سيد الحجار (أبوظبي)
أكد ديفيد روبنسون، الرئيس التنفيذي لشركة المارية للتجزئة، أن الغاليريا جزيرة المارية أسهم منذ تأسيسه في عام 2013، في تعزيز مشهد التسوق في أبوظبي، موضحاً أن مراكز التسوق تعزز نمو قطاع السياحة في أبوظبي، كما يسلك قطاع البيع بالتجزئة في دولة الإمارات مساراً تصاعدياً ملحوظاً، يؤهله للنمو المستدام. 
وقال روبنسون لـ«الاتحاد»: إن الغاليريا استقبل في عام 2021، نحو 31 مليون ضيف، وعلى الرغم من الجائحة، ارتفع هذا العدد إلى 34 مليون في عام 2022.
وأضاف: «نمضي قدماً لتجاوز هذا الرقم مرة أخرى في عام 2023، ونسعى إلى استقطاب المزيد من العلامات التجارية العالمية والإقليمية في أبوظبي خلال عام 2024 وما بعده». وقال روبنسون: «تبوأ الغاليريا خلال العقد الماضي، مكانة مرموقة ضمن أبرز معالم إمارة أبوظبي، حيث يجري التعاون مع دائرة الثقافة والسياحة في الإمارة للترويج لإمارة أبوظبي، كما تعاون الغاليريا مع العديد من الجهات المعنية في قطاع الضيافة، ونعمل مع شركات إدارة الوجهات السياحية لتحفيز السياحة الدولية إلى الإمارة، وتوفير مجموعة متنوعة من الخدمات للسياح الوافدين». وأضاف: «نعتزم إطلاق خدمة جديدة أخرى للسياح في دولة الإمارات وستكون حصرياً في الغاليريا، حيث سيتمكن الضيوف من استرداد 110% من ضريبة القيمة المضافة المدفوعة على شكل قسيمة إلكترونية يمكنهم استخدامها في عمليات شراء إضافية». وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، يعد الغاليريا جزءاً من منظومة مترابطة في جزيرة المارية، إذ يمكن للضيوف الوصول إلى الوجهة من فندق فورسيزونز أبوظبي في جزيرة المارية، وفندق روزوود أبوظبي، وكليفلاند كلينك أبوظبي، وسوق أبوظبي العالمي، وأبراج المكاتب في جزيرة المارية».

نمو اقتصادي
وقال روبنسون: إن أبوظبي تشهد نمواً كبيراً على الأصعدة كافة، مع ازدهار العديد من القطاعات داخل الإمارة، وتشهد قطاعات مثل الطاقة والسياحة والعقارات والرعاية الصحية والتكنولوجيا والتمويل تطوراً كبيراً، كما يسلك قطاع البيع بالتجزئة في دولة الإمارات مساراً تصاعدياً ملحوظاً، ويعد التدفق المستمر للزوار إلى دولة الإمارات أحد المحركات الرئيسية لهذا النمو، وخاصة ذوي الدخل المرتفع، الذين يساهمون في زيادة الإنفاق الاستهلاكي، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تعزيز مبيعات التجزئة. وقال: «بالنظر إلى المستقبل، يبدو أن مستقبل قطاع التجزئة في دولة الإمارات مهيأ للنمو المستدام.. دور الدولة كمضيف للفعاليات الدولية، مثل قمة (كوب 28) المناخية المقبلة، من شأنها استقطاب المزيد من الناس إلى الدولة، ومن المتوقع أن يؤدي هذا التدفق إلى تعزيز المبيعات بشكل أكبر، مما يخلق آفاقاً واعدة لقطاع البيع بالتجزئة».
سهولة الأعمال
وحول التطورات الحالية في إمارة أبوظبي، خاصة فيما يتعلق بتسهيل الممارسات التجارية وجذب الاستثمارات الأجنبية، قال روبنسون: «تلتزم أبوظبي بتنويع المنظومة الاقتصادية والاستعداد لمرحلة ما بعد النفط والغاز، ويتمثل هذا الالتزام في مبادرات تسعى إلى تحفيز الاستثمارات عبر مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك قطاع البيع بالتجزئة، والذي بدوره يخلق سبلاً جديدة للعلامات التجارية العالمية لترسيخ بصمتها في سوق كبيرة مثل أبوظبي، حيث تبحث شركات البيع بالتجزئة عن أسواق تتميز بقاعدة مستهلكين مستقرة ومتوسعة، مما يجعل الإمارة وجهة رئيسية لهم». 
