حسونة الطيب (أبوظبي)
باستثناء آبل، تراهن كافة شركات صناعة الهواتف النقالة الكبيرة، على أن الأجهزة القابلة للطي، ستسهم في إنعاش سوق الهواتف الذكية، بصرف النظر عن فشل هذه الأجهزة ولحد كبير، في جذب المستهلك العادي.
وهذه الأجهزة، التي تتميز بشاشة يتم فتحها مثل صفحة الكتاب، ربما لا تتجاوز حصتها 1% في سوق الأجهزة الذكية التي تم بيعها حول العالم خلال فترة الـ 5 سنوات الماضية منذ بداية إطلاقها.
لكن شركة سامسونج، لم تألُ جهداً في مضاعفة إنتاجها، حيث ضخت استثمارات ضخمة في تسويق هذا المنتج، خلال العام الماضي. وأطلقت الشركة في شهر يوليو الماضي، جهاز 5 جي جالاكسي من فئة Z القابلة للطي.
وأشارت سامسونج، الشركة الأكبر في العالم لإنتاج الهواتف النقالة، للتقديرات التي أصدرتها شركة كوانتربوينت للبحوث، في أنه ربما يتجاوز عدد الأجهزة القابلة للطي، 35% من جملة الأجهزة الذكية التي تزيد تكلفتها على 600 دولار، بحلول العام 2027، بحسب فايننشيال تايمز.
وأكدت الشركة مُضيها قُدماً في وضع أجهزتها القابلة للطي، كمحرك رئيسي لنموها الرائد، من خلال التمايز الواضح والخبرة والمرونة التي توفرها هذه الأجهزة.
وتعلق شركات أخرى لصناعة الهواتف النقالة مثل، موتورولا وهواوي، آمالها على المنتج، لإنعاش سوق عانت أسوأ سنة لأكثر من 10 سنوات.
وعلى الرغم من أن آبل، هي الوحيدة التي لم تبد رغبتها للدخول في هذا المجال، إلا أن سجلات براءة الاختراع، تشير لاحتمال إنتاجها في يوم ما، جهاز آي باد قابل للطي. لكن سلكت جميع شركات صناعة الهواتف النقالة الكبيرة، الطريق الذي تسير عليه سامسونج، بما في ذلك، بيكسيل فولد من جوجل والبدائل الصينية من هواوي وأوبو وشياومي.
يرى بعض خبراء القطاع، أن مستقبل الهواتف النقالة الذكية، يكمُن في الأجهزة القابلة للطي، مثلما هو الحال بالنسبة للسيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي، التي من المنتظر أن تحل محلها نظيراتها الكهربائية. ويبدو أن القطاع، على مقربة من الوصول لنقطة تحول حاسمة تصبح فيها الأجهزة القابلة للطي، أكثر شيوعاً.
لكن تشير بيانات السوق، إلى أن هذه الأجهزة لا تزال بعيدة عن كونها الأكثر شيوعاً، حيث تتوقع شركة كاونتربوينت للبحوث، بيع نحو 16 مليون هاتف قابل للطي خلال العام الجاري، بقيمة 1.2 مليار دولار من إجمالي قيمة سوق الهواتف الذكية.
ورغم قلة عدد الهواتف النقالة القابلة للطي، بالمقارنة مع السوق الكلية للهواتف الذكية، إلا أنها بدأت في كسب المزيد من الحصص السوقية في أسواق معينة مثل أميركا والصين.
وتتناسب نقطة السعر المرتفعة للهواتف القابلة للطي، مع نمط أوسع من الاستقطاب في السوق بين الأجهزة المتميزة، حيث تهيمن شركة آبل، والهواتف المحمولة الأقل تكلفة.
ويشكل إقناع المستهلك بدفع هذا السعر المرتفع لاقتناء الأجهزة القابلة للطي، تحدياً كبيراً للشركات المُصنعة، حيث يساور القلق الكثيرين حيال ديمومة مرونة هذه الشاشات وعدم تلف مفصلاتها.
ويؤكد بعض الخبراء، أن معدل استرجاع هذه الأجهزة، يتراوح بين 5 و10%، في نسبة أعلى بكثير عن الأجهزة الذكية الأخرى، ما يشكل عائقاً أمام تكرار تجربة الشراء.
لكن مع ذلك، اكتشفت شركات التصنيع الصينية مثل، هواوي وهونر، أن السوق المحلية أكثر انفتاحاً لهذا النوع من الأجهزة، بالمقارنة مع الدول الأخرى، حيث زادت مبيعاتها عن الضعف خلال الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة مع ذات الفترة من العام 2022.
وبلغت حصة سامسونج، نحو 73% من السوق العالمية للهواتف القابلة للطي خلال الربع قبل الأخير من العام 2023. وفي حين، طرق قطاع الهواتف النقالة، كافة أبواب الابتكار، ربما يجد المستهلك ضالته والحماس في هذه الأجهزة الجديدة.