دبي (الاتحاد)
افتتح سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، رئيس مركز دبي المالي العالمي، أمس، النسخة الثانية من قمة دبي للتكنولوجيا المالية التي ينظمها مركز دبي المالي العالمي، في مدينة جميرا وتستمر على مدار يومين بمشاركة أكثر من 8000 مُتحدث ومشارك من أكثر من 100 دولة، ونخبة من صنّاع القرار وقادة الفكر والمختصين، علاوة على أكثر من 200 جهة عالمية عارضة.
وبهذه المناسبة، قال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، رئيس مركز دبي المالي العالمي: «تمتلك دبي اليوم البنية التحتية والتشريعية المثالية لقيادة منظومة قطاع التكنولوجيا المالية ولتكون مركزاً عالمياً لها، ومنصة مثالية تتيح لشركات التكنولوجيا المالية الاستفادة من فرص النمو الجديدة في هذا القطاع المتنامي، وهو ما يتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 الرامية لتعزيز مكانة الإمارة لتكون ضمن أهم 4 مراكز مالية على مستوى العالم، وبما يرسخ مكانتها وجهة رائدة للمؤسسات المالية التقليدية وشركات التكنولوجيا المالية التي تتطلع للتوسع والنمو في بيئة مثالية ترعى النمو والازدهار والابتكار والتميز».
الابتكار المالي
وأضاف سموه: «تأتي قمة دبي للتكنولوجيا المالية بنسختها الثانية، لتسلّط الضوء على التحول المستمر في القطاع المالي الذي تقوده التكنولوجيا، والحاجة الماسّة للتركيز على الابتكار المالي وترسيخ تأثير الاستدامة كأسلوب حياة. وعبر التعاون والشراكة بين البنوك من جهة وشركات التكنولوجيا المالية ومنصات تطبيقات الخدمات المالية من جهةٍ أخرى، تضطلع دبي بدور بارز ومكانة مرموقة تتيح لها قيادة مستقبل هذا القطاع المتسم بالديناميكية والحيوية، وتصميم خدمات مالية ومصرفية محورها العميل والمستثمر، مما يتيح المضي قدماً بقفزات واسعة نحو المستقبل».
وقال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم: «نحن اليوم نتحدث من المستقبل، حيث يُعيد الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية والتكنولوجيا المبتكرة تشكيل ملامح القطاع المالي. ويقع على عاتقنا استكشاف الآثار الإيجابية والفرص الكامنة في استخدامات الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية، وعالم العملات الرقمية وتقنية (البلوكتشين) المتنامية، ولا حدود لما يمكن إنجازه من هذه النقطة لتحقيق الريادة الاقتصادية والمالية العالمية».
الجلسة الافتتاحية
وحضر سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم الجلسة الافتتاحية لقمة دبي للتكنولوجيا المالية، حيث استهل عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي أعمال القمة بكلمة افتتاحية، قال فيها: «أصبح مركز دبي المالي العالمي محركاً رئيسياً لنمو اقتصاد دبي ومساهماً أساسياً في الناتج الإجمالي المحلي للإمارة. إذ يتماشى معدل نموه السريع بشكل مثالي مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) لمضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد القادم، وتعزيز مكانتها كواحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم بحلول عام 2033 في مجال التنافسية في قطاع الأعمال والاستثمار. كما يؤكد النمو غير المسبوق الذي حققه مركز دبي المالي العالمي على مدى العشرين سنة الماضية، مكانة دبي بصفتها المساهم الإقليمي الأبرز ضمن قطاع الخدمات المالية العالمي».
بيئة ديناميكية
وأضاف: «نسعى من خلال مبادراتنا الاستراتيجية إلى توفير بيئة ديناميكية للابتكار وتمكين وازدهار المشاريع. حيث استثمرت دبي بشكل كبير في توفير منظومة مثالية للتكنولوجيا المالية، وذلك عبر إنشاء إطار تنظيمي داعم ومرن يتيح للشركات الناشئة والقائمة الوصول إلى التمويل والبيئات التجريبية والموارد. وتشكل قمة دبي للتكنولوجيا المالية فرصة للتعاون بين المؤسسات المالية التقليدية وشركات التكنولوجيا المالية، لاسيما في ظل التطورات المتسارعة الحاصلة ضمن قطاع الذكاء الاصطناعي والذي يشكل محرّكاً أساسياً للنمو ويعزز قيادة جهود الابتكار».
من جهته، قال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي: «يوفر مركز دبي المالي العالمي بيئة أعمال مزدهرة تجمع بين التكنولوجيا والوصول إلى كم هائل من الفرص، مما يُمكّن شركات التكنولوجيا المالية من تحقيق المزيد من النجاح والتوسع على نطاق عالمي. وفي إطار استراتيجية واضحة المعالم ومن خلال تعزيز أطر التعاون وتفعيل الشراكات الهادفة، نضع معايير جديدة للتميز المالي».
وأضاف: «تجسد قمة دبي للتكنولوجيا المالية التزامنا المستمر في إحداث تغيير إيجابي ملموس ينعكس على أداء القطاع، وذلك نظراً لتميزها في احتضان عدد استثنائي من قادة القطاع وصنّاع القرار العالميين لمناقشة وصياغة مستقبل القطاع المالي حيث تسلط هذه المنصة الرائدة الضوء على دور دبي المحوري في النظام المالي العالمي، وترسخ مكانتها قوة محفّزة للنمو الاقتصادي والتطور التكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا والعالم».
ومن المتوقع أن تسجل الاستثمارات في التكنولوجيا المالية نمواً بنسبة 17.2% بمعدل نمو سنوي مركب، لتصل إلى 949 مليار دولار أميركي في الفترة من 2022 إلى 2030، مما يؤدي إلى تسريع وتيرة الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية على المستوى العالمي وفي دبي، مما يتيح الوصول إلى الأسواق الناشئة ذات النمو المرتفع في كل من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الغربية وآسيا وأفريقيا.
وتلقى النسخة الثانية من قمة دبي للتكنولوجيا المالية اهتماماً غير مسبوق نظراً لتفّردها باستشراف مستقبل قطاع التكنولوجيا المالية عبر تناول أهم التوجهات المستقبلية.