حسام عبدالنبي (أبوظبي)
عززت دولة الإمارات مكانتها وجهه عالمية رائدة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، في ظل توافر 4 مقومات رئيسة، بحسب الدكتور هورست سايمن، مدير مختبر جهاز أبوظبي للاستثمار، المركز المستقل في مجال الأبحاث الأساسية والتطبيقية لعلوم البيانات والحوسبة.
أكد سايمن أن هذه المقومات تتمثل في الدعم الحكومي طويل الأمد للعلوم والتكنولوجيا، وتوافر العلماء والمهنيين والخبراء وفرص التدريب والندوات اللازمة لاكتساب الخبرات والمعرفة، فضلاً عن حماية حقوق الملكية الفكرية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتعاون على المستوى الدولي مع المؤسسات والهيئات المختصة في الدول المتقدمة في هذا المجال.
وقال سايمن، لـ «الاتحاد»، على هامش الندوة السنوية الثانية لمختبر جهاز أبوظبي للاستثمار، إن الذكاء الاصطناعي والحلول التكنولوجية، بشكل عام، يمكن أن تلعب دوراً مهماً في نمو الاقتصاد، ولكن يجب الاستثمار في الأبحاث الأساسية؛ لأن تأثير تلك الأبحاث ينعكس على تنافسية الاقتصاد على مدى طويل قد يمتد إلى 10 سنوات.
وأشار إلى أن الهدف من عقد الندوة السنوية الثانية لمختبر جهاز أبوظبي للاستثمار، هو بناء مجتمع قائم على المعرفة وتنمية العلاقات اللازمة لتطوير أفكار جديدة عبر تشارك المعلومات والمعرفة، والاطلاع على أحدث المستجدات والتطورات في قطاع الأبحاث والتكنولوجيا، منوهاً بأن من أهم الأبحاث التي يتم التركيز عليها في الوقت الحالي ما يُعرف بالأبحاث السببية أو (الأبحاث التوضيحي) في القطاع المالي وقطاع الاستثمار، وهو نوع من البحث الذي يفحص ما إذا كانت هناك علاقة سبب ونتيجة بين حدثين منفصلين.
وحول دور مختبر جهاز أبوظبي للاستثمار، أفاد سايمن بأنه يهدف إلى تسخير الأبحاث المتطورة لإيجاد حلول لمختلف أنواع القضايا الاجتماعية الملحة في العالم، مع استكشاف أحدث التوجهات والتقنيات في علوم البيانات والحوسبة في مختلف المجالات العلمية الحديثة.
وقال إن المركز نجح خلال 18 شهراً في تعيين 15 خبيراً ونشر 22 ورقة بحثية واستضافة تحدي أفضل ورقتين بحثيتين، إلى جانب استضافة مسابقتين للبيانات وندوتين، شارك في الأولى 300 خبير، وفي الثانية ألف مشارك، وكذا تنظيم ورشة عمل شارك بها 300 خبير، مع بدء تعاون مع 6 مؤسسات في أبوظبي و11 تعاون مع مؤسسات دولية.
وأضاف أنه فيما يخص الندوة السنوية الثانية، والتي تستمر حتى يوم 21 من الشهر الحالي، فهي تركز على قدرة الأبحاث والتكنولوجيا على إيجاد حلول للتحديات التي يواجهها العالم اليوم، وتجمع الندوة نخبة من الخبراء العالميين من بينهم شخصيات حائزة جائزة نوبل ورواد من القطاعين الخاص والحكومي لمناقشة سبل الاستعانة بعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات العالمية الملحّة، مؤكداً أن تلك الندوة تُعد جزءاً أساسياً من التزام المختبر بالاضطلاع بدور نشط في مجتمع علوم البيانات والحوسبة العالمي، ما يسهم في تطوير البيئة الرقمية في أبوظبي، وتعزيز فرص التعاون بين دولة الإمارات والمؤسسات العالمية.
وأوضح سايمن أن الندوة تبحث في نسختها الثانية لعام 2024 ثلاثة موضوعات على مدار ثلاثة أيام، حيث يركز اليوم الأول على موضوع الذكاء الاصطناعي الموثوق، من خلال تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي آمنة يمكن الاعتماد عليها، ويناقش اليوم الثاني القضايا البيئية، مع التركيز على الاستدامة في الذكاء الاصطناعي، بما يشمله من موضوعات تتنوع بين مراقبة المناخ وتطوير نمذجة المخاطر، أما اليوم الثالث والأخير، فيسلط الضوء على الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن الندوة ستختتم فعالياتها بحفل تسليم جوائز المسابقتين اللتين ينظمهما مختبر جهاز أبوظبي للاستثمار، وهما: أفضل ورقة بحثية في مجال الأبحاث السببية في الاستثمارات، وفي مجال تحدي الاكتشاف السببي بالتعاون مع مجتمع علوم البيانات العالمي «كرانش داو»، حيث تهدف هاتان المسابقتان إلى تعزيز الابتكار في علوم البيانات، وتعكس دور مختبر جهاز أبوظبي للاستثمار البارز في النهوض بالأبحاث العالمية.