حسام عبدالنبي (أبوظبي)

تنطلق غداً الاثنين، في العاصمة أبوظبي، فعاليات الدورة الاستثنائية من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2024» بالتزامن مع احتفاء الحدث العالمي بمرور 40 عاماً على انطلاقه، مستشرفاً في دورته الحالية العلاقة بين الطاقة والذكاء الاصطناعي، ومحافظاً على قيادته المعهودة لمستقبل  قطاع الطاقة العالمي.
وتعقد فعاليات «أديبك 2024»، الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم، والذي تنظمه «أدنوك» خلال الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر 2024، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظة الله.
ويأتي الحدث تحت شعار «تواصل العقول لتحقيق انتقال واقعي ومنظم في قطاع الطاقة»، بهدف استشراف مستقبل العلاقة بين الطاقة والذكاء الاصطناعي، وتسليط الضوء على أبرز تقنيات الجيل القادم من حلول الذكاء الاصطناعي التي تساهم في تشكيل مستقبل قطاع الطاقة.
ويقام معرض «أديبك 2024» على مساحة 16 قاعة، بمشاركة 2200 شركة عارضة من 160 دولة تعرض مختلف مجالات منظومة الطاقة العالمية، بما في ذلك 54 شركة نفط وطنية ودولية، وشركات الطاقة الدولية، و30 جناحاً مخصصة للدول المشاركة، هذا إلى جانب 4 منصات متخصصة تركز على إزالة الكربون والرقمنة والشؤون البحرية والخدمات اللوجستية، والآن تمت إضافة منصة الذكاء الاصطناعي، ويتوقع أن يتجاوز عدد الزائرين 184 ألف زائر. 
وسوف يوفر المعرض منصة مثالية لعالم الطاقة لإظهار حلوله المبتكرة وإقامة الشراكات بين القطاعات اللازمة لتوفير الطاقة الآمنة والعادلة والمستدامة للجميع.
ومن المقرر أن يلقي معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، الكلمة الافتتاحية في المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 40 وزيراً و200 من كبار المسؤولين التنفيذيين ورواد قطاعي الطاقة التكنولوجيا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا، وأفريقيا، وأوروبا، والأميركتين.
وتلي الكلمة الافتتاحية جلسة نقاش وزارية بعنوان «القادة العالميون الجدد والانتقال في قطاع الطاقة» بمشاركة وزراء الطاقة من كل من دولة الإمارات وجمهورية الهند وجمهورية مصر العربية لمناقشة كيفية إعادة تشكيل الاقتصادات الناشئة للمشهد العالمي للطاقة من خلال دراسة التحديات والفرص التي يتيحها الطلب على الطاقة والتقدم التكنولوجي والرعاية البيئية والنمو الاقتصادي.

ريادة وتاريخ
رسخ «أديبك» مكانته العالمية ليصبح الحدث العالمي الأكبر في قطاع الطاقة على مستوى العالم بعد رحلة ملهمة مليئة بالنجاحات، حيث انطلقت الفعاليات لأول مرة في عام 1984 وفي عام 2018 حمل الحدث عنوان (صناعة عالمية واحدة.. مدينة واحدة.. ملتقى واحد) ليجمع قادة القطاع العالميين والحكومات لمواكبة آخر التوجهات الكبرى، ثم جاءت دورة الحدث في عام 2021 تحت عنوان (إطلاق العنان للرؤى الجديدة التي تتيح تحولاً تدريجياً وعملياً في قطاع الطاقة).
وفي العام التالي، جاء الحدث بشعار (مستقبل الطاقة: مستدامة وموثوقة ومتاحة للجميع) معالجة أمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف والاستدامة في ظل التغيرات العالمية.
أما في العام 2023 فجاء المؤتمر بعنوان (إزالة الكربون أسرع معاً) لتسريع عملية إزالة الكربون للوصول إلى مستقبل طاقة منخفض الكربون وأكثر استدامة. 
في حين تأتي دورة العام الحالي بعنوان (تواصل العقول لتحقيق انتقال واقعي ومنظم في قطاع الطاقة)، من أجل تمكين الابتكار والعمل من أجل مستقبل آمن وعادل ومستدام لقطاع الطاقة.

رؤية ومكاسب
يأتي «أديبك 2024» تماشياً مع رؤية دولة الإمارات ودعم رؤية الدولة 2031 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 ومن أجل تعزيز ريادة الإمارات في تنظيم أهم الفعاليات العالمية وترسيخ مكانة أبوظبي في مجال الطافة، فضلاً عن دعم الأهداف العالمية لتوفير طاقة آمنة وميسورة التكلفة ومستدامة للجميع.
 وتكمن أهمية العلاقة بين قطاع الطاقة والذكاء الاصطناعي، في أن هناك إمكانية لخفض التكاليف بنسبة 15% من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، وتحقيق 10% مكاسب إنتاجية محتملة من حالات استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، و320 مليار دولار مساهمة متوقعة للذكاء الاصطناعي في اقتصاد الشرق الأوسط بحلول عام 2030، و8 تريليونات دولار نمواً في الناتج المحلي الإجمالي العالمي من تأثير الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
وتمثل الأثر الاقتصادي للحدث في تحقيق قيمة عائدات للاقتصاد الإماراتي في قطاع الضيافة والسياحة والأعمال المتعلقة بالسفر في دورة العام الماضي جاوزت 350 مليون دولار.
كما تضمن الأثر الاقتصادي في العام الماضي (2023) أكثر من 8 مليارات دولار، قيمة الأعمال التي تم توليدها في قطاع الطاقة العالمي.

