سيد الحجار (أبوظبي)

أكد مسؤولون بقطاع توليد الكهرباء والمياه في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، الدور الفاعل لشركات المرافق التابعة للشركة في تأمين إمدادات موثوقة ومسؤولة ومستدامة للكهرباء والمياه، مشيرين إلى تركيز الشركة على تبني الحلول المستدامة والمبتكرة لمواجهة تحديات التغير المناخي، وتزويد المجتمعات في دولة الإمارات وخارجها بالطاقة المستدامة. 
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد» إن «طاقة» تستثمر في 30 دولة من أجل تحوّل دعم الطاقة والعمل على إزالة الكربون، ما يعزز دور الإمارات الرائد في دعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ وحماية البيئة، ويكرس مكانتها العالمية في قطاع الطاقة العالمي.
وأشاروا إلى جهود الشركة في إدارة محطات تحلية المياه ضمن محفظة شركات «طاقة»، للمساهمة في ضمان حصول أبوظبي على إمدادات مستمرة من المياه العذبة. 
وتهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 إلى تحقيق التوازن بين الطلب المتزايد على الطاقة وبين تحقيق المحصلة الصفرية في الانبعاثات الكربونية من قطاع المياه والطاقة، فضلا عن مضاعفة حصة الطاقة المتجدّدة ثلاث مرات وتعزيز توليد الطاقة النظيفة إلى نسبة 32% بحلول العام 2030.
نور أبوظبي
وأكدت فاطمة الشايقي، نائب رئيس إدارة أصول توليد الكهرباء والمياه في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي في شركة «طاقة»، ورئيس مجلس إدارة محطة نور أبوظبي ومجلس طاقة للمرأة، الدور الهام للطاقة المتجدّدة في معالجة التحديات المحلية والعالمية، وضرورة التنوّع والشمول في هذا القطاع. وقالت: وجود قوة عاملة متنوعة تمثل جميع فئات المجتمع يعد أمراً أساسياً لنجاح أي استراتيجية، وزيادة دور المرأة الفعال، لاسيما في قطاع توليد الطاقة، يعزز من قدرتنا التنافسية ويزيد من احتمالات نجاحنا ويضمن الحفاظ على هذا التوازن في الصناعة لكي يكون الجميع مساهماً ومسؤولا عن تحقيق مستقبل أكثر استدامة.
وتتمتع فاطمة الشايقي بخبرة تزيد عن 15 عاماً في قطاع الطاقة، وهي أول إماراتية تتولى رئاسة مجلس إدارة محطة للطاقة المتجددة في دولة الإمارات محطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي كانت واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم عند بداية تشغيلها في عام. 
وتضيف الشايقي: من الضروري التركيز على إظهار دور القيادات النسائية، وتحفيز الشابات على السعي للدراسة والبحث في مجال توليد الكهرباء والمياه والعمل فيه، ومساهمة المرأة بدورها الفعال والقيادي في دعم استراتيجية الدولة نحو تحول الطاقة، نحن في أمس الحاجة إلى خط إمداد من المواهب الشابة والطموحة للوصول إلى أهدافنا في مجال تحول الطاقة.
محطة الظفرة
ووضعت شركة «طاقة» خطّة طموحة لتزويد المجتمعات في دولة الإمارات وخارجها بالطاقة المستدامة من خلال حصتها الرئيسية في عمليات الطاقة المتجددة بشركة «مصدر»، ومحطتين للطاقة الشمسية في محفظتها. 
وقبيل انعقاد مؤتمر الأطراف «كوب 28» وفي أواخر العام 2023، تم افتتاح محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، والمملوكة من قبل شركة «طاقة»، وشركة «مصدر»، وشركة «اي دي إف رينوبلز»، وشركة «جينكو باور». 
ويتحدث عبد الرحمن مدي الكندي، مدير أصول في وحدة توليد الكهرباء والمياه في «طاقة» عن تجربته العملية في مشروع الظفرة، قائلا: انضممت إلى «طاقة» عندما كان موقع المحطة مجرد قطعة أرض خالية، ومنذ البداية، شاركت بشكل كبير في دعم الحوكمة وعمليات تشييد المشروع وحتى بدء التشغيل الكامل للمحطة، وفخور للغاية بمشاركتي في هذا المشروع الذي يعزز مكانة دولتنا الرائدة في مجال الطاقة الشمسية على مستوى العالم.
ويركز الكندي اليوم على إدارة أصول الطاقة المتجددة التابعة لشركة «طاقة» من خلال تحديد أوجه التعاون بين تلك الأصول لتحقيق التميز التشغيلي والربحي، ودعم طموحات الشركة في إنتاج 150 جيجاوات من الطاقة بحلول عام 2030، حيث تعتمد نسبة 65% منها على مصادر الطاقة المتجددة، مع امتلاكها لحصة 43% من أعمال الطاقة المتجددة في «مصدر»، والتي تمضي بسرعة على مسارها نحو إنتاج 100 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. 
الغاز الطبيعي
ويعتبر الغاز الطبيعي أحد مصادر الطاقة الأكثر كفاءة، حيث يضمن مرونة عمل شبكة الكهرباء في ظلّ تقلبات الطلب على الطاقة، ومع تطور التقنيات الجديدة وتوسيع نطاقها، سيشهد العالم المزيد من الخيارات المتاحة مع مزيج طاقة أكثر تنوعاً.
واستعدت «طاقة» بالفعل لهذا التحوّل في المحطات الحالية والجديدة العاملة بالغاز ضمن محفظتها، والتي يمكنها من حرق الهيدروجين بمستويات مختلفة.
