عمرو عبيد (القاهرة)
أُسدِل الستار على كل بطولات الدوري الأوروبية الكبرى، بعد موسم عصيب لم تشهد كرة القدم مثله من قبل، وباستثناء الدوري الفرنسي، أعلن «الأربعة الكبار» التحدي في مواجهة جائحة «كورونا»، لكن فترة التوقف الطويلة، ألقت بظلالها على بعض المنافسات؛ إذ حوّلت «بوصلة الليجا» تجاه العاصمة، بعد 3 جولات فقط من العودة، ليصعد ريال مدريد إلى القمة، قبل أن يفض الشراكة تماماً بعدها مع برشلونة، ويحصد اللقب الذي كان قريباً من قلعة كتالونيا، لكن «الملكي» استعاده بعد 3 سنوات.
وقبل توقف الدوري في إيطاليا، كانت المنافسة تبدو على أشدها بين يوفنتوس ولاتسيو، مع ملاحقة غير منتظمة من إنترميلان، لكن عودة «الكالشيو» سهلت مهمة «البيانكونيري» في الاحتفاظ باللقب التاسع، برغم تراجع مستواه ونتائجه، لأن «النسور» تخلّى عن حماسه، وأتت صحوة أتالانتا متأخرة، ولم يستغل «الأفاعي» الفرصة وأهدر النقاط بصورة غريبة، وبالطبع كانت الأمور محسومة إلى حد كبير في إنجلترا وألمانيا، ولم يجد ليفربول أي صعوبة في استعادة اللقب الغائب منذ 30 عاماً، كما حافظ بايرن ميونيخ على تفوقه النسبي قبل فترة التوقف، لينطلق بصورة أكثر قوة بعد العودة، ويحصد لقب «البوندسليجا» من دون مقاومة..
الصورة العامة لموسم «كورونا»، كما وصفته الصحف العالمية، أكدت على عدم وجود منافسة حقيقية في «الكالشيو» و«البوندسليجا»، حيث احتفظ «السيدة العجوز» باللقب للمرة التاسعة على التوالي، مسجلاً رقماً قياسياً خلال آخر 10 سنوات، وهو ما تكرر مع «البافاري» في ألمانيا للمرة الثامنة، ولم يختلف الوضع كثيراً في فرنسا، لأن باريس سان جيرمان تُوّج بلقبه الثالث على التوالي، بعد قرار إداري قضى بإنهاء الموسم ومنح فريق العاصمة اللقب، الذي بات السابع له في آخر 10 سنوات، لكن المحك الحقيقي للثلاثي المسيطر محلياً، سيكون في «شامبيونزليج»، التي تغيرت قواعدها اضطرارياً بسبب الجائحة الفيروسية، وسيكون على اليوفي وبايرن وسان جيرمان استغلال الفرصة السانحة لحصد لقب نادر.
وعلى الجانب الآخر، نجح «الريدز» في الفوز بلقب «البريميرليج»، ليوقف هيمنة «السيتي» المطلقة على الكرة الإنجليزية خلال آخر عامين، لكن الأمر لا يبدو غريباً أو مفاجئاً، لأن الدوري الإنجليزي يختلف تماماً عن باقي بطولات الدوري الأوروبية الكبرى، كون ليفربول البطل الخامس للدوري خلال آخر 10 سنوات، كان فيها «البلومون» العملاق المخيف، بحصد 4 ألقاب، مقابل 2 لمانشستر يونايتد، ومثلهما لتشيلسي، في حين حقق ثعالب ليستر المعجزة في 2016، أما في إسبانيا، فلن يكون هناك بطل جديد، لكن ريال مدريد نجح في كسر تفوق برشلونة خلال العقد الأخير، بعدما حصل «البلوجرانا» على 6 ألقاب في «الليجا»، وأصبحت حصيلة «الميرنجي» 3 بطولات، مقابل تتويج وحيد لأتلتيكو في 2014.
انتصارات «الريدز» 84.2% و«اليوفي» الأكثر خسارة..
المقارنات بين أبطال الدوريات الكبرى، مع استبعاد الفريق الباريسي الذي لم يكمل الموسم، تكشف عن نجاح ليفربول في تحقيق أكبر نسبة انتصارات في «البريميرليج»، بنسبة 84.2%، لكنه فشل في معادلة أو تجاوز رقم «السيتي» القياسي، الخاص بعدد النقاط في النهاية، بينما سجل ريال مدريد ويوفنتوس أقل نسبة فوز في المباريات، بـ68.4%، ويُعد «السيدة العجوز» البطل الأكثر خسارة بين كبار القارة، حيث تعرض للهزيمة في 7 مباريات، تمثل نسبة 18.4%، وكان بايرن الأكثر قوة هجومية، بتسجيل 100 هدف في ختام الموسم، بمعدل 2.9 هدف/ مباراة، مقابل 1.8 فقط للملكي، الذي امتلك خط الدفاع الأكثر صلابة، بعدما تلقى مرماه 0.66 هدف/ مباراة، مقابل 1.13/ مباراة هزت شباك اليوفي.