حسونة الطيب (أبوظبي)

عزز انضمام الإمارات لمجموعة «بريكس» من حركة الاستثمارات الأجنبية المتجهة للدولة، لترتفع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دولة الإمارات من 22 مليار دولار في العام 2022، إلى 30.7 مليار دولار، خلال العام 2023، وفقاً لتقرير صادر عن «كريستون جلوبال» الشبكة العالمية للاستشارات. 
وأكد التقرير أن انخراط الحكومات الأجنبية في شراكات مع الإمارات، لجذب وضخ المزيد من الاستثمارات الأجنبية، عزز مكانة الدولة لتصبح مركزاً استثمارياً رئيساً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منوهاً بأن الدعم الحكومي يمثل العامل الرئيس في ارتفاع وتيرة التدفقات الاستثمارية الأجنبية للأسواق الإماراتية. 
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته «كريستون جلوبال» مع 1.4 ألف من كبار رواد الأعمال في 14 دولة حول العالم، يتوقع 93% منهم، أن تسجل تجارة الإمارات الخارجية في غضون الـ12 شهراً المقبلة، نمواً متصاعداً، لتصبح واحدة من أكثر الدول في العالم تفاؤلاً باتساع رقعة النمو الخارجي. 
ولجذب رواد الأعمال الإماراتيين، عمدت كل مفوضية دبلوماسية في الدولة، لإنشاء مكتب تجاري قائم بذاته، ليبدأ عدد المستثمرين في زيادة مطردة، ولتتم المناقشة والتخطيط لمجالات وقطاعات استثمارية جديدة.
وكونت معظم الحكومات فرقاً متخصصة لإدارة الاستثمارات الخارجية، حيث تتصل هذه الفرق بالمكاتب التجارية في الإمارات، ما يجعل تنفيذ الخطط الاستثمارية لرواد الأعمال أكثر سهولة، وفقاً للتقرير.
وتعتبر غرب أوروبا الوجهة الرئيسة لاستثمارات رواد الأعمال الإماراتيين، يشاركهم في ذلك نظراؤهم من دول أخرى حول العالم، لكن لا يعني ذلك إغفال الشركات الإماراتية للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط والذهاب أبعد من ذلك لتربطها علاقات تجارية قوية مع أميركا الشمالية.
ويشير التقرير إلى أنه ومن بين مختلف العوامل التي تساهم في تحقيق الاستثمار في الخارج يُعد الدعم الحكومي الأهم من بين عوامل أخرى مثل أوجه التشابه الثقافية واللغوية، ويركز النمو الاقتصادي في المستقبل، باعتباره سمة أساسية للتوسع في الخارج، على العقلية التقدمية في المنطقة، كما تشير القيمة العالية الممنوحة لتوفير المواهب المحلية والانفتاح على الهجرة الماهرة إلى لتركيز الاستراتيجي، الذي يهدف لتسخير الكادر البشري للدفع بعجلة الابتكارات والمقدرة على التنافس.
وتبذل أكثر من 50% من الشركات في الإمارات، جهوداً كبيرة للتوسع في الخارج، عبر استغلال فرص النمو في الأسواق، وبينما تهدف 43% من هذه الشركات للتفوق على المنافسين، تخطط 38% منها للوصول إلى أحدث التقنيات والابتكارات الرقمية، حسبما جاء في التقرير.
وأوضح التقرير أن نحو 94% من رواد الأعمال الإماراتيين يبدون استعدادهم للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مزاولة نشاطاتهم التجارية في الخارج في غضون العامين المقبلين، ويؤكد ذلك ثقة هؤلاء الكبيرة في إمكانيات الذكاء الاصطناعي، التي يمكن استغلالها في قطاعات تجارية مختلفة.