله، ولكن الآن أطلب من الله أن يعطي القوة لأفراد عائلتك».
كما نعاه مواطنه ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني والبرتغالي كريستيانو رونالدو، اللذان يعتبران أيضاً بين أعظم لاعبي المستديرة، رغم أنهما لم يتمكنا حتى الآن من مجاراة بيليه ومارادونا في معيار أساسي هو رفع ذهب كأس العالم.
وقال ميسي، في منشور عبر «إنستغرام»: «إنه يوم حزين لكل الأرجنتينيين ولكرة القدم. لقد تركنا ولكنه لن يرحل، لأن دييغو أبدي».
وتابع نجم برشلونة «سأحتفظ بكل الذكريات الجميلة التي عشتها معه وأرسل تعازي حارة لعائلته وأصدقائه. فلترقد بسلام».
فيما قال رونالدو، عبر «تويتر» عبر منشور مرفقاً بصورة تجمعه مع مارادونا «اليوم، أودّع صديقاً والعالم يودّع عبقرياً خالداً. أحد الأعظم على الإطلاق. إنه ساحر لا يقارن بأحد».
وأردف «يغادرنا باكراً ولكنه يترك إرثاً لا حدود له وفراغاً لا يمكن ملؤه. أرقد بسلام. لن ننساك أبداً».
فيما اعتبر النجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني عبر إذاعة «ار تي ال» أن «ماضينا قد رحل».
وتابع لاعب يوفنتوس السابق، الذي واجه مارادونا في ثمانينيات القرن الماضي في الدوري الإيطالي «أنا حزين جداً. أشعر بالحنين إلى حقبة جميلة... غادر كرويف ودي ستيفانو وبوشكاش، العديد من اللاعبين الرائعين الذين طبعوا شبابي. دييغو طبع حياتي».
وأعلن الاتحاد الأوروبي «ويفا» للعبة بعد دقائق من وفاة مارادونا أنه سيكرم اللاعب بدقيقة صمت قبل مباريات دوري الأبطال مساء اليوم والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» الخميس.
وتبقى أبرز محطات مارادونا الكروية قيادته منتخب «التانغو» إلى لقب كأس العالم 1986 في المسكيك.
مرر في النهائي التمريرة الحاسمة لهدف الفوز على ألمانيا الغربية في الدقيقة 86 (3-2). كما سجل هدفين في نصف النهائي ضد بلجيكا (2-صفر)، حيث رواغ أربعة مدافعين في الهدف الثاني.
ولكن المباراة التي حفرت في أذهان العالم ورفعت مسيرته الدولية إلى أعلى المستويات كانت تلك التي خاضها في ربع النهائي أمام إنجلترا (2-1) حين سجل هدفين سيتذكرهما عشاق الكرة المستديرة للأبد، ولكن لسببين مختلفين.
في الدقيقة 51، عندما خرج حارس إنجلترا بيتر شيلتون لالتقاط الكرة إثر عرضية، قفز مارادونا الأقصر منه قرابة 17 سنتمتراً بطريقة مذهلة وغمز الكرة بيده في المرمى.
وأحرز الهدف الثاني بعد أربع دقائق عندما اقتنص الكرة من خلف خط منتصف الملعب وتجاوز ستة لاعبين من إنجلترا، بمن فيهم شيلتون، قبل أن يسكنها في المرمى مسجلاً الهدف الذي أطلق عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» اسم «هدف القرن».
وكتب القناص الإنجليزي غاري لينيكر، الذي كان في تلك المباراة عبر «تويتر»: «إنه أفضل لاعب في جيلي وبفارق شاسع عن الآخرين، ويمكن القول إنه الأعظم في التاريخ».
لعب مارادونا لصالح بوكا جونيورز في بلاده قبل أن ينتقل إلى برشلونة الإسباني ونابولي (1984 - 1991) الذي صنع له التاريخ وقاده إلى لقبيه الوحيدين في الدوري الإيطالي عامي 1987 و1990.
ونعاه النادي الجنوبي عبر «تويتر»: «إلى للقاء دييغو».
في عام 2000، أجرى «فيفا» استفتاء على «الإنترنت» عن أفضل لاعب في العصر، حصل ماردونا على نسبة 54 في المئة مقابل 18 في المئة لبيليه، إلا أن الهيئة الدولية أعلنت كليهما فائزاً.
وفاة مارادونا أسطورة كرة القدم.. والأرجنتين تعلن الحداد
المصدر: وكالات