سيد الحجار (أبوظبي)

أكد المرشحون النهائيون لجائزة زايد للاستدامة عن فئة المياه، أهمية الجائزة في دعم جهود التصدي لتحديات الأمن المائي الملحّة، عبر تشجيع الشركات والمنظمات على تقديم ابتكارات رائدة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وحلول متقدمة تتيح إمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب في المجتمعات النامية في جميع أنحاء العالم. 
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تلعب دوراً رائداً في نشر حلول الطاقة النظيفة عالمياً، مشيرين إلى أهمية الجائزة في دعم المبتكرين حول العالم، وتوظيف أحدث التقنيات التكنولوجية في مجالات المياه والصرف الصحي.
وأعلنت جائزة زايد للاستدامة مؤخراً عن المرشحين النهائيين لدورتها لهذا العام، حيث اختارت لجنة تحكيم الجائزة 30 مرشحاً ضمن 6 فئات تشمل الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والعمل المناخي، والمدارس الثانوية العالمية، تمهيداً للإعلان عن الفائزين في حفل توزيع الجوائز في الأول من ديسمبر القادم خلال مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28».
وضمت قائمة المرشحين النهائيين عن فئة المياه كلاً من، «عدادك»، وهي من فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الأردن، و«الماء والحياة» (Eau et Vie)، وهي منظمة غير ربحية في فرنسا، و«ترانسفورم»، وهي منظمة غير ربحية في الدنمارك.
وتأسست جائزة زايد للاستدامة في عام 2008 من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة تخليداً لإرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في مجال العمل الإنساني والاستدامة، ومنذ ذلك الحين، كرمت الجائزة 106 فائزين أثروا بشكل إيجابي في حياة أكثر من 378 مليون شخص حول العالم من خلال تسريع التنمية المستدامة عبر حلولهم المؤثرة والمبتكرة والملهمة.
تسريبات المياه
وطورت شركة «عدادك»، التي أسسها بيان العبداللات ونجوان محمد، نظاماً مزوداً بأجهزة استشعار لاسلكية للكشف عن تسريبات المياه المختلفة في مرحلة مبكرة.
ويكمن نجاح شركة «عدادك»، التي تنتمي لفئة الشركات الصغيرة والمتوسطة ومقرها الأردن، في ابتكار جهاز (AdadkSensorTM) المدمج مع أنظمة استشعار لاسلكية ذكية وتقنيات التعلم الآلية والواقع المعزز، والذي يعمل جنباً إلى جنب مع تطبيق الهاتف المحمول على اكتشاف مواقع تسرب المياه بدقة تصل إلى 95%، وتم نشر هذا الجهاز في المنازل ومخيمات اللاجئين في الأردن وألمانيا وتونس والولايات المتحدة. 
وأشار العبداللات إلى أن هذا النظام يتحدث لغة المياه من خلال تطوير تقنية ذكية تسمح بقراءة وتحليل بيانات أنظمة المياه، وتزويد الأفراد بأداة تسمح لهم باتخاذ إجراءات في الوقت الفعلي، مما يسهم في الاستخدام الفعال للمياه وإنقاذ المؤسسات والمنازل والمجتمعات والكوكب.
تعمل عدادك في خمس دول، وأثرت بشكل إيجابي على حياة أكثر من 200 ألف شخص، وأسهمت تقنيتها الذكية في منع هدر 8 ملايين جالون من المياه، وتفادي إطلاق 90 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وأكد العبداللات أهمية جائزة زايد للاستدامة في دعم المبتكرين لتوظيف أحدث التقنيات التكنولوجية في معالجة تحديات المياه والصرف الصحي.
المياه النظيفة
وتعتمد منظمة «الماء والحياة» الفرنسية نهجاً بسيطاً ومبتكراً تضمن من خلاله الوصول المستدام إلى المياه النظيفة مباشرة من الصنابير الفردية داخل المنازل الكائنة في المناطق الحضرية. 
وتأسست «الماء والحياة» من قبل فيليب دي رو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي، بالتعاون مع شريكه المؤسس فاليري دومان. 
وأوضح دي رو أن التحديات التي تواجهها المجتمعات الحضرية الفقيرة في مدينة مانيلا مثل ندرة المياه وارتفاع تكاليفها القوة الدافعة، شكلت الدافع وراء تأسيس المنظمة التي تركز على إتاحة الوصول إلى المياه والمشاركة المجتمعية.
وأسهمت جهود المنظمة حتى الآن في توفير مياه الشرب النظيفة وتقديم خدمات إضافية لنحو 52 ألف شخص في 28 مجتمعاً في الفلبين وبنغلاديش. 
التقاط الكربون
وتتصدر شركة «ترانسفورم» الدنماركية مجال معالجة مياه الصرف الصحي والرواسب الصلبة من خلال تقنية ترشيح التربة المبتكرة «روتزون» من دون الحاجة لاستخدام الطاقة أو المواد الكيميائية.
تعمل الشركة التي تأسست قبل 30 عاماً على إزالة الملوثات من المياه الملوثة بالنفط والرواسب الصلبة، وخفض استخدام المياه الجوفية الطبيعية بنسبة 50-70%، بالإضافة إلى التقاط انبعاثات الكربون وتوليد الأكسجين النظيف باستخدام أنظمة الأراضي الرطبة المشيّدة.
وقال ميكيل دالسغارد، الرئيس التنفيذي للشركة، أن الطرق التقليدية لمعالجة مياه الصرف الصحي تتضمن عمليات معقدة وعالية الاستهلاك للطاقة، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف، لافتاً إلى أن الشركة نجحت في تطبيق تقنية «روتزون» في العديد من المجالات مما أسهم في تقليل الأثر البيئي وتحقيق وفورات كبيرة في التكاليف.
5213 طلب مشاركة
استقبلت جائزة زايد للاستدامة هذا العام 5213 طلب مشاركة، محققةً بذلك زيادة بنسبة 15% مقارنة بالدورة الماضية.
واستقطبت فئة العمل المناخي وحدها والتي تم استحداثها مؤخراً تزامناً مع عام الاستدامة في دولة الإمارات والاستعدادات لاستضافة مؤتمر (cop28) نحو 3178 مشاركة.
وتضم قائمة المرشحين النهائيين مؤسسات صغيرة ومتوسطة ومنظمات غير ربحية ومدارس ثانوية من البرازيل وإندونيسيا ورواندا و27 دولة أخرى، ما يعكس الانتشار العالمي المتنامي للجائزة وسعيها المستمر لتكريم الابتكارات التي تواجه التحديات العالمية الملحة في مختلف بقاع الأرض.