حسونة الطيب (أبوظبي)

عاش قطاع السيارات الأميركي، حالة من الانتعاش، خلال العام الماضي 2023، ليحقق ارتفاعاً في المبيعات بأكثر من 10%، ويعود لسلك مساره الطبيعي، بعد الصعوبات التي ظل يعاني منها منذ بداية اندلاع جائحة كوفيد-19.
وعزز انتعاش الطلب وتوفر الموديلات في صالات وكلاء البيع، النتائج التي تمكنت شركات صناعة السيارات من تحقيقها. كما لم يكن للإضراب الذي قام به العاملون في شركة يونايتد أوتو لمدة 6 أسابيع، تأثير كبير على الزخم الذي يعيشه القطاع وعلى الارتفاع المستمر في مبيعات السيارات الكهربائية، رغم بطء وتيرته بالمقارنة مع السنة الماضية.  بلغت مبيعات السيارات الجديدة في أميركا، 15.5 مليون وحدة خلال العام الماضي 2023، بارتفاع قدره 12.4%، بالمقارنة مع العام الذي سبقه، بحسب وول ستريت جورنال. 
ومن بين هذه المبيعات، أعلنت جنرال موتورز، عن مبيعات قدرها 2.6 مليون سيارة في أميركا، خلال العام 2023، مستعيدة ريادتها كأكبر شركة من حيث المبيعات في أميركا، وبزيادة 14% على العام 2022. كما ارتفعت مبيعات شركة تويوتا في أميركا، بنسبة قدرها 7% في 2023، لنحو 2.3 مليون مركبة، مستفيدة من انتعاش مبيعات السيارات الهجين، بينما سجلت نظيرتها هوندا، زيادة قدرها 33% في ذات الفترة.
وتعتبر شركة ستيلانتس، الشركة الأم لكرايزلر وجيب ورام، الوحيدة التي تراجعت مبيعاتها، بنحو 1% في أميركا خلال السنة الماضية. وألقت اضطرابات سلاسل التوريد والتصنيع وقلة العرض في صالات وكلاء البيع، بتأثيرها على مبيعات السيارات الجديدة، منذ بداية اندلاع فيروس كورونا، ما جعل 2022، أسوأ سنة للمبيعات على مدى أكثر من 10 سنوات.
تتوفر الآن العديد من الخيارات للمستهلك في صالات العرض، في ظل تلاشي العقبات التي كانت تعترض عمليات التصنيع. كما ساعدت زيادة مستويات المعروض، في انخفاض الأسعار وتوفير العديد من عروض الأسعار.
معدلات الإنتاج
لكن ربما يشكل هذا العام، نوعاً من التحدي لشركات التصنيع، في الوقت الذي تستمر فيه زيادة معدلات الإنتاج والضغوطات التي تواجه المستهلك الأميركي جراء ارتفاع أسعار الفائدة.
كما تمتعت شركات صناعة السيارات، بالعديد من سنوات الانتعاش، نظراً لرغبة المستهلك في الشراء واستعداده لدفع المزيد من المال، في ظل شح المعروض في ذلك الوقت.
تعهد المسؤولون في قطاع السيارات طيلة فترة الوباء، بإبقاء المخزون عند مستويات متدنية كوسيلة لتحقيق الأرباح، في إشارة إلى أنه من غير المرجح عودة المبيعات لمستويات ما قبل جائحة كورونا، حيث تجاوزت النتائج لعدة سنوات 17 مليون سيارة.
ويتوقع بعض خبراء القطاع، تقارب معدل نمو المبيعات خلال هذا العام، عند 15.6 مليون سيارة سنوياً، بزيادة طفيفة بالمقارنة مع العام الماضي.
في غضون ذلك، تتسابق شركات صناعة السيارات، لبناء مصانع جديدة في أميركا لزيادة معدلات الإنتاج، بهدف دعم عمليات التحول نحو تبني السيارات الكهربائية على المدى الطويل. 
أسعار السيارات
وفي حين، ظلت أسعار السيارات، أعلى بكثير مما كانت عليه في 2019، قفز متوسط سعر السيارة الجديدة في شهر ديسمبر 2022، ليتراجع أكثر لنحو 46 ألف دولار، خلال نهاية العام الماضي.
من المتوقع، أن يؤدي ارتفاع أجور العاملين في قطاع السيارات الأميركي، لإضافة تكاليف جديدة بمليارات الدولارات لشركات تشمل جنرال موتورز وفورد وستيلانتيس. كما عمدت أخرى مثل، هوندا وتويوتا وغيرها من الشركات التي لا تملك اتحادات عمال، لزيادة الأجور أيضاً. استمرت مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا، في الارتفاع خلال العام الماضي، بنسبة قدرها 48% خلال الـ 11 شهر الأولى من العام. 
وأعلنت تسلا مؤخراً، عن تصدير نحو 1.8 مليون سيارة كهربائية لأنحاء مختلفة من العالم خلال العام الماضي. ورغم الخفض الكبير في أسعار مركباتها، إلا أن نموها تثاقل خلال العام 2023، ما أتاح الفرصة أمام بي واي دي الصينية، لتحتل المرتبة الأولى كأكبر شركة في العالم مبيعاً للسيارات الكهربائية، خلال الربع الأخير من 2023.