يوسف العربي (أبوظبي)
تجاوز عدد مستخدمي تطبيق «بوتيم»، بنهاية النصف الأول من العام الحالي، 150 مليون مستخدم، وذلك بعد تحوله إلى تطبيق فائق القدرات تابع لـ «أسترا تك»، بحسب عبد الله أبو الشيخ، مؤسس شركة «أسترا تك» والرئيس التنفيذي لمنصة «بوتيم».
وقال أبو الشيخ لـ«الاتحاد»، إن هذا النمو ينسب إلى توفير مجموعة من الخدمات المالية والتحويلات وإمكانية تحويل الأموال بين العملاء، وغيرها ضمن التطبيق، ما عزز انتشاره في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها.
وأكد أن قطاع التكنولوجيا في دولة الإمارات شهد مستويات نمو قوية في عام 2024، مع مساهمة الاقتصاد الرقمي بحوالي 9.7% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.

وأوضح أن الاستثمارات الرئيسة في مجالات الذكاء الاصطناعي و«البلوك تشين» والتكنولوجيا المالية لها دور كبير في تعزيز هذا النمو، مع دعمٍ من العديد من المبادرات المهمة، مثل الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي في دولة الإمارات، التي تهدف إلى مضاعفة نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 20% بحلول عام 2031، والمرجح استمرار هذا النمو في عام 2025، لا سيما مع سعي دبي لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في تصدّر قائمة أفضل 10 مراكز مالية في العالم. 

المستوى العالمي
قال أبو الشيخ، إن التطبيقات الذكية التي تُطلق في دولة الإمارات تتميز بقدرتها التنافسية المتزايدة على الصعيد العالمي، ومع وجود منصات، مثل «بوتيم» التي تضم أكثر من 150 مليون مستخدم، أظهرت الشركات الإماراتية قدرة كبيرة على الابتكار والتوسع بشكل متسارع. 
وأضاف أن المبادرات الحكومية تسهم في دعم الشركات الناشئة المحلية، وذلك من خلال استراتيجية دولة الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، وإطلاق بيئات «ساندبوكس» التجريبية لاختبار مشاريع الذكاء الاصطناعي و«البلوك تشين»، وأسهمت مرونة البيئة التنظيمية في دولة الإمارات.

خدمات متنوعة 
حول الخدمات المتنوعة التي تقدمها منصة «كوينتكس» التابعة لشركة «استرا تك»، قال أبو الشيخ، إن «كوينتكس» توفر مجموعة واسعة من الخدمات المالية المصممة لتلبية احتياجات الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشمل خدماتنا الإقراض الرقمي الفوري والتمويل الصغير، والتي يمكن الوصول إليها جميعها باستخدام التطبيق فائق القدرات الخاص بنا، ويتمثل هدف «كوينتكس» الرئيسي في سد فجوة الشمول المالي في دولة الإمارات.
وأوضح أنه من خلال منصتها للدفع الفوري، تقود «كوينتكس» الجهود لتعزيز سهولة الوصول إلى القروض الرقمية وحلول التمويل الصغير في دولة الإمارات.

الشمول المالي 
حول إمكانية معالجة فجوة الشمول المالي من خلال الاستفادة من منصات المصرفية الرقمية، وتوفير حلول للتمويل الصغير، والخدمات المالية عبر الهواتف المتحركة، قال أبو الشيخ: تلعب المنصات المصرفية الرقمية، مثل «كوينتكس»، دوراً بارزاً في التعامل مع الشمول المالي، وتلبية احتياجات الأعداد الكبيرة من السكان، خصوصاً الأفراد الذين لا يملكون حسابات مصرفية، وذلك من خلال توفير مجموعة من الخدمات.
وأضاف: في دولة الإمارات، تتخطى نسبة انتشار الهواتف الذكية 95%، ما يساعد المنصات المصرفية المتوافقة مع الهواتف المتحركة على تعزيز سهولة الوصول إلى الخدمات المالية الأساسية، كما تساهم محافظنا الرقمية في دعم هذه الجهود، من خلال السماح للمستخدمين بإدارة معاملاتهم اليومية وتحويلاتهم ومدخراتهم بكل سلاسة ضمن منصة واحدة سهلة الاستخدام.

فوائد اقتصادية 
توقع عبد الله أبو الشيخ تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة تفتح آفاقاً جديدة؛ بهدف تعزيز القدرات الاقتصادية للسكان الذين عانوا نقص الخدمات سابقاً، وذلك من خلال دعم الشمول المالي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة معدلات الاستهلاك والادخار والاستثمار، وبالتالي تحفيز الاقتصاد، كما يسهم توسيع الخدمات المالية الرقمية في توفير فرص عمل جديدة في «أسترا تك»، وغيرها من الشركات ضمن منظومة التكنولوجيا المالية. 
ولفت إلى أن التنويع في القطاع المالي يحقق مرونة أكبر في مواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية، ويمكن للشمول المالي وحده أن يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 14% في الأسواق الناشئة، وبما أن دولة الإمارات هي مركز إقليمي في هذا المجال، ستنعكس الآثار الملموسة لهذه التطورات على مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.