مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» أن قطاع الطيران في دولة الإمارات يأتي ضمن الأسرع نمواً والأكثر ازدهاراً عالمياً بعد جائحة كوفيد19، مشيراً إلى صعود تترتب الدولة إلى المرتبة الثامنة عالمياً ضمن أكثر دول العالم في الربط الجوي، مقارنة مع المرتبة العاشرة قبل الجائحة.
ووفقاً لبيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي التي كشف عنها خلال الاجتماع العام السنوي الـ80 لـ«إياتا»، والذي يعقد للمرة الأولى في دولة الإمارات، حلت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة، على قائمة الدول الأكثر استحواذاً على حركة سفر الترانزيت عبر مطاراتها الدولية بإجمالي 29.8 مليون مسافر ترانزيت خلال العام الماضي 2023، مشيراً إلى ارتباط الدولة برحلات طيران مباشرة مع أكثر من 114 دولة حول العالم، وتوفر للمسافرين عبرها الوصول مباشرة إلى 319 وجهة دولية.
وأشارت البيانات إلى احتفاظ مطار دبي الدولي بمركزه الأول عالمياً كأكبر مطارات العالم ازدحاماً في أعداد المسافرين الدوليين خلال 2023، فيما بلغت حركة المسافرين عبر مطارات دولة الإمارات خلال العام 2023 أكثر من 100 مليون مسافر، فيما سجلت أعداد المسافرين القادمين إلى دولة الإمارات كوجهة نهائية زيادة قياسية خلال الربع الأول من العام الجاري 2024 بلغت نحو 18% على أساس سنوي، ما يعكس انتعاش حركة السفر والسياحة في الإمارات. وأفادت البيانات أن قطاع الطيران أضاف نحو 47.4 مليار دولار(174 مليار درهم) إلى الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات، بالإضافة إلى دعم القطاع لأكثر من 777 ألف وظيفة.
دور محوري
وانطلقت أعمال الاجتماع العام لأياتا رسمياً أمس بكلمة رئيسية ألقاها معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، أكد خلالها محورية مساهمة قطاع الطيران المدني في تنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات والتي بلغت العام الماضي نحو 74%.
وشدد معاليه عل دعم دولة الإمارات للجهود العالمية للوصول إلى الهدف العالمي لخفض انبعاثات قطاع الطيران، وأن يساهم وقود الطيران المستدام بنسبة 60% في إزالة الكربون في قطاع الطيران، مشيراً على التزام دولة الإمارات بإنتاج أكثر من 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام سنوياً بحلول عام 2030، منوهاً بالقرارات التي تم التوصل إليها خلال استضافة دبي أعمال المؤتمر الثالث لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بشأن الطيران وأنواع الوقود البديل، والتي وضعت هدفاً طموحاً في خفض انبعاثات الكربون من قطاع الطيران العالمي بنسبة 5% بحلول عام 2030.  وأكد معاليه، أن الاجتماع العمومي السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي يعد فرصة استثنائية لتحويل أهداف القطاع الطموحة إلى واقع ملموس يمهد الطريق إلى تحقيق مستقبل أكثر استدامة. 

الأداء المالي 
وأعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) عن تحسّن متوقع في الأداء المالي لشركات الطيران في عام 2024 مقارنة بتوقعاته في يونيو وديسمبر 2023، وذلك بالرغم من أن قطاع الطيران العالمي لا زال غير قادر على تحقيق عائداً إجمالياً يفوق تكلفة رأس المال.
وتوقع ويلي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي أن يصل صافي الأرباح إلى 30.5 مليار دولار في عام 2024، والذي يعد تحسناً في صافي الأرباح لعام 2023، والتي تقدر بـ 27.4 مليار دولار، وتوقع أن يسجل القطاع إيرادات قياسية تبلغ نحو تريليون دولار، وأن تحقق شركات الطيران في المجمل عائداً بنسبة 5.7% على رأس المال المستثمر، وهذا أقل بكثير من متوسط تكلفة رأس المال بنسبة 9%.
وتوقع والش قيام 5 مليارات شخص بالسفر خلال العام الجاري على متن 39 مليون رحلة جوية عبر 22 ألف مسار طيران خلال العام الجاري، وأن يسهم قطاع الطيران في تسليم 62 مليون طن من البضائع بمساهمة تصل 8.3 تريليون دولار في التجارة العالمية.
تيم كلارك: تأخير استلام الطائرات الجديدة تحدٍ جديد للصناعة
قال السير تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات خلال مشاركته في الاجتماع العمومي السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي 2024: «في ظل التحديات التي يشهدها العالم اليوم، يعد الحوار في مجال الطيران أمراً بالغ الأهمية، وتؤكد استضافتنا للاجتماع العمومي السنوي في نسخته الثمانين بدبي، موطن أكثر من 100 شركة طيران، على الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع في ازدهار الدولة ومستقبلها الواعد».
وأضاف كلارك أن تأخير تسليم الطائرات الجديدة يؤثر على الخطط التوسعية للناقلات الجوية وليس فقط طيران الإمارات، الصناعة بحاجة لنمو الأعمال، وتأخير التسليمات وفقاً للجداول المحددة يمثل إحباطاً لها خاصة، مشيراً إلى أن طيران الإمارات تعمل على الاستثمار في برنامج لتحديث الأسطول لتمديد فترة خدمة الطائرات الحالية في الأسطول.