حسام عبدالنبي (أبوظبي)
برعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، انطلقت أمس فعاليات «أسبوع أبوظبي المالي»، الذي يستضيف 46 حدثاً فرعياً تقام على مدار أربعة أيام. وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، أن أبوظبي نجحت في تحقيق تقدم في تنويع الاقتصاد، حيث حققت التجارة الخارجية السلعية غير النفطية نمواً بنسبة 13% بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، وتعد هذه المعدلات المرتفعة دليلاً على حيوية اقتصاد أبوظبي ومرونته والتقدم المحرز في استراتيجية التنويع الاقتصادي. وقال خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية من «أسبوع أبوظبي المالي» إن القطاعات غير النفطية في أبوظبي تمكنت من مواصلة أدائها القوي خلال الفترة الماضية من العام الجاري، لتشهد معدلات نمو مرتفعة تجاوزت نسبة الـ12% في الربع الثاني من العام الجاري، وتبلغ مساهمة القطاعات غير النفطية الآن ما يقارب من 54% من إجمالي الناتج المحلي لإمارة أبوظبي. وأشار إلى أن أبوظبي تُدرك قيمة العمل الدؤوب، ودور السياسات الاقتصادية السليمة، وأهمية الاستفادة من القوة الاقتصادية في إحداث تغييرات إيجابية في بلادنا، وبقية أنحاء العالم، منوهاً بأنه عندما نراجع مسيرتنا الاقتصادية، لا يمكن إغفال التقدم الذي حققناه من أجل تنويع اقتصادنا. وأوضح الزعابي، أن القطاع المالي، الذي يعد إحدى الركائز الأساسية في استراتيجية التنويع الاقتصادي، شهد نمواً ملحوظاً بلغ نحو 30% في الربع الثاني من العام الجاري، متوقعاً أن يواصل القطاع مساره التصاعدي ليحقق معدل نمو سنوي يصل إلى 13% في عام 2023.

وذكر الزعابي، أن هذه المعدلات تُشكل مجرد أمثلة للنتائج الإيجابية للنهج الذي نتبعه، إذ إن رؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات تُركز على أن النجاح لا يكمن في تحقيق الثروة فقط، بل في كيفية الاستفادة منها بشكل مسؤول من أجل المصلحة العامة للمجتمع وبقية أنحاء العالم، مستشهداً بمقولة الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي:  «الثروة الحقيقية ليست في الإمكانات المادية وحدها، وإنما الثروة الحقيقية للأمة تكمن في أفراد شعبها الذين يصنعون مستقبل أمتهم». 
وأكد الزعابي، أنه خلال السنوات القليلة الماضية، واجهنا الكثير من التحديات، حيث لم تكن رياح التحولات الاقتصادية مواتية دوماً، بل كانت حافلة بالتغييرات. وقال إنه رغم ذلك تمكنا من التأقلم مع المتغيرات، وهو الأمر الذي ساعدنا ليس فقط على مواجهة التحديات، بل على الاستفادة من الفرص التي تتيحها هذه التحولات لتحقيق النمو والازدهار، لافتاً إلى أن هذه الإنجازات ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة للرؤية والمرونة التي نتميز بها.
ووفقاً لـ الزعابي، يسهم «اقتصاد الصقر» في أبوظبي في تسريع تحقيق الطموحات من خلال استكشاف الإمكانات غير المستغلة والارتقاء نحو آفاق جديدة من النجاح. ودعا إلى التركيز على ما يجعلنا متميزين، فالعالم يحتاج إلى أبوظبي التي أصبح اسمها مرادفاً للابتكار والتطلع نحو الآفاق الواسعة، مع وقوفها على أرضية صلبة وجذورها الممتدة والراسخة التي تُعبر عنها قيمها وثراء ثقافتها، منوهاً بأن التركيز على الطاقة المتجددة ليس مجرد خطة للتعامل مع متطلبات آنية، بل دليل على حب هذه الأرض والتزامنا بالمحافظة عليها للأجيال القادمة.
وأعلن الزعابي، مواصلة تعزيز ريادة الأعمال، وكذا تطوير منظومة متكاملة تتيح لرواد الأعمال الشباب الابتكار، مختتماً بالتأكيد على أن رؤيتنا لاقتصاد أبوظبي لن تكتمل من دون مساهمات الجميع، سواء من الشرق أو الغرب، وسواء كنتم تعملون في القطاع المالي أو التكنولوجيا المتقدمة أو غيرها إذ إنه لكل واحد منكم دور مهم في صياغة مستقبل الإمارة.

ومن جانبه، قال الملياردير، راي داليو، مؤسس شركة «بريدج وتر أسوشييتش»، وأحد أشهر المستثمرين على مستوى العالم، والذي اختار أبوظبي كأحدث مقر استراتيجي لتوسيع الحضور العالمي لشركته، إن سر نجاح أي مدينة لكي تصبح عاصمة لرأس المال والاستثمار يكمن في تحقيق أمرين؛ هما قابليتها وقدرتها على تزويد أفراد المجتمع بالمهارات لكي يصبحوا عناصر منتجة، وكذا توفير البيئة والعناصر التي تمكن الأفراد من أن يصبحوا منتجين أيضاً، مؤكداً أن أبوظبي توفر أهم عنصرين لنجاح الاستثمارات وهما تنمية رأس المال البشري والبيئة المحفزة على الإنتاجية والتي تتيح مصادر التمويل التي تمكن المؤسسات المالية من الإنتاجية، ومنوهاً في الوقت ذاته بأن أبوظبي تتميز أيضاً بأنها بيئة مناسبة للعيش والعمل، ولذا فقد تمكنت من استقطاب العناصر الأفضل في العمل، وتمكنت من خلق قادة الأعمال القادرين على نقل تجاربهم الثرية للأجيال القادمة.

«أسبوع أبوظبي المالي» يستقطب 30 تريليون دولار من الأصول ورؤوس الأموال
قال جمعة الهاملي، الرئيس التنفيذي للتواصل المؤسسي في سوق أبوظبي العالمي، إن أسبوع أبوظبي المالي، يعد أحد أهم الأحداث في القطاع المالي على مستوى المنطقة، حيث يتوقع أن يستضيف على مدار 4 أيام 12 ألفاً من المختصين الماليين والمستثمرين في دول العالم مع استقطاب أكثر من 30 تريليون دولار من الأصول ورؤوس الأموال، بما يمثل 20% من الاقتصاد العالمي، مؤكداً في تصريحات للصحفيين أن الهدف من الحدث هو استقطاب رؤوس الأموال لخلق فرص تنموية على المستوى المحلي والعالمي، وجذب الكفاءات التي تساعد على تطوير الإطار التنظيمي والتشريعات في أبوظبي لدعم البيئة الاستثمارية فيها.