مستجدات المعرض
دائماً ما يعرض «أديبك» آخر المستجدات والابتكارات العالمية التي تشكل مستقبل قطاع الطاقة، وفي العام الحالي هناك 4 منصات جديدة، هي: منطقة الذكاء الاصطناعي، مؤتمر التحول الرقمي والتكنولوجيا، مؤتمر أصوات الغد، مؤتمر التمويل والاستثمار.
وتضم منطقة الذكاء الاصطناعي معرضاً ومؤتمراً واجتماعات طاولات مستديرة للقادة والخبراء تهدف لاستكشاف العلاقة بين الطاقة والذكاء الاصطناعي، وتسليط الضوء على أهمية تكامل حلول الذكاء الاصطناعي في منظومة الطاقة.
وتشمل المنطقة مختبر تطوير المهارات الذي يستهدف معالجة فجوة المهارات اللازمة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين مستويات الأداء، إضافة إلى معرض ومحطات عرض لاستعراض أبرز الحلول التي تعمل على تحويل قطاع الطاقة لتحقيق انتقال عادل ومنصف، وكذا قاعة ريادة الفكر التي تعزز الحوار حول علاقة التكامل بين الطاقة والذكاء الاصطناعي.
كما يجمع مؤتمر التحول الرقمي والتكنولوجيا، رواد قطاعي الطاقة والتكنولوجيا لتسليط الضوء على أهمية دور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تسريع تشكيل مستقبل الطاقة الآمن والمستدام والعادل.
أما مؤتمر أصوات الغد فسيتناول فرص تعزيز التعاون العالمي عبر مختلف المسارات لتحقيق انتقال عادل للطاقة، وضمان الوصول إلى مستقبل مستدام للطاقة من قبل مجتمع عالمي حقيقي.
في حين سيعمل «أديبك 2024» على جمع قطاعي التمويل والطاقة لتفعيل دور التمويل والاستثمار على نحو غير مسبوق، ولذا سيسلط مؤتمر التمويل والاستثمار الضوء على التحديات والفرص في خلق حلول الطاقة التحويلية اللازمة لتسريع التحول العالمي في مجال الطاقة.

شباب «أديبك»
تمكين الشباب أحد أهم المرتكزات التي تعمل دولة الإمارات على تطبيقها، ولذا فإن «أديبك 2024» يضع عنواناً رئيسياً هو تمكين الشباب من رسم ملامح مستقبل الطاقة حيث يتضمن برامج جديدة هي «ساند» و«برنامج الاتصال بالصناعة» و«برنامج التواصل بين الجامعات» و«برنامج تواصل المدارس» و«تحدي تخفيض انبعاثات غاز الميثان»، إلى جانب برامج تقليدية لتمكين الشباب مثل برنامج «سفير برنامج شباب أديبك» وحوارات شبابية ومركز التجارب التعليمية والترفيهية وجولات ميدانية لطلاب المدارس والجامعات.

