رشا طبيلة (أبوظبي) 

اتخذت دولة الإمارات خطوات مهمة لرفع مستوى جاهزيتها للتعامل مع ملف الاستدامة في قطاع الطيران، وقامت بجهود متواصلة منذ أكثر من 10 سنوات في اتخاذ إجراءات ومبادرات للتقليل من التأثير البيئي لقطاع الطيران ودعم الجهود العالمية في تحقيق الأهداف الدولية لتحقيق الحياد المناخي الصفري، وتحويل الدولة إلى مركز إقليمي لوقود الطيران المستدام، مع إنتاج 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030.
وأشارت الهيئة العامة للطيران المدني إلى أهم الخطوات التي اتخذتها الدولة في هذا المجال، ففي عام 2012 تم إطلاق السياسة البيئية العامة لقطاع الطيران المدني في دولة الإمارات، والتي نصت على النظر في التقليل من أثر انبعاثات الطيران المدني في التغير المناخي، والعمل على تطبيق القوانين والتشريعات البيئية الداعمة لهذا التوجه وتشجيع الشركاء الاستراتيجيين على تقديم تقارير عن أدائهم البيئي بانتظام، وغيرها من الممارسات التي عززت مفهوم وثقافة مراعاة الأثر البيئي في قطاع الطيران الإماراتي، وفي العام نفسه قُدمت خطة الدولة في التقليل من الانبعاثات، تبعتها خطه تفصيلية في عام 2018، تم تصنيفها كإحدى أفضل الخطط على مستوى العالم.
 وفي 2016 حصلت الدولة على عضوية لجنة حماية البيئة في قطاع الطيران (CAEP) التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولي، أما في 2019 فالتزمت الدولة بتطبيق خطة (كورسيا) الهادفة إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على متن طائرات الناقلات الوطنية.
الهيدروجين
وفي 2021 تم إنشاء لجنة وقود الطيران الإماراتية، وتم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للحياد المناخي 2050، والتي خصصت استثمار أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050، فضلاً عن الإعلان عن خريطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، وهي خطة وطنية شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون.
وفي 2022 أعلن قطاع الطيران التزامه بقرار الحياد المناخي الصفري بحلول 2050، أما العام 2023، فأعلنت الدولة خريطة الطريق الوطنية للوقود المستدام للطائرات، الرامية إلى تحويل دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مركز إقليمي لوقود الطيران المستدام بطموحات لإنتاج 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030.
وبالتوازي مع جهود الدولة، أشارت الهيئة إلى التحرك الإيجابي من قبل القطاع الخاص والناقلات الوطنية، ومن أبرزها صندوق استدامة الطيران الذي أسسته شركة طيران الإمارات بقيمة 200 مليون دولار لتمويل مشاريع البحث والتطوير التي تركز على الحد من تأثير الوقود الأحفوري في عمليات الطيران التجاري، وكذلك المبادرات التي تقودها شركتا «أدنوك» و«مصدر» فيما يتعلق بالوقود الهيدروجيني، إضافة إلى التعاون القائم بين شركة «مصدر» شركة (إيرباص)، لدعم تطوير ونمو سوق وقود الطيران المستدام العالمي، وغيرها.
وكانت الاتحاد للطيران قد فازت للعام الثاني على التوالي بجائزة «شركة الطيران الصديقة للبيئة 2023»، من جوائز إيرلاين ريتنجز لتصنيف شركات الطيران، وترتكز استراتيجية الاتحاد للاستدامة على الحد من الانبعاثات، باتخاذ بعض التدابير الوقائية والمباشرة في قطاع الطيران، وفقاً لخطط وأُطر عمل الشركاء والمؤسَّسات المعنيَّة في الدولة.
الوقود البديل 
وفي ترجمة لأهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في هذا الملف الحيوي، تم اختيار الدولة لاستضافة النسخة الثالثة من مؤتمر الطيران والوقود البديل التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي، والتي عقدت في نوفمبر 2023 (CAAF3)، حيث يعد هذا المؤتمر أكبر تجمع دولي للقادة في صناعة الطيران والمصنعين والمستثمرين والخبراء في الصناعات ذات الصلة بوقود الطيران المنخفض الكربون والوقود المستدام، تحت مظلة منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو).
وحققت استضافة الدولة نجاحاً كبيراً، حيث أسفرت هذه النسخة من المؤتمر عن توافق تاريخي للدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بشأن إطار عالمي لأنواع وقود الطيران النظيف (المنخفض الكربون والوقود المستدام، أنواع الوقود النظيف)، وتحديد هدف طموح لخفض 5% من انبعاثات الكربون من قطاع الطيران بحلول عام 2030.
تحالف بحثي 
على هامش المؤتمر الدولي للطيران والوقود البديل أطلقت الدولة تحالف «إير- كرافت» أول وأكبر تحالف بحثي في دولة الإمارات يركز على تطوير وإنتاج وتوسيع نطاق تقنيات وقود الطيران المستدام، ويضم 8 مؤسسات وشركات رائدة منها  طيران الإمارات والاتحاد للطيران ومصدر وأدنوك ومجموعة إينوك وجامعة خليفة وشركة بوينج.