شريف عادل (واشنطن)

استعادت الأسهم الأميركية بريقها في آخر أيام الأسبوع، لتغلق مؤشراتها الرئيسة على ارتفاع، وليسجل مؤشر إس أند بي 500 الأشمل لقطاعات الاقتصاد الأميركي أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث عاود المستثمرين الأمل في تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة، قبل نهاية العام الحالي.
وفي تعاملات الجمعة، ارتفع مؤشر إس أند بي بنسبة 1.23%، متجاوزاً الرقم القياسي السابق خلال التعاملات، ومتجاوزاً أيضاً أعلى مستويات إغلاق سابقة، وكان آخرها ما تم تسجيله في يناير 2022. 
وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر ناسداك، المتخم بشركات التكنولوجيا، بنسبة 1.70%، بينما اكتفى مؤشر داو جونز الصناعي بالارتفاع بنسبة 1.05%.
وارتفع مؤشر ناسداك- 100 ، الأصغر والأكثر تركيزاً على التكنولوجيا، بنسبة 1.95%، ليصل أيضاً إلى مستوى قياسي جديد. وبارتفاعات يوم الجمعة، تكون جميع المؤشرات الرئيسة موجودة في المنطقة الإيجابية لعام 2024، بعد تحول مؤشر داو جونز المكون من 30 سهماً إلى اللون الأخضر في آخر جلسات الأسبوع.
وبعد خسارة بنسبة 19% في عام 2022، عاد مؤشرإس أند بي للارتفاع في عام 2023، مسجلاً مكاسب بنسبة 24%، حيث تجنب الاقتصاد الأكبر في العالم الركود الذي توقعه الكثيرون، وانخفض التضخم إلى مستويات سمحت لمجلس الاحتياط الفيدرالي بإيقاف رفع أسعار الفائدة مؤقتًا.
واقترب المؤشر من تسجيل مستوى قياسي بعد ارتفاع قوي في الربع الرابع من العام الماضي، لكنه فشل في النهاية. وتوقف ارتفاع السوق مؤقتاً قليلاً في الأيام الأولى من العام الجديد، حيث جنى المستثمرون بعض الأرباح، لا سيما في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل، بعد تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليون دولار، قبل أن يعودوا مرة أخرى لشرائها في آخر يومين من الأسبوع المنتهي.
وتؤكد ارتفاعات الأيام الأخيرة أن سوق الأسهم أصبحت سوق صاعدة رسمياً، حيث بدأت رحلة الصعود في أكتوبر 2022، وشهدت ارتفاعات تجاوزت 35% منذ تسجيل مستوياتها المنخفضة في ذلك الشهر.
وارتفع قطاع التكنولوجيا بنسبة 2.35% يوم الجمعة، وبنسبة تجاوزت 4% خلال أسبوع التداول الذي تكون من 4 أيام عمل فقط، ليكون القطاع الأفضل ضمن قطاعات المؤشر.
ويجمع أغلب محللي الأسواق في الوقت الحالي على أن قدرة السوق على الحفاظ على زخم الارتفاع في عام 2024 ستتوقف بشكل كبير على إذا ما كان بنك الاحتياط الفيدرالي قادرا على الالتزام بهبوط ناعم أم لا .
وأشارت بيانات المستهلكين الصادرة الجمعة إلى أن المستهلكين أصبحوا أكثر ثقة بشأن الاقتصاد الأميركي، والتضخم الذي سيطر عليه على مدار العامين الماضيين. 
وأظهر مسح المستهلكين الذي أجرته جامعة ميشيغان قفزة بنسبة 21.4% على أساس سنوي، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ يوليو 2021 .