حسونة الطيب (أبوظبي)
حلقت استثمارات قطاع الفضاء العالمي، في سماء الانتعاش لتوشك على تحقيق الرقم القياسي للعام 2022، حيث تمكن القطاع من جمع 12.5 مليار دولار في العام الماضي.
وتقدر قيمة القطاع العالمي في الوقت الحالي، بنحو 469 مليار دولار، ليشكل سوق الفضاء التجاري 77% من هذا الإجمالي. ويتوقع المحللون، وتيرة نمو سنوي بنحو 11%. وفي العموم، تم استثمار نحو 47 مليار دولار، من رأسمال القطاع الخاص في الفضاء حول العالم منذ العام 2015، بمتوسط نمو سنوي قدره 21%. وارتفع عدد المستثمرين في القطاع، من 274 لنحو 558 في الفترة بين 2020 إلى 2022.
تشكل المملكة المتحدة، مركز استثمار مهماً بالنسبة لقطاع الفضاء العالمي، وذلك باستقبال 17% من جملة استثمارات القطاع، ما يجعلها ثاني أكبر وجهة لاستقطاب هذه الاستثمارات بعد الولايات المتحدة الأميركية، بحسب مؤسسة برايس ووتر هاوس كوبر العالمية. وتتميز المملكة المتحدة، بإرث غني في مجال ابتكارات الفضاء التجاري، فضلاً عن استضافتها قاعدة صناعية تضم ما يزيد على 1.5 ألف شركة، مستفيدة من مجموعة ضخمة من المواهب الوطنية والبنية التحتية المميزة، بالإضافة لقربها من أسواق الصادر. ويستمر سوق الفضاء في البلاد، مفتوحاً للأعمال التجارية.
وتنضوي تحت لواء قطاع الفضاء، أكثر من 600 شركة، تعمل في 3 مراحل في سلسلة قيمة القطاع، ما يفسر النظام البيئي المتنوع لهذه الشركات وأنماط نشاطاتها. وتشمل هذه المراحل، أولاً، صناعة السفن الفضائية وقواعد الإطلاق، المجال الذي تعمل فيه 210 شركات بقيمة سوقية قدرها 22.6 مليار دولار. ثانياً، عمليات سفن الفضاء وإدارة ما يقع داخل المدار، بعدد 152 شركة بقيمة تصل لنحو5.6 مليار دولار. وأخيراً، البيانات التي يتم الحصول عليها من سفن الفضاء وتطبيقاتها وخدماتها، بعدد 267 شركة بقيمة سوقية قدرها 19.6 مليار دولار، تعمل في 3 نشاطات، مراقبة كوكب الأرض والاتصالات عبر الأقمار الصناعية وعمليات الربط، ثم وموقع الأقمار والملاحة والتوقيت، بحسب موقع سي أن بي سي.
تظل استثمارات البنية التحتية في قطاع الفضاء، على قوتها لتشكل 70% من إجمالي العام الماضي 2023، مسجلة ثاني أكبر نسبة سنوية. وحققت شركات البنية التحتية في القطاع، استثمارات تقدر بنحو 2.6 مليار دولار، خلال الربع الأخير من العام الماضي. وبإضافة ذلك، يصبح إجمالي استثمارات القطاع في 2023، نحو 12.5 مليار دولار، متجاوزاً استثمارات العام الذي سبقه عند 9.3 مليار دولار، لكن لا يزال دون الرقم القياسي المسجل في 2021 عند 15.3 مليار دولار.
وتضمنت أكبر عمليات الجمع خلال الربع الأخير من العام 2023، أموالاً أعلنت عنها شركات فضاء مثل، فايرفلاي أيروسبيس ويورسا ميجور وستوك سبيس، وغيرها.
وتنقسم استثمارات القطاع، على ثلاث فئات تقنية، البنية التحتية والتوزيع والتطبيقات. وتشمل البنية التحتية، ما يطلق عليه عموماً بشركات الفضاء مثل، التي تقوم ببناء الصواريخ ومحطات الأقمار الصناعية.
تميزت شركات البنية التحتية للفضاء، بالمرونة، خلال فترة الركود الأخيرة. وأطلق بعض خبراء القطاع على 2023 لقب، (عام الدمج)، الذي أنجزت فيه 39 عملية اندماج واستحواذ مثل، استحواذ فياسات على إنمارسات وشراء الـ3هاريز لشركة أيروجيت.
وبينما يشهد العام الجاري، المزيد من عمليات الدمج والاستحواذ، من المتوقع، أن تكون شركات رأس المال الاستثماري، أكثر انتقائية فيما يتعلق بالاحتياطات، ما يؤدي لشح الأموال في الشركات ذات النمو المنخفض وزيادته في نظيراتها الأكثر نمواً. ومن المرجح أيضاً، زيادة عدد الصفقات وحجمها في أسواق رأسمال قطاع الفضاء.