حسونة الطيب (أبوظبي)

بعد أن كانت تقتصر على استخدامات قليلة في الماضي، من المنتظر أن توفر الطاقة الشمسية، نحو 6% من كهرباء العالم خلال هذا العام. 
وما يثير الاهتمام، أن هذا النمو، مستمر بوتيرة متسارعة في كافة أرجاء العالم، كما أن السعة المضافة، تتضاعف كل 3 سنوات، ما يقارب 10 مرات خلال العقد الواحد، وهذا النمو المستدام قلما يحدث في أي قطاع آخر.
ومن المرجح، أن تشكل خلايا الطاقة الشمسية، المصدر الأكبر الوحيد للكهرباء في العالم، بحلول منتصف العقد الرابع من هذه الألفية، وبحلول العقد الخامس، ربما تمثل ليس فقط المصدر الأكبر للكهرباء، بل للطاقة ككل.
ومع السير بذات الوتيرة التي عليها الآن، تصبح تكلفة الكهرباء التي يتم توليدها بالطاقة الشمسية، أقل من نصف التكلفة الحالية، لكن لا يساهم ذلك في وقف التغير المناخي، بل سيقلل من سرعته بشكل كبير، وتبدأ معظم دول العالم، بما فيها أفريقيا حيث يعاني نحو 600 مليون شخص من حرمان الكهرباء، الإحساس بغنى الطاقة.
وبوضع اقتصادات الطاقة الشمسية في الاعتبار، نجد أنه عندما يزيد الإنتاج الكمي للسلع المصنعة، تتراجع التكلفة، وعندما تتراجع التكلفة يرتفع الطلب، وبالتالي يزيد الإنتاج لتتراجع التكلفة مرة أخرى بنسبة أكبر. 
 وتعضد وفرة الرمال الغنية بمادة السيلكون وسطوع أشعة الشمس والكادر البشري المدرب، استدامة الطاقة الشمسية، رغم أن صناعة الألواح الشمسية تتطلب الكهرباء، التي يمكن توليدها بالطاقة الشمسية بوفرة وسرعة. 
وفيما يتعلق بالطلب، سيكون الإقبال على الطاقة الشمسية كبيراً، في ظل قلة تكلفتها واستمرار تلك التكلفة في التراجع.
ومن بين الصعوبات التي تواجه الطاقة الشمسية، اختفاء أشعة الشمس، ما يعني ضرورة دعمها بالتخزين والتقنيات الأخرى، كما تأتي معظم الألواح الشمسية وما يقارب كل السيلكون النقي الذي تتم صناعتها منه، من الصين. ويتسم قطاع الطاقة الشمسية الصيني، بالمنافسة القوية، رغم أن معظم إنتاجها يتم استهلاكه على الصعيد المحلي. 
لكن ومع أن ما يقارب كل طلب الألواح الشمسية، لا يزال معقوداً بالمستقبل، تتوفر لبقية دول العالم، فرص كافية لدخول السوق. 
ويمكن تعزيز هذا القطاع، في حال أطلقت أميركا العنان للطلب من خلال تسهيل عمليات توصيل الألواح الشمسية للمنازل وربطها بالشبكة، حيث تملك البلاد واحد تيراواط من سعة الطاقة الشمسية الجديدة جاهزة لعمليات الربط.
وينبغي التركيز على دورة إنتاج الطاقة الشمسية وسرعة دورانها، نظراً إلى أنها توفر طاقة أقل تكلفة لاستخدامات تشمل معظم جوانب الحياة، من إنارة المنازل ودور العمل وتدفئتها، إلى السيارات الكهربائية ومراكز البيانات وغيرها.