رشا طبيلة (أبوظبي)
يحتفل العالم اليوم الموافق 27 سبتمبر، بيوم السياحة العالمي تحت عنوان «السياحة والسلام»، ليبرز اسم الإمارات متألقاً في الخارطة العالمية السياحية، مع نجاح الدولة في استقطاب أكثر من 25 مليون سائح من مختلف دول العام لتكون وجهة مثالية للسياحة ورمزاً للتعايش والتبادل الثقافي مع وجود أكثر من 200 جنسية، إضافة إلى الضيافة الإماراتية التي أثبتت قدرتها على جذب مزيد من الزوار والسياح من مختلف دول العالم.
وخلال عقد من الزمن، ارتفع عدد السياح الدوليين للإمارات من نحو 15 مليون سائح دولي العام 2014 إلى توقعات بالوصول إلى 29 مليون سائح دولي العام الجاري، بنمو يزيد على 93%.

وأكد مسؤولون في القطاع السياحي والفندقي لـ «الاتحاد» أن الإمارات حققت إنجازات مثمرة واستطاعت أن توفر جميع المقومات لنجاح أي وجهة سياحية من خلال التجارب السياحية والترفيهية والثقافية واحتضان الفعاليات والأحداث العالمية في مختلف القطاعات وعنصر الأمان الذي تمتاز به الإمارات.


مقومات سياحية
وقال صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: تمتلك أبوظبي العديد من إمكانات الجذب السياحي والمقومات السياحية الفريدة التي تعزز من جاذبيتها التنافسية على الخريطة العالمية، وتحفل الإمارة بمجموعة متنوعة من العروض والفعاليات والتجارب الثقافية والترفيهية العائلية الاستثنائية، ما يجعلها وجهة مفضلة للسياح من جميع أنحاء العالم.
وأضاف: تعد أبوظبي منصة مثالية لتنظيم فعاليات سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، حيث أطلقنا مؤخراً أجندة فعاليات أبوظبي لهذا الموسم، والتي ستحول أنظار العالم حتماً نحو أبوظبي التي أصبحت نموذجاً للمرونة والتنوع والتطور المستمر.


نقلة نوعية
أكد محمد عبد الله الزعابي، الرئيس التنفيذي لميرال، أن دولة الإمارات حققت نقلة نوعية في قطاع السياحة، مما جعله أحد أهم القطاعات غير النفطية التي تسهم بشكل فعال في دعم الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن هذا القطاع لا يسهم فقط في تعزيز النمو الاقتصادي، بل يلعب دوراً حيوياً في ترسيخ قيم التسامح والتعايش الثقافي، وهو ما يميز الإمارات كوجهة سياحية عالمية تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات.
وأوضح الزعابي أن أبوظبي تُعد واحدة من أكثر المدن أماناً في العالم، مما يساهم في تعزيز جاذبيتها السياحية، ويعزز من قدرتها على تقديم تجارب فريدة ومتكاملة للسياح.
وأضاف أن الإمارة توفر بنية تحتية متقدمة تشمل وجهات سياحية وثقافية متنوعة ومرافق مميزة للفعاليات، إضافة إلى مطار دولي عالمي الطراز وناقلات وطنية مرموقة، موضحاً أن هذه العوامل، بالإضافة إلى الضيافة الإماراتية الأصيلة، تجعل من أبوظبي وجهة مفضلة للسياح الباحثين عن تجارب تجمع بين الفخامة والثقافة.
وقال: أبوظبي تسجل نمواً ملحوظاً وقياسياً في مختلف المؤشرات وفي جميع المواسم حيث نجحت من خلال الجهود الترويجية والتسويقية والمدن الترفيهية العالمية والمتاحف الثقافية وشواطئها الذهبية في الوصول للكثير من الأسواق السياحية وجذب السياح إليها من مختلف دول العالم.
وأشار الزعابي إلى الأرقام القياسية التي سجلتها جزيرتا ياس والسعديات خلال عام 2023، حيث استقبلت جزيرة ياس أكثر من 34 مليون زيارة، بزيادة قدرها 38% مقارنة بعام 2022. كما شهدت جزيرة السعديات نمواً بنسبة 44% في عدد الزوار، مما يعكس جاذبيتها كوجهة شاطئية وثقافية وطبيعية متميزة.

