حسونة الطيب (أبوظبي)

يشهد قطاع كهرباء الطاقة الشمسية انتعاشاً كبيراً، ما دفع بعجلة الطلب على معدن الفضة، المطلوب بكميات ضخمة لصناعة ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية. 
ويشكل المعدن عنصراً أساسياً في هذه الألواح، نظراً لخاصيته العالية في توصيل الكهرباء وكفاءته الحرارية وانعكاسه الضوئي، الشيء الذي شجع شركات التعدين لزيادة معدلات إنتاجها، في الوقت الذي سجلت أسعاره أرقاماً قياسية غير مسبوقة منذ عقود عدة. 
وزادت الاستثمارات العالمية، في صناعة الألواح الشمسية الكهروضوئية، بما يزيد على الضعف في العام الماضي لنحو 80 مليار دولار، لتشكل ما يقارب 40% من الاستثمارات العالمية في صناعة التقنية النظيفة.
 كما زادت الصين استثماراتها في هذا المجال، بأكثر من الضعف في الفترة بين 2022 إلى 2023، وفقاً لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة. 
وسجلت سعة الطاقة المتجددة العالمية خلال العام الماضي، زيادة قدرها 50% لما يقارب 510 جيجا واط، في أسرع وتيرة لها منذ 30 عاماً، جاءت 45% منها من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بحسب وول ستريت جورنال. ومن المرجح، ارتفاع الطلب على الفضة من قبل صانعي الألواح الشمسية للطاقة الكهروضوئية، بنسبة تقارب 170% بحلول العام 2030، لنحو 273 مليون أوقية، أو 20% من إجمالي الطلب العالمي على المعدن.
وتراجعت الأسعار الفورية لألواح الطاقة الكهروضوئية في السنة الماضية، 50% تقريباً، نظراً لغمر الصين الأسواق بالمنتج، بحسب الوكالة. وناهزت السعة التشغيلية من الطاقة الشمسية الكهروضوئية للصين في العام الماضي، ما تم إنجازه في العالم بأسره في عام 2022، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة. وتتوقع الوكالة، محافظة البلاد على حصة سوقية تتراوح بين 80% إلى 95% من سلاسل التوريد العالمية ومضاعفة قدرتها التصنيعية مرة أخرى بحلول نهاية هذا العام 2024، مما يؤدي لتفاقم تخمة المعروض بشكل كبير. 
تسعى شركة كويور للتعدين من مقرها في مدينة شيكاغو، للاستفادة من ارتفاع الطلب على الفضة، حيث فرغت مؤخراً من توسعة منجمها في نيفادا، الذي من المتوقع أن يكون الأكبر من نوعه في إنتاج الفضة في أميركا. 
كما تخطط أيضاً، هوشيلد البريطانية في لندن، لزيادة حجم إنتاجها، حيث تأمل في الحصول على موافقة لإنشاء منجم لها في بيرو نهاية العام الجاري، الذي من المُزمع أن يبدأ الإنتاج في 2027، ليضيف 50 مليون أوقية لمعدل إنتاج الشركة السنوي.
نجم عن هذه القفزة في الطلب، ارتفاع قياسي في أسعار الفضة خلال شهر أبريل الماضي، حيث بلغت 28.84 دولار للأوقية، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أكثر من 10 سنوات. وليس غريباً، أن تشهد أسعار أسهم الشركات ارتفاعاً هي الأخرى، حيث قفز سعر أسهم شركة فريسنيلو في لندن، 17%، منذ بدء ارتفاع أسعار المعدن. كما سجلت ارتفاعاً كبيراً في شركة هوشيلد، ناهز 61% منذ شهر فبراير الماضي، بينما شارفت على الضعف في كويور. 
وفي حال استمرار ارتفاع أسعار الفضة، ربما يجد منتجو ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية، أنفسهم مرغمين على رفع الأسعار خلال الأشهر الأخيرة من هذا العام.