رشا طبيلة (أبوظبى)
تصميم وهندسة.. لكن بطريقة مستدامة.. هذا ما تفعله مهندسات إماراتيات يعملن في مدينة مصدر، استطعن ترجمة أفكارهن الإبداعية والمبتكرة إلى واقع من خلال التطوير العمراني المستدام والبنية التحتية المستدامة، إذ يطمحن لرسم صورة مستقبلية جديدة للتنمية المستدامة في أبوظبي.
تقول المهندسة آمنة سعيد الزعابي مُحلل أول، إدارة التصميم، التي انضمت لمدينة مصدر كأول وظيفة لها بعد تخرجها من تخصص الهندسة المدنية، وهي فرد من فريق تصميم مدينة مصدر: دوري في مدينة مصدر الإشراف على التصميم المعماري منذ بدء فكرة المشروع وحتى تنفيذ المشروع.
وتضيف: نقوم في المرحلة الأولى في تطوير الفكرة ثم الخروج بمشاريع متميزة حيث لدينا دور محوري في تصميم مجمع مدينة مصدر (MC2)، الذي يضمّ 7 مبان تجارية والمبنى المقر الرئيس هو مبنى صفري الطاقة والأول من نوعه في إمارة أبوظبي. وينعكس التزام الزعابي بتحقيق الاستدامة من خلال إشرافها على بناء مسجد مدينة مصدر، أول مسجد صفري الطاقة في المنطقة.
ولا ينحصر اهتمامها الكبير بالاستدامة بمجال التصميم العمراني فحسب، حيث تقول الزعابي: يصل اهتمامنا أيضاً إلى ممارساتنا اليومية وينعكس من خلال مبادرة لوقف استخدام عبوات مياه الشرب البلاستيكية داخل مكاتب مدينة مصدر واستبدالها بالمياه المفلترة، فضلاً عن التشجيع على تبنّي الحلول المستدامة العملية والقابلة للتنفيذ في مكان العمل.
وتقول الزعابي: عند القيام بتصميم وبناء المشروع دائما نبحث عن راحة الإنسان ووسائل الراحة التي يمكن تقديمها ومعايير معينة منها التعامل مع الضوء الطبيعي وكمية الضوء التي تأتي للمبنى وكيفية جعل البيئة صحية للمستخدم. وتوضح: مفهوم الاستدامة لدينا یتكون من ثلاثة محاور وهي الاستدامة البيئية، والاستدامة الاجتماعية، والاستدامة الاقتصادية، حيث يجب دمج هذه العناصر للحصول على مشروع مستدام، وعملي في مدينة مصدر يتماشى مع طموحي ورؤيتي.
التنمية المستدامة
وتعد المهندسة سمية سعيد اليماحي، مدير مشاريع في قسم تنفيذ المشاريع المستدامة في مدينة مصدر، أحد أبرز النماذج النسائية الإماراتية الرائدة في مجال التنمية المستدامة، حيث تكرس جهودها في مدينة مصدر لضمان حياة مبتكرة ومستقبل أكثر استدامة للمجتمع.
وتقول اليماحي المتخصصة في الهندسة المعمارية وإدارة المشاريع: بدأت مسيرتي المهنية في مدينة مصدر وعملت ضمن فريق تنظيم فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة منذ انطلاقه.. نعمل على متابعة تطوير البنية التحتية والأعمال التجميلية واللوحات الإرشادية، مما يعزز من جودة الحياة في المدينة. وتمتلك سمية خبرة تمتد لأكثر من 8 سنوات في مجال البنية التحتية، وتقول: خلال سنوات عملي، أسهمت في الإشراف على الأعمال الإنشائية وتنفيذ العديد من المشاريع التطويرية، مع التركيز على تطبيق التقنيات الحديثة والمستدامة. وتلعب اليماحي دوراً مهماً في التواصل والتنسيق مع المستثمرين لتلبية احتياجاتهم وضمان حصولهم على التسهيلات والموافقات اللازمة.
وتقول صفية الجعفري مديرة تنمية المواهب في مدينة مصدر: نركز على استقطاب المواهب والكفاءات حيث إن الأولوية للإماراتيين وفي نفس الوقت نستقطب الخبرات الدولية أيضاً.
وتوضح الجعفري: عند التقديم نبحث عن الكفاءة المناسبة ثم نعمل على تطويرها لأن التطوير الوظيفي أمر في غاية الأهمية للنجاح في أي شركة.
وبالأرقام، تقول الجعفري: 50% من العاملين في مدينة مصدر هم من الإماراتيين منهم 44% إماراتيات. وتضيف: لدينا برامج تدريبية ليس فقط للموظفين داخل مدينة مصدر بل للإماراتيين من خارج الشركة وقد حققوا نجاحاً في براجمنا التدريبية وحصلوا على فرص وظيفية.
وتشير الجعفري إلى ارتفاع نسبة المهندسين الإماراتيين في مدينة مصدر وهم يتخصصون في التصاميم الهندسية المتعلقة بالاستدامة.
وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية، تقول الجعفري: بفعل الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة تم فتح جميع المجالات أمام المرأة في سوق العمل ونرى التزاماً كبيراً منها في عملها فهي لديها طموح لا حدود له.