 

 


التبادل الثقافي
وأكد ناصر النويس رئيس مجلس إدارة روتانا للفنادق أن الإمارات استطاعت أن تكون مثالاً يُحتذى به في التبادل الثقافي والسياحي مع وجود أكثر من 200 جنسية على أرضها وفي نفس الوقت قدرتها على جذب العالم إليها من خلال استقبال أكثر من 25 مليون سائح دولي بشكل سنوي.
وقال النويس بمناسبة يوم السياحة العالمي الذي يحتفل به العالم اليوم تحت عنوان «السياحة والسلام»، «إن السياحة تعد جزءاً لا يتجزأ من التسامح والسلام والتعايش بين المجتمعات من خلال التعرف على مختلف الثقافات عبر السفر، إضافة إلى تحقيق الرفاهية المجتمعية عن طريق مساهمة القطاع في تنمية المجتمعات المحلية وتوفير الفرص الوظيفية».
وأشار النويس بمناسبة هذا اليوم إلى الإنجازات التي حققتها الإمارات لتصبح واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم إضافة إلى تحقيق النمو السياحي المستدام بكافة المؤشرات وتطوير بنية تحتية عالمية لا مثيل لها من مطارات دولية وفنادق وطرق ووجهات سياحية ومرافق للفعاليات والأحداث وغيرها من المقومات السياحية، والتي تميزت بها الإمارات إقليمياً ودولياً.
وقال النويس: «نتميز بحسن الضيافة الإماراتية وتوفير خدمات فندقية من الطراز الأول، إضافة إلى دورنا الترويجي بالتعاون مع شركائنا من القطاعين العام والخاص لإبراز ما توفره الدولة من مقومات سياحية جاذبة، فضلاً عن حرصنا على إطلاق برامج وظيفية باستمرار لتعزيز المساهمة في توفير فرص العمل».

 


وجهة عالمية
وقال سيف راشد النعيمي، الرئيس التنفيذي لدى شركة (إثارة): «نفخر في (إثارة) بمساهمتنا في تطور أبوظبي لتصبح وجهة عالمية مرموقة للسياحة والترفيه، وهو ما ينسجم تماماً مع الرؤية طويلة الأمد لدولة الإمارات، والرامية إلى تعزيز النمو والابتكار والتميز، كما أن فعالياتنا الرئيسية، ومنها نخبة من المنافسات الرياضية الدولية والعديد من التجارب الثقافية الراقية، تلعب دوراً بالغ الأهمية في استقطاب الزوار من جميع أنحاء العالم ليتسع أثر أبوظبي وتواجدها على الصعيد العالمي».
وأضاف: «يعتبر سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 في أبوظبي واحداً من أبرز ملامح المشهد الرياضي في المدينة، إذ يستقطب جمهوراً واسعاً يتسم بالتنوع الكبير، حيث جاء أكثر من 60% من جماهير السباق عام 2023 من خارج الدولة، ويؤكد هذا مدى جاذبية أبوظبي على الصعيد الدولي، ومكانة سباق الجائزة الكبرى في تعزيز المزايا الاقتصادية بفضل مساهمته البالغة 1.165 مليار درهم من خلال إنفاق جمهور السباق خلال أيام انعقاده العام الماضي.
وتابع: إلى جانب الأثر الاقتصادي، تسهم هذه الفعاليات الضخمة في توفير الوظائف ودعم المشاريع المحلية وتعزيز البنية التحتية في أبوظبي.

 