وأضاف: «يُعد قطاع السياحة نقطة محورية في الاستراتيجية الاقتصادية لإمارة أبوظبي، في إطار تعزيز مكانة الإمارة كوجهة سياحية عالمية رائدة، كما تهدف الاستثمارات الكبيرة والجهود المبذولة لتنمية قطاع السياحة في أبوظبي أيضاً إلى الارتقاء بالأنشطة الترفيهية المتاحة للمقيمين الدائمين». 
وتابع: «تعد العاصمة أيضاً وجهة رئيسية للشركات الدولية، حيث تستقطب المؤسسات المصرفية والمالية وإدارة الأصول وشركات التكنولوجيا المالية، وتعمل جهات مثل سوق أبوظبي العالمي على تعزيز المؤسسات المالية وتسهيل الابتكار وريادة الأعمال».
التسوق الرقمي
وفيما يتعلق بتأثير نمو قطاع التسوق الرقمي على مستقبل متاجر البيع بالتجزئة في مراكز التسوق، قال روبنسون: «لا شك في أن التسوق الرقمي قد أعاد رسم ملامح مشهد البيع بالتجزئة ودفع شركات البيع بالتجزئة في مراكز التسوق إلى التكيف والابتكار».
وأضاف: «من خلال هذا النهج، نهدف إلى تعزيز دور متاجر البيع بالتجزئة في جذب المستهلكين.. عالم التكنولوجيا سيمضي في تطوره، ومن المؤكد أن استخدام تقنية الواقع المعزز في الأماكن المادية سيعزز تجارب الضيوف، كما سيتم توظيف الذكاء الاصطناعي لمواصلة تطوير وتخصيص تجاربهم أيضاً، ونحن نرى كيف بدأت هذه التقنيات بالفعل بتغيير واقع بعض القطاعات، ولن تكون مراكز البيع بالتجزئة بمنأى عن ذلك».
عمل مجتمعي
وقال روبنسون: «في يونيو 2023، أطلقنا مبادراتنا البيئية (لنحتضن الطبيعة ونلهم التغيير)، حيث قمنا بمكافأة الضيوف الذين تعهدوا بالقيام بدورهم في الحفاظ على البيئة، وكجزء من هذه المبادرة، سنسهم في زراعة 3000 شجرة في دولة الإمارات خلال هذا الربع من العام، ما سيؤدي إلى تعويض الكربون بحوالي 72000 كجم (72 طناً)، أي ما يعادل توفير 180 كيلووات/ساعة من الكهرباء».
وتابع: «كما نحرص دوماً على التعاون مع الحملات والمبادرات التي تهتم بالقضايا المجتمعية وتسعى لإحداث تأثير إيجابي، مثل (حملة مدى)، وبمناسبة اليوم العالمي للقلب، تعاونا مع كليفلاند كلينك أبوظبي لرفع مستوى الوعي بأهمية صحة القلب والأوعية الدموية، ونتعاون على نحو منتظم مع هيئات ومؤسسات فاعلة مثل (المجلس الأعلى للأمومة والطفولة) لجمع الأموال والتبرعات للمحتاجين».
400 علامة تجارية
نجح الغاليريا، خلال العقد الماضي، في وضع معايير جديدة لعالم الترفيه والتسوق الراقي في أبوظبي، حيث شهدت انطلاقته الأولى افتتاح أكثر من 50 علامة تجارية جديدة في الإمارة.
ويحتضن الغاليريا اليوم أكثر من 400 علامة تجارية حالياً، منها 100 متجر للأطعمة والمشروبات، ومرافق ترفيهية عائلية عالمية المستوى تناسب كافة الأعمار، مع معدل إشغال يزيد على 90%.