ولا يزال التركيز في على الكفاءة التكلفية والموثوقية في أقسام المشتريات الخاصة بمشاريع المرافق.  ويشير زايد نجد، نائب مدير تطوير الأعمال في وحدة توليد الكهرباء والمياه في «طاقة»، إلى زيادة التركيز اليوم على توفير المحطات والتقنيات التي تخفض البصمة الكربونية، وهي أهم العوامل المؤثرة على طلبات تقديم مقترحات بشأن مشاريع توليد الكهرباء والمياه من قبل عملاء القطاع الصناعي.
وفي هذا المجال يقوم نجد بتقييم مشاريع توليد الطاقة الحرارية ومشاريع تحلية المياه على نطاق المرافق في جميع أنحاء العالم وتطويرها من خلال شراكات مباشرة بين القطاعين العام والخاص مع الهيئات الحكومية المحلية، أو غيرها من الاتفاقيات الثنائية. وقال نجد: نعمل حالياً على تطوير مشاريع طاقة حرارية واسعة النطاق مع الأخذ بعين الاعتبار التنفيذ المستقبلي لتقنية احتجاز الكربون، والاختبار الفعّال للتقنيات الجديدة القادرة على الحدّ من البصمة الكربونية وتوليد الكهرباء والمياه بشكل اقتصادي وبأقل نسبة انبعاثات كربونية.
تحلية المياه
وتعدّ شركة «طاقة» أكبر منتج للمياه في الدولة، بطاقة إنتاجية إجمالي تبلغ 1,250 مليون جالون يومياً. 
وتكرّس مريم الزعابي، التي تعمل بإدارة الأصول بوحدة توليد الكهرباء والمياه في «طاقة»، جهودها لإدارة محطات تحلية المياه ضمن محفظة شركات «طاقة»، للمساهمة في ضمان حصول أبوظبي على إمدادات مستمرة من المياه العذبة. 
وتشير إلى أهمية إدراك الناس للعلاقة المتأصلة بين المياه والطاقة، واستيعاب أن تحقيق المحصلة الصفرية في الانبعاثات يتوقف على اعتماد تقنيات فعالة مثل التناضح العكسي في إنتاج المياه. 
ومن ضمن مهامها، تساهم الزعابي في إدارة محطة الطويلة لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، وهي إحدى أكبر محطات تحلية المياه في العالم، بطاقة إنتاج يومية تصل إلى 200 مليون جالون، وهي ملكية مشتركة بين «طاقة» و«مبادلة» و«أكوا باور».
وتشير الزعابي إلى أهمية إزالة الكربون من هذا القطاع، حيث يتم إنتاج المياه في نفس موقع محطات الطاقة العاملة بالغاز، واستخدام الطاقة من تلك المحطة لإنتاج المياه، عادةً وبشكل أكثر تقليدياً، تقع محطات إنتاج المياه ومحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز في موقع واحد، حيث تمد محطات توليد الكهرباء متطلبات عملية إنتاج وتحلية المياه بالطاقة المطلوبة. 
وتستهلك محطة الطويلة لتحلية المياه بالتناضح العكسي طاقة أقل من الكهرباء بنحو 85% لإنتاج المياه، مقارنةً بالمنشآت المعتمدة على تقنية التحلية الحرارية التقليدية. 
ومن أجل تحقيق أهدافها التي تتعلق بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، تعتزم شركة «طاقة» زيادة نسبة استخدام تقنية التناضح العكسي عبر محفظة أصولها  من 38% حالياً، إلى الثلثين بحلول عام 2030. وتقوم الشركة بتطوير محطتان جديدتان لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، وهما محطة شويهات 4 ومرفأ 2، واللاتي تمت مرحلة صفقة تمويلهم للمشروع.
التحول الرقمي
ولا تقتصر «طاقة» على اعتماد التقنيات منخفضة الكربون في إستراتيجيتها فحسب، بل تستفيد أيضاً من اعتماد التحول الرقمي في محطاتها. 
وعلى هذا الصعيد، تشرف فاطمة بن كلبان، مهندس أداء في وحدة توليد الكهرباء والمياه بشركة «طاقة»، على عمليات وصيانة المحطات، وتعمل على مشروع الرقمنة عبر أصول «طاقة»، حيث تؤكد أن المحطات التي لا تعمل بالمستوى الأمثل قد تؤثر أيضًا على بيئتنا.
ومن هنا تأتي أهمية توفير البيانات وتقديم الرؤى التي تساعد في إدارة المخاطر المتعلقة بالصحة والسلامة والبيئة عبر محطات طاقة، كما يتيح التعاون ومشاركة المعلومات مع جميع فرق التشغيل توفير البيانات التي تقدم الكثير من المعلومات.
فريد العولقي: مصادر طاقة موثوقة
أكد فريد العولقي، الرئيس التنفيذي لوحدة توليد الكهرباء والمياه في «طاقة» التزام الشركة ودولة الإمارات بريادة التطوير المستدام. 
وقال: يحتاج العالم إلى مصادر طاقة موثوقة ومستدامة لتزدهر المجتمعات، ومن جانبنا، نحرص على الاستثمار بكثافة في 30 دولة من أجل تحوّل الطاقة والعمل على إزالة الكربون من البنية التحتية القائمة. وأضاف: «في دولة الإمارات، نشهد بدورها الريادي الذي يتمثل في وضعها لرؤية واضحة وخطط فعلية لإزالة الكربون، وعمل قطاع المرافق الوطني على دعم هذه الرؤية. والأهم من ذلك، أنها ألهمت الجيل الجديد من المهنيين المنضمين إلى قطاع أعمالنا، والذي نجد لديهم حماساً لتحقيق الاستدامة، وفهماً كبيراً لمخاطر التغير المناخي، فهم يعملون بجد لتحقيق طموحات الدولة، وإحداث تأثير حقيقي على صعيد الوصول إلى الحياد المناخي».