رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد منصور جناحي، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمجموعة «سند»، الشركة العالمية المتخصصة في مجال الخدمات الصناعية والمملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار، أن الشركة تخطط للتوسع داخل أسواق الإمارات وخارجها خلال عام 2024، فضلاً عن زيادة السعة التشغيلية ونمو الإيرادات وعقد الشراكات العالمية في أسواق مهمة مثل شرق آسيا وشرق أوروبا وأفريقيا وزيادة المنشآت، وذلك للاستفادة من النمو الذي يحققه قطاع الطيران محلياً وإقليمياً.
وقال جناحي لـ«الاتحاد»: «تركيزنا في دولة الإمارات أولاً من خلال زيادة السعة التشغيلية لصيانة المحركات سنوياً، حيث أنهينا عام 2023 بصيانة 140 محركاً وسنرفع السعة خلال العامين المقبلين بنسبة 40% لتصل إلى 200 محرك».
وبيّن جناحي: «نقوم اليوم بصيانة 4 محركات، آخرها «محرك ليب» الذي تم الإعلان عنه في نوفمبر الماضي والذي شهد افتتاح مركز خاص لصيانته».
وأوضح: «يشمل العقد مع المصنع محرك ليب الذي يضم طرازين أحدهما محرك «ليب 1 بي» الذي تم البدء بصياننه لتصبح محفظة الشركة من أنواع المحركات التي تقوم بصيانتها 4 محركات حالياً، على أن يرتفع إلى 5 محركات بنهاية عام 2024 مع إضافة محرك «ليب 1 إيه».

وكان تم الإعلان عن افتتاح مركز سند لصيانة وإصلاح وَعمرة محرّكات «ليب» في نوفمبر الماضي بعد توقيع اتفاقية مدتها 11 عاماً، خلال معرض باريس الجوي في شهر يونيو 2023، مع شركتي «جنرال إلكتريك للطيران» و«سافران لمحرّكات الطائرات»، المزوّدين العالميين الرائدين للمحرّكات النفاثة ومكوّنات وأنظمة الطائرات. وبموجب الاتفاقية، وسّعت سند خدماتها كي تشمل صيانة وإصلاح وعَمرة محرّكات «سي إف إم إنترناشيونال» من الجيل الجديد، «ليب 1-إيه» و«ليب 1-بي» التي تشغل عائلة طائرات «إيرباص A320 نيو» و«بوينغ 737 ماكس»، والتي اكتسبت شهرة عالمية بفضل موثوقيتها وكفاءتها في استهلاك الوقود.
وأكد جناحي، أن «ما يميز محفظتنا من ناحية المحركات أنها متنوعة ومتكاملة، إضافة إلى أن شراكتنا تضم أربعة من كبار مصنعي المحركات في العالم في مجال الطيران المدني».
وأشار إلى أن توسيع السعة التشغيلية وإضافة ورش جديدة يسهم في زيادة فرص العمل، لا سيما للمواطنين، فنسبة التوطين الحالية في الشركة 25.3% ومن المتوقع أن تنمو لتصبح أكثر من 30% خلال العامين المقبلين.
وبين: «نركز على الوظائف الفنية والهندسية، حيث لدينا برامج تدريب خاصة للمواطنين، أحدها برنامج تم البدء فيه العام الجاري وهو برنامج «سند لقادة المستقبل»، وهو يركز على الموظفين المواطنين الموجودين حالياً في سند لنوفر لهم خبرات إدارية ليتسلموا وظائف قيادية».
وأضاف: «يوجد برنامج آخر لاستقطاب الفنيين وتأهيلهم في مراكز التدريب في الإمارات قبل أن يلتحقوا بورشة سند وينخرطوا بالعمل الرئيسي».
أما البرنامج الثالث، فقال الجناحي: «يتركز على الوظائف الهندسية».
وأوضح جناحي: «لدينا اليوم أكثر من 450 موظفاً ونسعى لإضافة 100 وظيفة خلال الـ18 شهراً المقبلة».
وحول إجمالي العقود في محفظة سند، قال جناحي: «بدأنا العام 2023 بإجمالي 28 مليار درهم عقوداً طويلة الأجل مع شركات صناعة محركات الطائرات التجارية العالمية لتصل إلى 30 مليار درهم حالياً مع نهاية العام».
