وفق المخطط المحكم الذي وضع لها، استكمل التشغيل التجاري لمحطة «براكة» النووية في الإمارات، في قفزة أخرى واسعة نحو حراك البلاد، للوصول إلى مستويات مرتفعة من الكهرباء المتولدة، من خلال أربعة مفاعلات ضمن المحطة المذكورة. 
تشغيل الوحدة الرابعة، يأتي بعد حصول الوحدات الأولى والثانية والثالثة، على تراخيص توزعت على الأعوام 2020 و2021 و2022.  وتعد الفترة التي مرت بها هذه المحطات من الإنشاء وحتى التشغيل، قصيرة وفق المؤسسات الدولية المختصة. 
وكما هو معروف، انطلقت أعمال إنشاء «براكة» في عام 2012، وفق هدف أساسي كبير، هو إنتاج 5.6 جيجاوات من الكهرباء، وتحقيق جملة من المستهدفات وضعتها الإمارات في المجالات كلها ذات الصلة، سواء من جهة الإمدادات الكهربائية، أو من ناحية خفض الانبعاثات الكربونية، بالإضافة طبعاً، إلى تطوير كفاءات في مجال الطاقة النووية، بما في ذلك تقديم المنح الدراسية، ودعم برنامج التوطين، الذي يعد محوراً رئيساً للتنمية  الشاملة.
مع التشغيل الرابع لـ«براكة»، تصل المحطة الأولى من نوعها في العالم العربي، إلى المرحلة المحورية الكاملة لإنتاج الكهرباء، التي تمثل المصدر الأهم للطاقة، ليس المنزلية فحسب، بل للقطاع الصناعي، الذي يشهد نمواً متواصلاً على الساحة المحلية، ضمن المخططات الاقتصادية المستدامة التي وُضِعَت منذ أكثر من عقدين. 
هناك 85% من شهادات الطاقة النظيفة تنتجها محطات «براكة»، المستخدمة (وفق مؤسسة الإمارات للمياه والكهرباء) لشركات مثل «أدنوك» و«الإمارات العالمية للألمنيوم» و«حديد الإمارات» وغيرها. ناهيك عن خفض استهلاك الغاز لإنتاج الطاقة في أبوظبي إلى أدنى مستوى له منذ 13 عاماً. 
هذه المحطات باتت تنتج الآن 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء سنوياً، أو ما يكفي لاحتياجات 16 مليون سيارة كهربائية.
الإمارات وضعت لنفسها منذ سنوات محددات لخفض الانبعاثات، وطرحت سلسلة لا تنتهي من المبادرات لدعم ذلك على الساحتين الإقليمية والعالمية، بما في ذلك التزاماتها خفض البصمة الكربونية في 2030. 
ومع انطلاق أول محطة نووية على صعيد العالم العربي في العمل بكامل طاقتها، يكون المسار الخاص بحماية المناخ قد حقق قفزة قوية وثابتة. فـ «براكة» أضافت في السنوات الخمس الماضية، أكبر نسبة كهرباء نظيفة للفرد على مستوى العالم، بإنتاج 75% في محطاتها.