حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
أكد مشاركون في فعاليات «منتدى الاستثمار العالمي 2023» أن أبوظبي قادرة على تطبيق مفهوم «اقتصاد الصقر» الذي يرمز إلى قصة الصعود الاقتصادي لدولة الإمارات، ويقود رحلة الإمارة إلى المرحلة المقبلة من التنويع الاقتصادي وتعزيز التحوُّل إلى اقتصاد ذكي ومستدام. 
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد» إن قصة الصعود الاقتصادي لدولة الإمارات بدأت منذ قيام اتحاد دولة الإمارات حيث قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بغرس بذور تلك النهضة، وواصلت أبوظبي تطبيق السياسات من أجل تحقيق نهضة مخططة. 
وأشاروا إلى أن أبوظبي تمتلك مقومات عدة ستسهم في أن يقود «اقتصاد الصقر» رحلة التحول إلى اقتصاد ذكي، وتعزيز جهودها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأهمها تحقيق اقتصاد أبوظبي أسرع نمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجسدًا مفهوم «اقتصاد الصقر» الحقيقي. 
وأوضحوا أن محاور اقتصاد الصقر ترتكز على تمكين طموحات الشباب ورواد الأعمال واستقطاب كبرى الشركات بالإضافة إلى توفير البنى التحتية والاستقرار الاقتصادي جنباً إلى جنب مع إيجاد مركز عالمي للمال والأعمال بما يسهم في خلق فرص اقتصادية دائمة لبناء اقتصاد مستدام، منوهين بأن مفهوم «اقتصاد الصقر» يعكس رؤية أبوظبي لبناء اقتصاد مزدهر ومتنوع وضمان مستقبل مشرق للأجيال المقبلة.

نهضة مخططة
ومن جهتها، قالت ميراي ذكي، المدير الإداري، ومدير منطقة الشرق الأوسط في «جلف كابيتال» إن بذور النهضة الاقتصادية وقصة الصعود الاقتصادي لدولة الإمارات تم غرسها منذ قيام اتحاد دولة الإمارات، حيث بدأت بنهضة محلية في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتضمنت إنجازات في مجال البنية التحتية من طرق ومطارات وموانئ وغيرها ثم نهضة مخطط لها كل 10 سنوات شملت توفير نمط وجودة حياة أكثر تميزاً وجذب المواهب والكفاءات، مع تطور الاتصالات والإنترنت والتحول إلى اقتصاد رقمي ثم انتقال الحكومات المحلية إلى مرحلة الحكومات الذكية من أجل الإسراع بخدماتها وجعلها أكثر كفاءة، مؤكدة أن من أهم المقومات التي ستمكن أبوظبي من تطبيق مفهوم «اقتصاد الصقر» توقيع الدولة لعدد من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى جانب عدد من الاتفاقيات الدولية متعددة الأطراف لتسهيل الاستثمار والتبادل التجاري.
وأوضحت ذكي، أن أبوظبي نجحت في وضع رؤى وسياسات محلية ودولية تتسم بالوضوح والشفافية مع منح تسهيلات غير مسبوقة للمستثمرين في قطاعات الاستثمار والتجارة والصناعة، فضلاً عن حرية الاستثمار وإتاحة جميع القطاعات الاستثمارية أمام المستثمرين الأجانب من مختلف الجنسيات. 
وأشارت إلى أن دولة الإمارات في الوقت الحالي تتصدر مؤشرات تنافسية عدة ما يؤكد نجاحها في تحقيق نمو اقتصادي جيد، ويجب أن يكون هذا النمو صحياً ومستداماً وليس لمجرد الإسراع في تحقيق نمو، لافتة إلى أنه فيما يخص الاستدامة فقد تعهدت دولة الإمارات بتخصيص استثمارات وطنية تصل إلى أكثر من 54 مليار دولار (200 مليار درهم) لمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاثة (3) أضعاف خلال السنوات السبع (7) المقبلة، وهذا رقم ضخم يثبت تركيز الدولة على الاستدامة في مختلف القطاعات، مع تمكن الدولة من إنتاج نسبة تصل إلى 70% من مصادر الطاقة النظيفة يظهر أن النمو الحادث هو نمو مستدام وهذا ما تريد الدولة أن تراه.

