حسونة الطيب (أبوظبي)
ظل قطاع الطيران العالمي، يقرع في جرس الإنذار، محذراً المسافرين من اليوم الذي يضطرون فيه لدفع جزء من فاتورة خفض الانبعاثات الكربونية البالغة 5 تريليونات دولار. ويبدو أن الأوان قد آن اليوم.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة السنغافورية فرض ضريبة على تذاكر السفر من أجل توفير المال اللازم لشراء وقود الطائرات المستدام عالي التكلفة، بينما أعطت السلطات الماليزية، الضوء الأخضر لشركات الطيران، بفرض رسوم كربون على المسافرين بدءاً من شهر أبريل 2024.
وفي أوروبا، فقدت شركات الطيران خلال العام الجاري، نحو 25 بالمئة من مخصصات الانبعاثات، في أول خطوة من ضمن مجموعة من عمليات الخفض، التي من المنتظر أن تُضاف لأسعار التذاكر.
وفي حين تتباين السياسات من بلد إلى آخر، يظل الهدف الرئيسي نظافة قطاع الطيران الذي اعتمد لنحو 100 سنة على الوقود الأحفوري في تشغيل طائراته.
ويتخوف المديرون التنفيذيون في شركات الطيران، من أنه وفي حال عدم بذل جهود أكبر لخفض الانبعاثات، ربما تخضع الشركات لفرض غرامات أو تخفيض عدد الرحلات، أو حظرها من الطيران تماماً، بحسب خدمة واشنطن بوست.
ويعتبر وقود الطيران المستدام، المستخلص من مخلفات الزيوت أو المواد الأولية الزراعية، المسار الرئيسي الذي ينبغي أن تسلكه شركات الطيران، للوصول لهدفها المتمثل في تحقيق صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050. لكن هذا الوقود الجديد ليس متوفراً بالكميات الكافية، وأن سعره ربما يكون ضعف سعر الكيروسين العادي، ما يعني أنه ليس أمام شركات الطيران خيار غير إضافة هذه التكلفة للمسافرين.
كما يعني ذلك استراحة قصيرة للمسافرين، الذين تضرروا من ارتفاع الأسعار منذ العودة لأجواء السفر الجوي بعد انقشاع سحابة كوفيد- 19. ويترتب على المسافرين في الوقت الراهن دفع المزيد من المال لتحييد البصمة الكربونية للطيران أيضاً.
وعلى سبيل المثال، تسعى شركة نيوزيلندا للطيران لأن يشكل الوقود المستدام 20 بالمئة من إجمالي استهلاكها بحلول عام 2030، ليمثل ذلك واحداً من أكثر الأهداف الطموحة من نوعها في العالم بأسره. أما شركات طيران مثل دلتا وكانتاس وكاثي باسيفيك، فهي ضمن التي تستهدف 10 بالمئة، بنهاية العقد الحالي. يمكن أن يساهم وقود الطائرات المستدام في خفض الانبعاثات بنسبة تصل لنحو 80 بالمئة، خاصة على الرحلات الطويلة التي تعتبر المصدر الرئيسي في التلوث، مع الأخذ في الاعتبار أن الطائرات الكهربائية ليست لها المقدرة على قطع مسافات طويلة.
رسوم السفر
ومع مرور الوقت، فإن رسوم السفر الجوي أو إجراءات التفويض لشراء أو توفير وقود مستدام للطيران آخذة في الانتشار من اليابان وسنغافورة، إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. وصُممت هذه الإجراءات لتسريع وتيرة خفض الانبعاثات وطمأنة موردي الوقود الأخضر، بتوفر مشترين لمنتجهم الجديد باهظ الثمن نسبياً. وتخطط سنغافورة لتزويد طائراتها المغادرة لمطاراتها كافة، بنحو 1 بالمئة من الوقود المستدام بحلول عام 2026، لترتفع النسبة إلى 3 بالمئة ولنحو 5 بالمئة عند عام 2030. وفي ماليزيا، تسمح السلطات بدءاً من أبريل 2024، لشركات الطيران بفرض رسوم كربون، سواء بغرض توفير الوقود المستدام أو لتمويل تعويضات الكربون. وبموجب مبادرة الاتحاد الأوروبي (ReFuelIEU) ريفيول، ينبغي مزج وقود الكيروسين، بنسبة قدرها 2 بالمئة من الوقود المستدام خلال العام المقبل 2025، لترتفع النسبة تدريجياً وصولاً لنحو 70 بالمئة بحلول العام 2050.