مجموعات فندقية 

وأكد ستيفن أنسيل، المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في مجموعة (حياة) أن «يوم السياحة العالمي» يمثل فرصة هامة للتأمل في الإنجازات الاستثنائية التي حققتها دولة الإمارات في قطاع السياحة، إذ تُعد الإمارات واحدة من أكثر دول العالم أماناً، بالإضافة إلى أنها توفر مجموعة متنوعة من التجارب التي تناسب مختلف الزوار والسياح، بدءاً من الوجهات الفاخرة في دبي وأبوظبي وصولاً إلى المعالم الثقافية الغنية والمناظر الطبيعية الخلابة التي تمتد عبر إمارات ومدن الدولة».
وأوضح أنسيل أن هذا التنوع إلى جانب المعايير العالية للخدمات والبنية التحتية المتطورة، يضمن للزوار تجارب فريدة من نوعها في دولة الإمارات، كما أن دبي وحدها استقبلت في النصف الأول من عام 2024 رقماً قياسياً بلغ 9.31 مليون زائر من خارج البلاد، ما يعكس جودة بنيتها التحتية ومستوى الخدمات المتميز. ويأتي هذا الأداء ليؤكد التزام الإمارات الراسخ بتقديم تجارب استثنائية في وجهات سياحية متعددة، تتنوع بين المدن النابضة بالحياة والمناظر الصحراوية الطبيعية.
وأضاف: «تواصل القيادة الإماراتية التزامها بتطوير قطاع السياحة عبر مبادرات عدة تركز على الاستدامة والتنوع، بما في ذلك الحفاظ على التراث الثقافي، كما تعكس الجهود الحكومية المستمرة حرصها على جعل تجربة الزوار استثنائية، وذلك عبر تطوير البنية التحتية واستراتيجيات السياحة المبتكرة التي تسهم في تعزيز ريادة الدولة في هذا المجال عالمياً».

 

 

مساهمة القطاع في الناتج المحلي
تبلغ مساهمة القطاع بالناتج المحلي الإماراتي للعام الحالي نحو 236.4 مليار درهم بنمو 7.6% مقارنة مع 219.7 مليار درهم العام الماضي، وبنمو 23% مقارنة بعام 2019.
ويسهم قطاع السفر والسياحة بنسبة 12% في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات العام الحالي، بينما بلغت مساهمته العام الماضي نحو 11.7%، وإجمالي عدد نزلاء المنشآت الفندقية بالإمارات السبع وصل إلى 28 مليون نزيل خلال العام 2023 بنسبة نمو بلغت 11% مقارنة مع العام 2022.
ومن المتوقع أن يصل إجمالي الوظائف التي يوفرها قطاع السفر والسياحة إلى 833 ألف وظيفة في العام 2024، كما يوجد في الدولة حالياً 1235 فندقاً يوفر 210 آلاف غرفة للضيوف والزوار.
حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى إقليمياً والمرتبة 18 عالمياً في مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، لتحقق تقدماً بمقدار 7 مراكز مقارنةً بالمرتبة ال 25 عالمياً في العام 2019.
ووفقاً لمؤشر «معدلات الجريمة والأمن 2024» الصادر عن موقع(ناميبو)، تعد أبوظبي من أكثر المدن أماناً على مستوى العالم، حيث احتلت العاصمة المرتبة الأولى عالمياً على مؤشر السلامة (88.2 نقطة) والأدنى على مؤشر الجريمة (11.8) نقطة، في حين احتلت دبي المرتبة الخامسة في لائحة المدن الأكثر أماناً في العالم.

 

يوم السياحة العالمي 

يحتفل العالم باليوم العالمي للسياحة في 27 سبتمبر من كل عام منذ عام 1980. ويصادف هذا التاريخ الذكرى السنوية لاعتماد النظام الأساسي للمنظمة في عام 1970، مما مهد الطريق لإنشاء منظمة الأمم المتحدة للسياحة بعد خمس سنوات.
وكان عنوان يوم السياحة العالمي في عام 1980 هو «مساهمة السياحة في حماية التراث الثقافي والتفاهم السلمي»، ليعود بعد أكثر من 40 عاماً ليؤكد على أهمية التفاهم السلمي والتبادل الثقافي بين الشعوب.

وأشارت الأمم المتحدة للسياحة بمناسبة يوم السياحة العالمي الذي تقيم احتفالاته للعام الجاري في جورجيا، إن السياحة لديها القدرة على المساهمة في السلام وتعزيز التفاهم والتعايش بين الشعوب والثقافات، حيث إن السياحة ترتبط السلام من خلال العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمساواة الاقتصادية والتنمية المستدامة.
وبحسب رسالة أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن يوم السياحة العالمي للعام 2024، قال فيها «إن السياحة تجمع الناس معاً، ففي يوم السياحة العالمي هذا، نتأمل في الصلة العميقة بين السياحة والسلام».