حسام عبد النبي (أبوظبي) 

أكد عبد القادر عبيد علي، رئيس جمعية المدققين الداخليين في الإمارات، أهمية دور المدقق الداخلي في تحقيق الاستدامة على مستوى الشركات والمؤسسات العامة والخاصة، ومواجهة ما يعرف بظاهرة «الغسيل الأخضر» التي تتمثل في صدور بيانات غير دقيقة عن الشركات تؤكد تحقيق متطلبات وأهداف الاستدامة، بخلاف الواقع الفعلي. 
وقال لـ«الاتحاد» على هامش المؤتمر الإقليمي الأول للعقول المبدعة في التدقيق الداخلي الذي انطلق أمس في أبوظبي، إن الدور المهم للمدقق الداخلي يتمثل في أن له سلطة في التأكد من أن الأرقام والبيانات التي تذكرها الشركة في قوائمها المالية فيما يخص تحقيق أهداف الاستدامة صحيحة، وليست مجرد ادعاءات للاستهلاك المحلي، منوهاً بأن الكثيرين يعتقدون بأن دور المدقق المالي هو مراقبة النواحي المالية فقط والتدقيق عليها، في حين أن مهمة المدقق الداخلي هي مراقبة التزام الشركات والمؤسسات العامة بقواعد ومتطلبات الحوكمة، بما في ذلك متطلبات تعزيز الممارسات المستدامة والبيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG).  
وشدد رئيس الجمعية على أهمية إلزام جميع الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة بتطبيق متطلبات الحوكمة البيئية والاجتماعية، وألا يكون الأمر إلزامياً للشركات المدرجة في أسواق الأسهم فقط. وذكر أنه من المهم أيضاً أن تتكاتف وتتكامل جهود الجميع لتحقيق مستهدفات الدولة لتحقيق الحياد الكربوني، خاصة أن عام 2050 لم يعد بعيداً وما زلنا بعيدين إلى حد ما عن تحقيق تلك المستهدفات، خاصة في القطاع الخاص، منبهاً إلى أهمية غرس ثقافة الاستدامة في الأبناء منذ الصغر وفي جميع أفراد المجتمع، وصولاً إلى أن يدرك رؤساء الشركات أهمية تحقيق الاستدامة والانعكاسات الإيجابية لذلك على أعماله والمجتمع ككل.
وأعلن رئيس جمعية المدققين الداخليين في الإمارات، أن الجمعية أعلنت خلال فعاليات المؤتمر إطلاق جائزة الاستدامة في التدقيق الداخلي بحيث تتنافس المؤسسات لتطبيق أحدث وأفضل الممارسات الخاصة بتحقيق الاستدامة في مهنة التدقيق الداخلي، ومن ثم يتم الاستفادة من تلك الممارسات وتوزيعها على المستوى المحلي والعالمي. وأوضح أن تلك الجائزة تأتي بعد إطلاق جمعية المدققين الداخليين في الإمارات، في وقت سابق 3 جوائز محلية في الممارسات المميزة في مجال الحوكمة، وتقنية المعلومات، ومواجهة احتمالات الاحتيال والفساد الإداري، حيث سيتم الإعلان عن الفائزين بجوائز فئات الاستدامة في شهر مايو المقبل، لافتاً إلى أن تلك الجائزة تأتي ضمن مساعي جمعية المدققين الداخليين لأن يصبح المؤتمر الإقليمي الأول للعقول المبدعة في التدقيق الداخلي، منصة من أجل دعم جهود الدولة في استضافة الحدث العالمي (كوب 28) الذي سيشارك فيه 148 من القادة وكبار المسؤولين العالميين.
وعن استضافة أبوظبي لفعاليات المؤتمر الإقليمي الأول للعقول المبدعة في التدقيق الداخلي، لأول مرة يعقد فيها المؤتمر خارج الولايات المتحدة الأميركية، أجاب علي، بأن استضافة المؤتمر لأول مرة بعد 44 عاماً يعكس أهمية أبوظبي كمركز تحول في قطاع التدقيق الداخلي. وقال: إن المؤتمر يستهدف استعراض أفضل الممارسات في مجال تحقيق الاستدامة، عبر أكثر من 60 متحدثاً ومشاركة خبراء في أكثر من 28 دولة، من أجل القيام بدورنا كمدققين داخليين في التأكد من أن أي معاملة تتم في الشركات التي يتم التدقيق عليها تراعي متطلبات الاستدامة والحفاظ على البيئة، مختتماً بالتأكيد على أهمية أن يقوم المدقق الداخلي بدراسة الشركات التي تتعامل معها الشركات التي يقوم بالتدقيق عليها من أجل تشجيع الشركات على التعامل مع الشركات التي تلبي متطلبات الاستدامة، وتالياً التكامل مع مستهدفات الدولة لتحقيق الحياد الكربوني في عام 2050.