حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
عززت الإمارات ريادتها في مجال المدفوعات الرقمية عبر شراكات تستهدف طرح حلول مبتكرة لمدفوعات رقمية سريعة وفعالة وآمنة.
 وتستهدف الشراكات تلبية الطلب المتزايد على حلول الدفع الرقمي في الدولة وتزايد اعتماد المحافظ الرقمية وتفضيل الأجيال الجديدة للمدفوعات الرقمية، فضلاً عن نمو قطاع التجارة الإلكترونية والشراء عبر الإنترنت. 
وتتضمن الحلول المبتكرة لتسريع المدفوعات الرقمية اعتماد تقنيات القياسات «البيومترية» المدمجة في الأجهزة مثل بصمات الأصابع أو مسح الوجه، لتحل محل كلمات المرور لمرة واحدة (OTPs)، من أجل جعل المعاملات عبر الإنترنت أكثر سرعة وسلاسة، إضافة إلى تسهيل المدفوعات عبر الحدود والتحويلات المالية الرقمية منخفضة التكاليف.
إتمام المشتريات  
يتزايد استخدام المدفوعات الرقمية في الإمارات، حيث تشهد الدولة نمواً ملحوظاً في اعتماد المحافظ الرقمية، حتى أن 67% من المستهلكين يستخدمون هذه التقنية لإتمام مشترياتهم، حيث تعتمد الأجيال الجديدة في الدولة اعتماداً كلياً على الدفع الرقمي في المشتريات. 
وتؤكد دراسة عالمية أصدرتها شركة Checkout.com، المزود الرائد لحلول المدفوعات الرقمية، إلى القوة الشرائية الهائلة لجيل ألفا (الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاماً) اليوم في دولة الإمارات والأهمية الكبرى التي يلعبها هذا الجيل في تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي. 
وأظهرت الدراسة، أنه على الرغم من استمرارية إنفاق أولياء الأمور في الإمارات على أطفالهم، فإن (جيل ألفا) ينفق بشكل مستقل في ظلّ الاقتصاد الرقمي، حيث يقوم 75% من الأطفال في سن 8 سنوات و92% من الأطفال في سن 15 عاماً في الإمارات بالدفع بأنفسهم، بدلاً من الاستعانة بشخص بالغ، كاشفة أنه في الوقت الذي يتسوّق فيه 54% من جيل الألفية مباشرة عبر المواقع الإلكترونية، يتجه جيل Z «المواطنين الرقميين» إلى التسوّق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يفضل 51% منهم التسوق عبر هذه المنصات.
ويمثل الجيل (زد)‏ المجموعة الديموغرافية التي تلي جيل الألفية وتسبق جيل «ألفا». ويستخدم الباحثون ووسائل الإعلام منتصف التسعينيات إلى أواخرها كبداية سنوات ميلاد لهذا الجيل وأوائل عام 2010 كسنوات ميلاد نهائية.
مدفوعات سريعة  
وأعلنت «نتورك إنترناشيونال»، الشركة المتخصصة في تمكين التجارة الرقمية عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، عن تعاون جديد مع «ماستركارد» يهدف إلى تعزيز حلول المدفوعات الرقمية السريعة والفعالة في دولة الإمارات، حيث ستعتمد «نتورك إنترناشيونال» على منصة «ماستركارد Move» المتكاملة، لتمكين عملائها من إيداع الأموال في المحافظ الرقمية والحسابات والبطاقات مسبقة الدفع مباشرةً عبر بطاقات ماستركارد.

وقال ناندان مير، الرئيس التنفيذي لمجموعة «نتورك إنترناشيونال»: إن الشراكة تهدف إلى اعتماد حلول الدفع الرقمي المبتكرة عبر التكنولوجيا المتقدمة، موضحاً أن الاستفادة من منصة ماستركارد في دولة الإمارات تنسجم مع التزام المجموعة بتقديم حلول دفع آمنة وفعّالة ومبتكرة، تواكب المتطلبات المتنامية للاقتصاد الرقمي. 
قياسات بيومترية 
ومن أجل تسريع عمليات الدفع عبر الإنترنت بطريقة آمنة ومبتكرة للمتسوقين، عقدت «ماستركارد» شراكة مميزة مع «نون للمدفوعات» لإطلاق خدمة (Payment Passkey) التي تعتمد على تقنيات القياسات «البيومترية» المدمجة في الأجهزة مثل بصمات الأصابع أو مسح الوجه، لتحل محل كلمات المرور لمرة واحدة (OTPs)، ما يجعل المعاملات عبر الإنترنت أكثر سرعة وسلاسة، بالإضافة إلى توفير مستويات متقدمة من الأمان ضد عمليات الاحتيال والاختراقات. 
