مصطفى عبد العظيم (دبي)
تستهدف دولة الإمارات إنتاج 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام «ساف» سنوياً بحلول عام 2030، في إطار خريطة الطريق الوطنية لخفض انبعاثات الكربون في مجال الطيران، وفقاً لورقة العمل التي قدمتها الدولة إلى منظمة الطيران المدني الدولي «ايكاو» خلال مؤتمرها الثالث للطيران والوقود البديل.
وأفادت الورقة التي حصلت «الاتحاد» على نسخة منها أن دولة الإمارات كثفت الجهود الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون من خلال زيادة الكفاءة التشغيلية واستخدام وقود الطيران المستدام والمنخفض الكربون.
وتوقع سيف السويدي، المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر الإيكاو الثالث للطيران والوقود البديل، الذي تستضيفه دولة الإمارات، أن تصبح الإمارات أحد المراكز الرئيسية في العالم لإنتاج الوقود البديل ومنخفض الكربون وأيضاً الوقود المستدام، مؤكداً أن دولة الإمارات لديها العديد من الاستثمارات البارزة في هذين النوعين من الوقود.
وأضاف السويدي أن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر إيكاو للطيران والوقود البديل، بمشاركة أكثر من 1000 مشارك و40 وزيراً ووفود حكومية من أكثر من 90 دولة، وأكثر من 30 منظمة دولية وإقليمية، ورؤساء شركات الطيران والوقود في العالم، تعكس مدى ثقة قطاع الطيران الدولي في دولة الإمارات وإمكانياتها في استضافة الأحداث الاستثنائية.
وأكد أن المؤتمر يشكل نقطة تحول في مسار أنشطة الطيران الدولي ووقود الطيران بشكل خاص، لاسيما وأنه يستهدف الوصول إلى توافق دولي تحت مظلة منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» على آليات التحول نحو منظومة متوازنة لإنتاج وقود الطيران واستدامة نمو قطاع الطيران، والخروج بتفاهمات قبل أيام قليلة من انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28».
وشدد على أن مجتمع الطيران الدولي هو مجتمع موثوق به ومسؤول ويولي القضايا البيئية أولوية قصوى، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي للمؤتمر هو جمع الأطراف المعنية من جميع دول العالم على طاولة واحدة للوصول إلى موقف موحد بشأن ترشيد استخدام الوقود الأحفوري وطرح البدائل والحلول المتاحة ومنها التوسع في استخدام وقود الطيران المستدام، الذي قد يحتاج بعض الوقت لتطويره وإنتاجه بكميات ضخمة تلبى الطلب العالمي الواسع لمنظومة الطيران، الأمر الذي يتطلب الكثير من الأبحاث والاستثمارات التي تصب في هذا المجال وصولاً إلى الاكتفاء من الوقود البديل.
يشار إلى أن دولة الإمارات كانت من أوّل الدول التي تبنت ملف الاستدامة ومراعاة الأثر البيئي بقطاع الطيران، وقد شاركت في جميع المفاوضات التي قادتها منظمة الطيران المدني الدولي، وصادقت على جميع القرارات الدولية التي تخدم هذا التوجه، وكانت من أوّل الدول التي أعلنت التزامها في عام 2016 بتطبيق خطة (كورسيا) الخاصة بالتعويض عن الكربون في النقل الجوي الدولي.
وكذلك أطلقت الإمارات خريطة طريق وطنية لوقود الطيران المستدام، وحددت من خلالها هدفاً طموحاً لتحقيق إنتاج سنوي يصل إلى 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030، مما سيساهم في خفض ما يصل إلى 4.8 مليون طن من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، كما أعلن القطاع التزامه بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
مؤشرات إيجابية
وشهدت جلسات اليوم الثاني من مؤتمر الطيران البديل، مؤشرات إيجابية على اهتمام الدول الأعضاء في المنظمة للوصول إلى إطار عمل عالمي قوي وطموح وشامل يراعي مصالح الجميع ويقارب بين الفجوات والتأكيد على استفادة الجميع من فرص متساوية في الحقوق واعتماد التدابير المقبولة اجتماعياً واقتصادياً لتطوير ونشر استخدام وقود الطيران المستدام والوقود البديل.
ووفقاً لورقة عمل الأمانة العامة لمنظمة الطيران المدني الدولي، شهدت مبادرات وخطط العمل الوطنية التي تمكن الدول من تحديد أنشطتها لخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، زيادة كبيرة في الفترة الماضية، مع تقديم نحو 142 دولة لخططها للإيكاو والتي تتضمن تحديد وثيقة المبادئ التوجيهية المتعلقة بالطاقة الأنظف وضمان استدامة الوقود بطريقة متناغمة.
استثمارات القطاع
وأشارت الورقة إلى حاجة قطاع الطيران إلى استثمارات تصل إلى 3.2 تريليون دولار على مدى 30 عاماً حتى عام 2050 للوصول إلى صافي صفر انبعاثات في قطاع الطيران، مشيرة إلى الاهتمام الكبير الذي يبديه القطاع الخاص ومنتجو الطاقة في هذه المرحلة الانتقالية للتحول نحو الطاقة الأنظف، واهتمامهم بوضع السياسيات المنظمة لوقود الطيران المستدام حتى يتسنى بناء الثقة في هذا الوقود.
وقالت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) إن الاتفاق على مسار واضح لزيادة إنتاج وقود الطيران المستدام سيرسل رسالة قوية بشأن الفرص الرئيسية لتمويل تحول الطاقة في هذا القطاع.
ويسعى المؤتمر الثالث لمنظمة الطيران المدني الدولي حول وقود الطيران البديل (CAAF/3)، إلى إنشاء إطار عالمي لوقود الطيران المستدام (SAF)، ووقود الطيران منخفض الكربون (LCAF) وغيرها من الطاقة النظيفة، وهو أمر بالغ الأهمية لقطاع الطيران للوصول إلى هدفه المتمثل في صافي الصفر بحلول عام 2050.
وبينما تتداول الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي هذا الأسبوع للتوصل إلى إجماع حول آلية عالمية لزيادة إنتاج وقود الطيران المستدام «ساف»، فإن بعض البلدان النامية لديها مخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لهذه المبادرات والمعرفة الفنية اللازمة لتنفيذها.
ووفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) فإنه بالإمكان الاعتماد على وقود الطيران المستدام في تخفيض أكثر من 60% من الانبعاثات بقطاع الطيران على مستوى العالم بحلول 2050، فيما يمكن معالجة النسبة المتبقية عبر تحسين الكفاءة من خلال التكنولوجيا والعمليات واستخدام الطائرات التي تعمل بالطاقة الهيدروجينية، بشرط أن تضع البلدان سياسات دعم فعالة.