ريم البريكي (أبوظبي)
شهدت أسواق الذهب في أبوظبي، خلال شهر أغسطس الحالي، زيادة كبيرة في حجم المبيعات، وذلك رغم ارتفاع
الأسعار بالأسواق العالمية، نتيجة التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم، بحسب مديري مبيعات في سوق الذهب.
وعزا هؤلاء الإقبال الملحوظ على شراء الذهب، رغم ارتفاع أسعاره، إلى أن المعدن الأصفر مازال يحمل صفات الاستثمار الآمن، في ظل المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وتوقعات استمرار الطلب القوي على شراء الذهب من قبل الحكومات، ما ساهم في زيادة أسعار العقود الآجلة بالأسواق العالمية.
وقال سامر ضياء، مدير مبيعات في محل للذهب، إن المشغولات الذهبية التراثية تشهد إقبالاً متزايداً من الزبائن، خاصة مع ارتفاع الوعي بقيمة هذه القطع من الناحية الثقافية والاستثمارية.
وأشار ضياء إلى أن العديد من الزبائن يفضلون شراء الحلي التقليدية التي تحمل طابعاً تراثياً لأنها تمثل جزءاً من الهوية والثقافة المحلية، بالإضافة إلى أنها تعتبر استثماراً آمناً يمكن أن يحافظ على قيمته مع مرور الوقت.
وأضاف أن الطلب على هذه المشغولات لا يقتصر فقط على السكان المحليين، بل يشمل أيضاً السياح الذين يبحثون عن قطع فريدة تمثل التراث الإماراتي، مما أدى إلى انتعاش المبيعات المشغولة بشكل ملحوظ.
وأفاد ضياء أن الذهب من عيار 24 يعتبر الأكثر طلباً في السوق، نظراً لنقائه العالي وقيمته الاستثمارية الكبيرة، يليه في الطلب الذهب من عيار 22، الذي يفضله الكثيرون، لأنه يجمع بين النقاء والمتانة، ما يجعله مناسباً للمشغولات التي تُرتدى يومياً.
وأوضح أن الذهب من عيار 21 يتمتع بشعبية كبيرة بين المشترين المحليين، حيث يجمع بين جودة عالية وسعر مناسب مقارنة بالعيارات الأعلى، مبيناً أن الزبائن يقتنون الذهب من العيارات الأعلى للاحتفاظ به كاستثمار طويل الأجل، بينما يفضلون العيارات الأخرى للاستخدام اليومي أو تقديمه هدايا في المناسبات.
من ناحيته، أوضح محمد اليافعي، مسؤول في محل بيع الذهب في أبوظبي، أن مبيعات السوق شهدت زيادة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، وذلك رغم الارتفاع الكبير في أسعار الذهب عالمياً، ما دفع العديد من الزبائن للاستثمار في الذهب كملاذ آمن بدلاً من اقتناء الأموال، مشيراً إلى أن زيادة الطلب كانت واضحة، خاصة بين العملاء الذين يسعون لحماية مدخراتهم من تقلبات الأسواق العالمية.
وأشار اليافعي إلى أن السوق لاحظ تحولاً في نوعية الزبائن الذين يأتون للشراء، حيث أصبح الاستثمار في الذهب جزءاً من استراتيجية مالية للأفراد، خاصة في ظل تزايد المخاوف من التضخم وتقلبات الأسواق المالية. وأضاف أن هناك إقبالاً على شراء سبائك الذهب والجنيهات الذهبية أكثر من الحلي والمجوهرات، حيث يفضل المشترون الآن الاحتفاظ بالذهب كأصل استثماري أكثر من كونه زينة.