حسام عبدالنبي (أبوظبي)
تأتي الإمارات في صدارة الدول العربية من حيث مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي، حيث يتوقع أن يسهم بنسبة 14% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2030، مقارنة بنسبة 12.4% في المملكة العربية السعودية، بحسب دراسة أصدرتها «جامعة هيريوت وات دبي».
وقالت الدراسة التي حصلت «الاتحاد» على نسخة منها، إنه وفقاً لدراسة برايس ووترهاوس كوبرز، من المتوقع أن يحقق الشرق الأوسط 2% من إجمالي الفوائد العالمية للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، بما يعادل 320 مليار دولار، مشيرة إلى أن أبحاث شركة ماكينزي آند كومباني قدرت أن يضيف الذكاء الاصطناعي ما يقرب من 13 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
التنبؤ بالأزمات
وأكدت الدراسة، أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) دوراً حاسماً في تعزيز إدارة الأزمات من خلال التطبيقات المختلفة، وأولها أنه يمكن للتحليلات التنبئية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالأزمات مثل الكوارث الطبيعية، مما يساعد في التخطيط الاستباقي، مدللة على ذلك بأنه في منطقة الخليج، على سبيل المثال، تم استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالعواصف الرملية وتخفيف تأثيرها على البنية التحتية والصحة العامة، وبالإضافة إلى ذلك، توفر روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي معلومات ودعماً في الوقت الفعلي للأفراد المتضررين أثناء الأزمات، مما يخفف العبء على المستجيبين للطوارئ.
وأضافت الدراسة، أنه خلال جائحة كوفيد-19، تعاملت روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط مع ملايين الاستفسارات، ونشرت معلومات حيوية حول الفيروس وجهود التطعيم، وعلاوة على ذلك، يساعد تحليل الصور المعتمد على الذكاء الاصطناعي في تقييم الأضرار وتخصيص الموارد بكفاءة بعد الأزمة.
وأشارت إلى أنه في أعقاب الزلازل والفيضانات، تم استخدام الطائرات من دون طيار مدعمة بالذكاء الاصطناعي لمسح المناطق المتضررة وتحديد المناطق التي تحتاج إلى مساعدة عاجلة، منوهة بأنه في مايو 2023، تم إبرام اتفاقية بين الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات (NCEMA) وشركة Presight AI لتحسين إدارة الأزمات والطوارئ في الدولة من خلال البيانات الضخمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
مستقبل الأعمال
وحول كيفية الاستفادة من البيانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي وقدراته التحليلية للتنبؤ بمستقبل الأعمال وتجنب المخاطر، أفادت دراسة جامعة «هيريوت وات دبي» بأن الذكاء الاصطناعي وقدراته التحليلية يقدم فوائد كبيرة في التنبؤ باتجاهات الأعمال المستقبلية وتخفيف المخاطر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك اتجاهات السوق وسلوك المستهلك والمؤشرات الاقتصادية، للتنبؤ بنتائج الأعمال بدقة.
الأكثر استفادة
ويرى معُد الدراسة الدكتور طلال شيخ، الأستاذ المشارك في الرياضيات وعلوم الكمبيوتر، جامعة هيريوت وات دبي، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتيح فوائد كبيرة عبر مختلف القطاعات في الشرق الأوسط، حيث تجني بعض الصناعات فوائد كبيرة بشكل ملحوظ.
وقال: إن أحد القطاعات الأكثر استفادة هو الرعاية الصحية، حيث تعمل التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل التحليلات التنبئية وتفسير التصوير الطبي على تعزيز رعاية المرضى ودقة التشخيص ونتائج العلاج.
وأضاف أنه بحلول عام 2029، تتوقع BlueWeave نمواً كبيراً في سوق الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية في دولة الإمارات، مع معدل نمو سنوي مركب قوي يبلغ 42.28%، ويبلغ ذروته بقيمة 987.6 مليون دولار، مشيراً إلى أن صناعة الخدمات المالية تستفيد من الذكاء الاصطناعي للكشف عن الاحتيال، وخدمات العملاء الشخصية، والتداول الخوارزمي، ما يؤدي إلى تحسين الكفاءة وإدارة المخاطر، فضلاً عن أن قطاع التجزئة يستفيد من الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب، وتقسيم العملاء، والتسويق الشخصي ودفع نمو المبيعات.
واختتم شيخ، بالتأكيد على أهمية أن تقيم الشركات المخاطر المرتبطة بالاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بعناية، إذ تشمل هذه المخاطر تكاليف الاستثمار الأولية المرتفعة، والمخاوف المحتملة بشأن خصوصية البيانات وأمانها، والتحديات المتعلقة بتحسين مهارات القوى العاملة.
قرارات مستنيرة
بينت الدراسة أنه من خلال الاستفادة من رؤى الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات اتخاذ قرارات مستنيرة، وتوقع تحولات السوق، وتعديل الاستراتيجيات، وفقاً لذلك، وبالتالي تحسين أداء العمليات وتعظيم الربحية.
وأفادت أنه علاوة على ذلك، يمكن لأنظمة إدارة المخاطر المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تحديد التهديدات ونقاط الضعف المحتملة في العمليات التجارية، مثل اضطرابات سلسلة التوريد أو خروقات الأمن السيبراني، لافتة إلى أن تحليل البيانات في الوقت الفعلي يمكّن الشركات من التكيف بسرعة مع ظروف السوق المتغيرة والتحديات الناشئة.