تحول كبير
بدوره قال آلان هوارد، مؤسس شركة بريفان هوارد، إن ما تشهده أبوظبي اليوم يعد تحولًا كبيرًا يدعم نمو وتنويع «اقتصاد الصقر»، خصوصاً مع اختيار العديد من الشركات الرائدة والمؤثرة على الساحة العالمية لأبوظبي كمقر لأعمالها، مؤكداً أن «اقتصاد الصقر» لدولة الإمارات برز على الساحة العالمية كأحد أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى المنطقة، خصوصاً وأن أبوظبي تخطو بثقة نحو ترسيخ مكانتها كـ «عاصمة رأس المال»، وتستمر في الإسهام بشكل رئيس وفاعل في نمو أسواق رأس المال العالمية. 
وأشار هوارد، إلى أن أبوظبي تتميز بتوفيرها لبيئة أعمال متكاملة تدعم أنشطة القطاع المصرفي والتكنولوجيا المالية وإدارة الاستثمار خاصة للشركات المنضمة لسوق أبوظبي العالمي باعتباره مركزاً مالياً رائداً يوفر إمكانات لا مثيل لها، تسهم في تعزيز جهود حكومة أبوظبي لبناء وتطوير المستقبل، لافتاً إلى أن شركة بريفان هوارد تدير أصولًا تتجاوز 30 مليار دولار نيابة عن العديد من المؤسسات حول العالم.

قوة مالية
وبدوره أفاد الدكتور محمد شاكر، الخبير المالي، بأن أبوظبي، واصلت اجتذاب كبرى الشركات العالمية والإقليمية، ما يؤكد مكانة أبوظبي كقوة مالية رائدة، تماشياً مع نموذج «اقتصاد الصقر». 
وقال إن «اقتصاد الصقر» يقود في الوقت الحالي رحلة تحول إمارة أبوظبي إلى اقتصاد ذكي، وتعزيز جهودها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد شاكر أن اقتصاد أبوظبي يحقق أسرع معدلات النمو على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليجسد مفهوم «اقتصاد الصقر» الحقيقي الذي يعكس رؤية أبوظبي لبناء اقتصاد مزدهر ومتنوع وضمان مستقبل الأجيال المقبلة. وأوضح أن محاور اقتصاد الصقر ترتكز على تمكين طموحات الشباب ورواد الأعمال واستقطاب كبرى الشركات بالإضافة إلى توفير البنى التحتية والاستقرار الاقتصادي مع إيجاد مركز عالمي للمال والأعمال بما يسهم في خلق فرص اقتصادية دائمة لبناء اقتصاد مستدام، لافتاً إلى أن نموذج «اقتصاد الصقر» يمتاز بتسارع النمو والتنوع والانفتاح الاقتصادي عبر رؤية استراتيجية تضع التنمية البشرية في صدارة أولوياتها.

أحمد الزعابي: آفاق جديدة من التنمية المستدامة
صرح معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، بأن أبوظبي نجحت في تأسيس بيئة اقتصادية داعمة، وإنجاز بنية تحتية واتصالات بمستويات عالمية، وتتميز برؤية ومنهج لريادة الأعمال لتوفير فرص النمو للمستثمرين، وقد ظهرت ثقة مجتمع الاستثمار العالمي في متانة الأسس الاقتصادية لدولة الإمارات، والنظرة الإيجابية لمستقبلها، عبر قيام مستثمرين من أكثر من 170 دولة حول العالم باختيار دولة الإمارات للاستثمار فيها من أجل تحقيق النمو والتوسع والازدهار، مؤكداً مواصلة البناء على الأسس المتينة لـ«اقتصاد الصقر» لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمساهمة في صياغة مستقبل أفضل للبشرية عبر استثمار 160 مليار دولار (589 مليار درهم) إضافية خلال العقود الثلاثة المقبلة، وصولاً إلى تحقيق الحياد المناخي.
ويرى الزعابي، أن استمرار الأداء القوي لاقتصاد أبوظبي في ظل التحديات المتزايدة في المشهد الاقتصادي العالمي يؤكد نجاح استراتيجية التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الإمارة وقدرتها على التكيف مع التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية، معتبراً أن نجاح الاستراتيجيات الشاملة والسياسات الحكيمة والإجراءات المتخذة للتعامل مع الدورات الاقتصادية والمنظومة المحفزة للأعمال عوامل تنعكس على تعزيز مكانة الإمارة بوصفها قوة اقتصادية مؤثرة ووجهة مفضلة للمواهب والأعمال الاستثمارات، وتجديد للالتزام بتحقيق أهداف «اقتصاد الصقر» للوصول إلى آفاق جديدة من التنمية المستدامة.