جلسات حوارية
ويتضمن برنامح «أديبك 2024» عشرة مؤتمرات استراتيجية وفنية متخصصة تستقطب أكثر من 1800 متحدث من مختلف القطاعات، بما في ذلك الوزراء والرؤساء التنفيذيون، والأكاديميون، وخبراء الطاقة، والشباب. 
وتتناول المؤتمرات والجلسات الحوارية المصاحبة للفعاليات جوانب مختلفة للانتقال في قطاع الطاقة، بما في ذلك أمن الطاقة، وقدرة دول الجنوب على تحمل تكاليف الانتقال، وتسريع تدفق الاستثمارات في المشاريع منخفضة الكربون، والوقود البديل، وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في زيادة معدلات خفض الانبعاثات الكربونية من القطاعات التي يصعب الحدّ من انبعاثاتها.
وتغطي المحاور الرئيسية لمؤتمرات «أديبك 2024» 4 عناصر رئيسة هي: (عصر جديد من العمل المناخي)، و(الاستثمار في المستقبل: التمويل والمهارات والشمول الاقتصادي) و(دور الشراكات في مختلف القطاعات لتخفيض انبعاثات قطاع الطاقة والصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة)، إلى جانب (توظيف الابتكار التكنولوجي لتسريع التحول في مجال الطاقة). 
وسيشهد اليوم الأول تنظيم جلسة حوارية بعنوان «تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بالتزامن مع الانتقال إلى منظومة طاقة منخفضة الكربون» بمشاركة عدد من الرؤساء التنفيذيين منهم موراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي لشركة «بي بي»، ووائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة «شل»، وتانكو محمد توفيق، الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة «بتروناس»، وكلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة «إيني». 
وستتناول هذه المناقشة البارزة تحديات الموازنة بين تنامي احتياجات الطاقة العالمية وضرورة العمل على تحقيق الحياد المناخي، إضافة إلى استعراض استراتيجيات إمدادات الطاقة المستدامة والمرونة في ظل التغيرات المتسارعة. 
ويأتي (مؤتمر الحد من انبعاثات الكربون) ضمن فعالية «أديبيك 2024» بناءً على النجاح الذي تم تحقيقه في دورة العام الماضي، ليواصل «أديبيك 2024» تعزيز الالتزام بتخفيض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطاقة إلى مستويات جديدة.
ويهدف (مؤتمر الحد من انبعاثات الكربون) في هذا العام لتوسيع الحوارات من خلال زيادة عدد جلسات المؤتمر، ودعوة شريحة متنوعة من المتحدثين، ومجموعة أوسع من العارضين والشركاء الاستراتيجيين.
وتشير التقارير إلى أن 5-10% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية يمكن التخفيف منها من خلال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، وأن 10% حجم الانخفاض المتوقع في استهلاك الطاقة بفضل التقنيات الرقمية، بخلاف 15% التخفيض المحتمل في الانبعاثات العالمية من خلال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه بحلول عام 2070. 

قادة ومسؤولون
تضم قائمة المسؤولين والقادة الدوليين المشاركين في «أديبك 2024» كلاً من معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية، ومعالي شري هارديب إس بوري، وزير البترول والغاز الطبيعي والإسكان والشؤون الحضرية في الهند، ومعالي هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، ومعالي الدكتور محمد بن مبارك بن دينة، وزير النفط والبيئة والمبعوث الخاص للشؤون المناخية في مملكة البحرين، ومعالي إتش إيكبيريكبي إيكبو، وزير لدولة للموارد البترولية في نيجيريا، ومعالي جواو بابتيستا، بورخيس وزير الطاقة والمياه في أنغولا، ومعالي الدكتور صالح الخرابشة، وزير الطاقة والثروة المعدنية في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي المسادام ساتكالييف، وزير الطاقة في كازاخستان، ومعالي إدغار مويو، وزير الطاقة في زيمبابوي.
وتشمل قائمة كبار المسؤولين التنفيذيين الذين أكدوا مشاركتهم في «أديبك 2024» جوزيف ماكمونيجل، الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي، وألفريد ستيرن، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «أو إم في»، وتاكايوكي أويدا، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «إنبكس»، وراسل هاردي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «فيتول»، وبروسكوفيا نابانجا، الرئيس التنفيذي لشركة «أوغندا الوطنية للنفط»، ولورينزو سيمونيلي، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «بيكر هيوز»، وأليساندرو بيرنيني، الرئيس التنفيذي لشركة «مير»، ومصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في شركة «أدنوك»، وأرنو بيتون، الرئيس التنفيذي لشركة «تكنيب إنيرجيز»، وفريد كروب، رئيس صندوق الدفاع البيئي، وإيفانا جيميلكوفا، الرئيس التنفيذي لمجلس الهيدروجين، وصوفيا هيلديبراند، رئيسة قطاع التكنولوجيا في «أدنوك»، ومحمد عبدالقادر الرمحي، الرئيس التنفيذي لإدارة الهيدروجين الأخضر في «مصدر».
كما يستضيف «أديبك 2024» نخبة من أبرز الخبراء وقادة قطاعات التكنولوجيا والخدمات اللوجستية والتمويل لتبادل الخبرات في مجال تعزيز الانتقال العالمي في قطاع الطاقة.
وستشارك العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة مثل «مايكروسوفت» و«شنايدر إلكتريك» و«سيمنز» و«أكسنتشر» رؤاها حول مستقبل التحول الرقمي.
كما ستستعرض الشركات المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مثل «بوميترا» و«ماترويد» و«إيه آي كيو» إمكانات التكنولوجيا المتقدمة في رفع مستويات الكفاءة وخفض الانبعاثات الكربونية لقطاع الطاقة.
وسيناقش ممثلو كبريات شركات الخدمات اللوجستية مثل «مجموعة موانئ أبوظبي» و«موانئ دبي العالمية» فرص تعزيز استدامة سلاسل التوريد، فيما يستعرض قادة قطاع التمويل من «مصرف أبوظبي الإسلامي» و«بنك أوف أميركا» و«ستاندرد تشارترد» و«باركليز» و«جي بي مورجان» و«مورجان ستانلي» أهمية دور الاستثمار المستدام في دعم مستقبل الطاقة العادل ومنخفض الكربون.