وتوفر هذه التقنية للمستهلكين حماية عالية من مخاطر فقدان أو مشاركة كلمات المرور بشكل غير مقصود، الأمر الذي يضمن لهم تجربة دفع آمنة وموثوقة. 
وتأتي تلك الخدمة بعد أن أظهرت الأبحاث التي أجرتها ماستركارد أن 90% من المستهلكين حول العالم يفضلون استخدام القياسات «البيومترية»، مثل بصمات الأصابع والتعرف على الوجه، نظراً لاعتبارها أكثر أماناً وراحة مقارنةً بكلمات المرور التقليدية، مشيرة إلى أنه مع تزايد التهديدات الإلكترونية، مثل التصيد الاحتيالي، واستبدال شرائح الهاتف، واعتراض الرسائل، أصبحت كلمات المرور لمرة واحدة (OTPs) أقل أماناً وعرضة للاحتيال ولذا تمثل خدمة (Payment Passkey) نقلة نوعية في مجال الأمن الرقمي، إذ تجمع بين السرعة والأمان في المعاملات الرقمية، مما يجعلها خياراً أكثر موثوقية ضد الاحتيال.
كفاءة التحويلات  
وتعاونت منصة الدفوعات الإقليمية «بُنى» مع «ماستركارد» لتقديم خدمات متقدمة في مجال المدفوعات عبر الحدود، تستهدف تعزيز كفاءة التحويلات المالية للشركات والأفراد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها، من خلال حلول تتميز بالسهولة، والتكلفة المنخفضة، والشفافية. 
وتتميز منصة «بُنى» بخدمات التسوية الإجمالية الفورية، والتي تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، الأمر الذي يمنح المشاركين ميزة فريدة تسهم في تسريع المعاملات وتقليل التكاليف، ما يعزز تجربة العملاء، ويرفع من كفاءة الأنظمة المالية في المنطقة.

نمو المعاملات 
وفقاً لتقرير لمزود حلول المدفوعات الرقمية «شيك أوت دوت كوم» فإن النمو الكبير للتجارة الإلكترونية في المنطقة في السنوات الأخيرة، صاحبه ارتفاعاً في حجم معاملات المدفوعات الرقمية بنسبة 658%، منذ عام 2020.  وسلّط التقرير الضوء على النمو المذهل في عدد مستهلكي المنطقة ممن أفادوا بالتسوق عبر الإنترنت مرة واحدة يومياً على الأقل، والذي وصل إلى نسبة 80% منذ عام 2020، مبيناً أن زيادة تفضيل مستهلكي المنطقة للتجارة الرقمية، ساهم في زيادة نمو الابتكارات والتطورات التنظيمية والتقدم في قطاعات المدفوعات والتكنولوجيا المالية ونقل الأموال، الأمر الذي دفع الشركات إلى زيادة اعتمادها على المدفوعات الرقمية لتلبية الطلب المتزايد على مدفوعات أسرع وأكثر أماناً. وقال ريمو جيوفاني أبونداندولو، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى الشركة، إن بيانات التقارير الخاصة بالمستهلكين والمعاملات الرقمية، تظهر كيف أن المنطقة، التي كانت تعتمد تقليدياً على النقد، باتت اليوم سوقاً رائداً في مجال الرقمنة في غضون بضع سنوات فقط، منوهاً بأن هناك زيادة في طلب مستهلكي المنطقة لخيارات الدفع المتعددة، وإمكانية التحكم في تجارب التسوق والدفع وتحويل الأموال، وهو ما بدأ التجار وشركات التكنولوجيا المالية في إدراكه كميزة تنافسية.
الفوائد الرئيسية 
وتشمل الفوائد الرئيسية للشراكة بين الطرفين، تمكين المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم من إرسال مدفوعات سريعة وآمنة واقتصادية من حيث التكلفة إلى المشاركين في منصة «بُنى»، عبر تكامل سلس من خلال اتصال واحد بمنصة (Mastercard MOVE) والتي تمتد خدماتها إلى أكثر من 180 دولة، وتشمل التعامل بأكثر من 150 عملة، مما يتيح وصولاً واسع النطاق يغطي أكثر من 95% من سكان العالم.