حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
أكد رؤساء شركات عالمية تعمل في مجال الطاقة، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة بات يمثل ضرورة لتعزيز كفاءة الطاقة ومن ثم تقليل الاستهلاك.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» على هامش مشاركتهم في «أديبك 2024» الذي اختتمت فعالياته الخميس الماضي، إنه رغم أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تقليل استهلاك الطاقة، إلا أن هناك جانباً آخر يتمثل في أن تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها تستهلك كميات هائلة من الطاقة من خلال مراكز البيانات، ما يطرح تساؤل عن أهمية الذكاء الاصطناعي، وهل يقلل من استهلاك الطاقة أم يزيدها، في ظل زيادة الطلب على تطبيقاته بشكل هائل خلال السنوات الحالية والمقبلة.

كفاءة الطاقة
ويرى خالد بن هادي، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس للطاقة في دولة الإمارات، إن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من قدرته على تعزيز كفاءة الطاقة، إلا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها تستهلك كميات هائلة من الطاقة، خاصة من خلال مراكز البيانات، مما يؤدي إلى استمرار معضلة الطاقة الثلاثية.

وقال إن هذا الأمر يستدعي منا جميعاً أن نجد طرقاً لتحقيق التوازن بين الاستدامة والقدرة على تحمل التكاليف والموثوقية، إذ تشير بعض التقارير إلى أن مراكز البيانات تستهلك ما يصل إلى 4% من استهلاك الكهرباء العالمي، مؤكداً أن التقاء عالم الطاقة بالذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة مليئة بالتحديات المهمة والفرص الواعدة، التي يمكن أن تساعد المنطقة على تحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً إذا تم الاعتماد على نهج استراتيجي وشامل.

توفير الاستهلاك
من جهتها، ترى ماڤي زينجوني، الرئيس التنفيذي للطاقة في شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا»، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، بات يمثل إشكالية جديدة في الوقت الحالي، حيث تتطلب الزيادة في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات ومجالات الحياة إنشاء المزيد من مراكز البيانات التي تستهلك المزيد من الكهرباء وتزيد الطلب على الطاقة، وفي المقابل كانت التوقعات أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق وفورات في استهلاك الطاقة من استخدام أنظمة ذكية توفر استهلاك الطاقة بنسبة 20 % إلى 25%.

وأكدت أنه في الآونة الأخيرة، انضمت مراكز الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات إلى مجموعة المستخدمين الجدد للشبكة الكهربائية، حيث تشير التوقعات إلى تضاعف استهلاك الطاقة الكهربائية من مراكز البيانات بحلول نهاية العقد الحالي، مشيرة إلى أن زيادة الطلب على الكهرباء، ستستمر في ظل استمرار العالم في التحول نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات التي تعتمد على الكهرباء مثل نمو المركبات الكهربائية والتحول الرقمي في القطاع الصناعي، مع المساعي لخفض الانبعاثات الكربونية في الوقت ذاته.

التغير المناخي
وكشفت دراسة لشركة الاستشارات «ماكينزي آند كومباني» أن زيادة الطلب على الكهرباء بسبب الذكاء الاصطناعي قد تسهم في تسريع وتيرة التغير المناخي، إذا لم يتم تلبية هذا الطلب المتزايد عن طريق مصادر طاقة متجددة.
وأكدت أن جزءاً كبيراً من الكهرباء المستخدمة في مراكز البيانات لا يزال يأتي في الوقت الحالي من مصادر تعمل بالوقود الأحفوري.
وتوقعت الدراسة أن يرتفع استهلاك مراكز البيانات في أوروبا للطاقة بشكل كبير بحلول عام 2030 بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومشاريع التحول الرقمي الأخرى، مشيرة إلى أن نسبة استهلاك مراكز البيانات تمثل حاليا 2% فقط من إجمالي استهلاك الكهرباء في أوروبا ولكنها سترتفع إلى 5% بحلول 2030.