شريف عادل (واشنطن)
أنهى مؤشر داو جونز الصناعي للأسهم الأميركية، تعاملات الأسبوع فوق مستوى الـ 40 ألفاً للمرة الأولى على الإطلاق، بقيادة أسهم شركتي وول مارت وكاتربيلار، التي ارتفعت بنسبة 1% تقريباً خلال تعاملات يوم الجمعة، وكان لها النصيب الأكبر فيما حققه المؤشر من أداء قوي هذا العام.
وفي تعاملات يوم الجمعة، ارتفع المؤشر الأشهر في العالم 134 نقطة، مثلت ما يقرب من ثلث النقطة المئوية من قيمته عند بداية التعاملات، وتراجع مؤشر إس أند بي 500، الذي سجل أعلى مستوياته على الإطلاق هذا الأسبوع، بنسبة 0.12%، بينما كان مؤشر ناسداك وحيداً في المنطقة الحمراء، وإن بنسبة تراجع لم تتجاوز 0.07%.
وكان مؤشر داو جونز الصناعي قد أنهى تعاملات الخميس على انخفاض طفيف، بعد أن تجاوز مستوى 40 ألف نقطة المعياري، لأول مرة منذ بدء قياسه قبل نحو 128 عاماً، لدقائق معدودة خلال الجلسة. واستفاد المؤشر الأشهر في العالم من موجة صعود قوية بدأت في أكتوبر 2022، واقتربت به من هذا المستوى خلال الربع الأول من العام، قبل أن تتسبب مخاوف الإبقاء على الفائدة الأميركية «أعلى لفترات أطول» في تراجعه بعض الشيء خلال شهر أبريل.
ومع بداية شهر مايو، ارتفع المؤشر من جديد، بدعم من البيانات الحكومية التي أظهرت تراجع التضخم، وما تبعها من تصريحات متفائلة من مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي، بالإضافة إلى نتائج أعمال الشركات القوية خلال الربع الأول من العام، لينطلق المؤشر متجاوزاً كل مستوياته القياسية السابقة، وكاسراً حاجز الأربعين ألف. وخلال الفترة التي مضت من شهر مايو، ارتفع مؤشر داو جونز في كل الأيام، باستثناء يومين فقط، ليصل إجمالي مكاسبه في 2024 حتى الآن إلى 6% تقريباً في 2024، بينما كان الارتفاع في مؤشري إس أند بي 500 وناسداك بنسبة 11% تقريباً.
وبينما كانت توقعات خفض الفائدة التي ازدادت هذا الشهر، وطفرة تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي، وراء ارتفاع مؤشرات الأسهم الرئيسية هذا العام، يرى المحللون ضرورة لوجود عوامل أساسية، كتخفيف السياسة النقدية المتشددة والإعلان عن نتائج أعمال قوية ومستدامة للشركات، للمحافظة على معنويات المستثمرين المرتفعة. وتعكس العقود الآجلة والمستقبلية، كما تظهر في أداة مراقبة البنك الفيدرالي التابعة لبورصة شيكاغو التجارية توقعات بدء البنك الفيدرالي دورة جديدة لخفض الفائدة، ستكون الأولى منذ عام الجائحة، في اجتماع سبتمبر القادم.
علامة فارقة
قال ريان ديتريك، كبير استراتيجيي السوق في مجموعة كارسون، إن «مستوى الأربعين ألفاً علامة فارقة، إلا أنها تنبهنا إلى مدى قوة السوق التي وصلنا إليها»، مشيراً إلى العدد الكبير من المحللين الذين كانوا يتحدثون عن ركود الاقتصاد وانهيار الأسواق طوال العام الماضي.