رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد مدراء منتجعات فندقية في جزيرة السعديات أن افتتاح المشاريع الجديدة في الجزيرة سيسهم في تعزيز المشهد السياحي، ويحدث نقلة نوعية من خلال استقطاب مزيد من الزوار والإقامة لفترات أطول في الفنادق.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، إنه من المتوقع تسجيل نمو ملحوظ في الطلب السياحي على الجزيرة العام المقبل، بعد تحقيق نمو مستمر في الطلب العام الجاري والسنوات الماضية، من خلال مؤشرات الحجوزات والإقامة في منتجعات الجزيرة.
وبحلول نهاية سبتمبر الماضي، تم إنجاز أكثر من %83 من أعمال البناء في المنطقة الثقافية في السعديات، حيث تعكس هذه المعالم تقدماً كبيراً نحو تجسيد رؤية المنطقة لتصبح واحدة من أهم الوجهات الثقافية إقليمياً ودولياً، من خلال ما ستعرضه من مشاريع ثقافية وفنية تعكس أصالة التاريخ الثقافي وعراقة التراث الحضاري لدولة الإمارات وبقية ثقافات العالم.
جذب الزوار
وقال هارالد فيورستين، مدير عام منتجع وفلل السعديات روتانا، مدير عام فنادق أبوظبي والعين: «المشاريع القادمة في جزيرة السعديات من المقرر أن تغير مشهد السياحة في المنطقة، فمع إطلاق متاحف عالمية المستوى، ومؤسسات ثقافية، ومرافق ترفيهية، نحن متحمسون لزيادة محتملة في حركة الزوار واهتمامهم العام بالجزيرة».
وأوضح أن هذا التوسع لن يجذب المزيد من الزوار فحسب، بل سيشجع أيضاً على الإقامة لفترات أطول، حيث يسعى الضيوف لاستكشاف العروض الثقافية الغنية المتاحة.
وقال فيورستين: «على مدار هذا العام، كنا نراقب عن كثب مؤشرات أداء الفندق في السعديات وعبر المدينة، ولا تزال الاتجاهات إيجابية، فالارتفاع المستمر في عدد السياح القادمين من بعيد وقريب يشير إلى انتعاش مستمر في الطلب على السفر».
وأوضح أن المبادرات التسويقية الاستراتيجية التي تشمل الترويج المستهدف والشراكات مع المؤسسات المحلية والمعالم، تسهم في جذب قاعدة عملاء متنوعة، إضافة إلى الالتزام بتوفير خدمة استثنائية، ما يشجع على الزيارات المتكررة.
وقال: «نستفيد أيضاً من التكنولوجيا لتبسيط العمليات وتعزيز تجربة الضيوف، وهو ما أثبت أنه ضروري في التكيف مع مشهد السفر المتغير».
وأضاف: «بينما ننتقل إلى موسم الذروة المقبل، نتوقع استمرار الإقبال الكثيف، فنحن نشهد مجموعة متنوعة من الزوار، بدءاً من العائلات التي تبحث عن تجارب ترفيهية إلى المجموعات، الشركات التي تحضر فعاليات مؤتمرات الأعمال».
وأكد أن الأجندة مليئة بالأحداث والمؤتمرات الكبرى والمهرجانات الثقافية، والفعاليات الترفيهية، والتي تسهم جميعها في بناء بيئة سياحية ديناميكية في أبوظبي.
وقال: «نتوقع رؤية طلب قوي من الأسواق الإقليمية، خاصة من الدول المجاورة، إضافة إلى زيادة الاهتمام من السياح الدوليين المتحمسين لتجربة العروض الفريدة لجزيرة السعديات».
وقال: «استعداداً لهذه الزيادة، نقوم بتحسين خدمات الضيوف لدينا، وتصميم باقات خاصة، والتعاون مع منظمي الفعاليات المحليين لضمان أن يحصل كل من المسافرين من أجل الترفيه والأعمال على تجربة لا مثيل لها في منتجع وفيلل السعديات روتانا».
مشاريع جديدة
بدوره، قال جوليان جونزالفيز، المدير العام لفندق وفلل بارك حياة أبوظبي، في جزيرة السعديات: «نتوقع تركيزاً تسويقياً قوياً على جزيرة السعديات العام المقبل مع افتتاح المشاريع الجديدة، ونتوقع أن يستمر الزخم بالطلب ويتسارع، ما يجعل السعديات وجهة جاذبة في عام 2025، حيث نتوقع نمواً كبيراً في مستويات الأعمال والأداء الفندقي».
وحول الطلب على الفندق منذ بداية العام، قال جونزالفيز: «بعد جائحة كورونا شهدنا نمواً كبيراً سنوياً ويستمر للعام الجاري، حيث أصبحت جزيرة السعديات الآن معروفة كوجهة فريدة مع الجهود المستمرة التي تبذلها دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، وميرال ديستينيشن لتعزيز الوعي بالوجهة من خلال الأحداث والأنشطة المبتكرة».
ومع بدء موسم السياحة الجديد، قال جونزالفيز: «نشهد طلباً ثابتاً على مدار العام، مع توقعات باستمرار النمو عاماً بعد عام، حيث يوجد طلب سياحي قوي من سياحة الترفيه والمؤتمرات والمعارض مدفوعاً بالعديد من الأحداث التي تقام في أبوظبي».
وأضاف أن الأجندة السنوية لدائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي تعزز من أبوظبي كوجهة مزدهرة على مدار العام.
عدد الزيارات
وارتفع عدد الزيارات إلى جزيرة السعديات العام الماضي بنسبة 44% مقارنة بعام 2022، ما يدعم تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة لقطاع السياحة في أبوظبي، بحسب ميرال.
وشهدت جزيرة السعديات متوسط إشغال 73% خلال شهر أغسطس الماضي، و65% خلال الموسم الصيفي، بينما حققت معدل نمو بنسبة 19% في عدد النزلاء الدوليين للفنادق.
وحول تطور الأعمال في متحف زايد الوطني الذي يسرد تاريخ الدولة وثقافتها، تم الانتهاء من تركيب الأجنحة التي تحاكي في تصميمها تفاصيل الريش الموجودة على أطراف أجنحة الصقر، بينما تقترب الأعمال الداخلية من مراحلها النهائية.
تطوير الوجهات
تعاونت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مع «ميرال»، الرائدة في مجال تطوير الوجهات والتجارب الغامرة في أبوظبي، لتطوير متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي و«تيم لاب فينومينا أبوظبي»، الذي يوفر مساحات فنية يلتقي فيها الفنُّ مع التكنولوجيا لإثارة الفضول والخيال والإبداع من تصميم «تيم لاب» من العاصمة اليابانية طوكيو.
وتتماشى هذه المشاريع الجديدة، مع استراتيجية أبوظبي السياحية الجديدة 2030، التي تم إطلاقها في أبريل 2024، وتهدف إلى نمو عدد زوار الإمارة ليصل إلى 39.3 مليون زائر، وخلق 178 ألف فرصة عمل جديدة، وزيادة إسهام قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات إلى 90 مليار درهم سنوياً بحلول عام 2030.
وتتقدم أشغال إنجاز متحف الفنون الرقمية «تيم لاب فينومينا أبوظبي»، الذي يمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 17 ألف متر مربع، ليُشكل وجهة مثالية يلتقي فيها الفنُّ مع التكنولوجيا.