وأضاف: «مع التوسع والنمو الذي يشهده قطاع الطيران عالمياً وإقليميا نتوقع مزيداً من الشراكات والتوسع».
وأوضح جناحي: «منطقة الشرق الأوسط تجاوزت نتائج ما قبل أزمة كورونا، وتصورنا أن قطاع الطيران سيتعافى بالكامل في 2024 وسينمو مقارنة بالعام الذي يسبق الأزمة».
وأكد جناحي: «نتوقع نمواً بنسبة 5% في إيرادات الشركة لعام 2024 مقارنة بعام 2023».
وأشار جناحي إلى أن تركيزنا في 2024 على قطاع المطارات، حيث تم الإعلان في معرض دبي للطيران عن عقد جديد مع شركة تاليس للتركيز على قطاع المطارات، حيث يشهد القطاع في الإمارات نمواً من ناحية الاستثمارات، سواء من افتتاح مطارات جديدة أو توسيع المطارات الحالية، حيث يتضمن عملنا توفير خدمات الصيانة لأجهزة الزمن والملاحة في المطارات».
وكانت مجموعة سند أعلنت خلال معرض الطيران في دبي خلال نوفمبر الماضي عن إبرام اتفاقية إطارية استراتيجية مع «تاليس»، تهدف إلى التوسع بالخدمات التي تقدمها سند في مجال صيانة وإصلاح وعَمرة محرّكات الطائرات لتشمل المجالات الحيوية المتعلقة بأمن المطارات ومراقبة الحركة الجوية والتشغيل الرقمي، تمهيداً لمرحلة جديدة في قطاع الطيران على مستوى المنطقة.
وأضاف جناحي: «يأتي ذلك بعد أن تمت دراسة قطاع المطارات ووجدنا أن خدمات الصيانة متشعبة ولا يوجد أي شركة قيادية ورئيسية في محال الصيانة، فهدفنا تأسيس شركة قيادية توفر خدمات الصيانة، وبالتالي تعاقدنا مع شركة تاليس في هذا المجال».
وأكد جناحي: «تم البدء فعلياً في تنفيد هذا العقد، ونركز حالياً على المطارات داخل الدولة، ثم نخطط للتوسع للمنطقة ثم العالم».
وحول التوسع في إقامة المنشآت وورش الصيانة، قال جناحي: «لدينا استراتيجية للتوسع خارج الإمارات مبنية على علاقات سند طويلة الأمد ومنذ عقود مع الشركاء والعملاء العالميين، حيث لدينا اليوم أكثر من 30 شركة طيران تستخدم سند كمركز صيانة لها، ونتعامل مع أكثر من 20 هيئة طيران مدني». وقال: «نركز على أسواق أفريقيا وشرق أوروبا وشرق آسيا التي تشهد نمواً ملحوظاً في قطاع الطيران، ونرغب في التوسع عن طريق عقد الشراكات مع شركات الطيران ومختلف الشركاء لافتتاح منشآت جديدة».
وأشار جناحي: «لدينا نقاشات مع شركات في منطقة شرق آسيا وشرق أوروبا والهند ولعقد الشراكات والتوسع».
وفيما يتعلق باستخدام التقنيات الحديثة، قال جناحي: إن قطاع الطيران يشهد تطوراً تكنولوجياً مستمراً ونحن نولي التكنولوجيا اهتماماً خاصاً، حيث تم تأسيس فريق مختص بالبحث والتطوير عام 2017 يركز على دراسة أهم التقنيات الحديثة التي تلعب دوراً مهماً في مجال الصيانة.
وأضاف: «لدينا علاقات وشراكات مختلفة لدعم هذا المجال مثل الشراكة مع جامعة خليفة وشراكات تكنولوجية أخرى مع شركات عالمية مثل هانيويل ولوفتهانزا»، مشيراً إلى الاستفادة من التكنولوجيات التي يستخدمها المصنعون في ورشهم لاستخدامها في الورش لدينا. وشدد جناحي: «نحن نعد أكبر مزود خدمات صيانة المحركات في منطقة الشرق الأوسط».
وحول الاستدامة، قال جناحي: «نحن نساهم في جهود الدولة في أهدافها للاستدامة، حيث تم توقيع عقد الشراكة لمحركات «ليب» التي تعد أكثر استدامة من أي طرازات أخرى من المحركات، والتي اكتسبت شهرة عالمية بفضل موثوقيتها وكفاءتها في استهلاك الوقود».