شريف عادل (واشنطن)

أنهت مؤشرات الأسهم الرئيسة تعاملات الجمعة في المنطقة الحمراء، مسجلة أسوأ أداء أسبوعي لها منذ شهر مارس.
وبعد بداية قوية، قفزت بالمؤشرات أكثر من واحد بالمائة، نفد وقود الانتعاشة، لينهي مؤشر داو جونز الصناعي تعاملاته، متراجعاً بأكثر من مائة نقطة، مثلت ما يقرب من ثلث النقطة المئوية من قيمته عن بداية التعاملات. وخسر مؤشر «إس أند بي 500» ما يقرب من ‫ربع النقطة المئوية، بينما أنهى مؤشر ناسداك تعاملاته متراجعاً بنسبة 0.09%.
ومثلت تراجعات يوم الجمعة اليوم الرابع على التوالي من الخسائر للمؤشرات الرئيسية الثلاثة. وجاءت سلسلة الخسائر المتتالية مع رد فعل المستثمرين على إشارة من بنك الاحتياط الفيدرالي بأنه يعتزم إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كانت تتوقع الأسواق.
‏ويوم الأربعاء ثبت مجلس الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة الرئيسية عنده مستواها، لكنه ألمح إلى احتمالية رفع 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية المقرر عقده في نوفمبر القادم. أيضاً أشار جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي، إلى ترجيح عدم خفض الفائدة قبل النصف الثاني من عام 2024، وإلى إمكانية أن يتم الخفض مرة واحدة فقط خلال العام المقبل.
‏وعلى نحو متصل، اتفق اثنان من صناع السياسة النقدية السابقين في بنك الاحتياط الفيدرالي على أنه من غير المرجح أن يحقق البنك المركزي الأميركي هبوطاً آمناً للاقتصاد، فيما يختلفان حول ما يجب أن يفعله بعد ذلك.
وقال نائب رئيس البنك الفيدرالي السابق دونالد كوهن، خلال حديثه إلى معهد أميركان إنتربرايز، الخميس، في ندوة عبر تقنية ڤيديو كونفرانس، إن البنك المركزي ربما يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر. 
وعلى الجانب الآخر، حذر محافظ البنك الفيدرالي السابق كيفن وارش من القيام بذلك، قائلاً إن أسعار الفائدة قد وصلت إلى ذروتها. 
وقال كوهن، وهو الآن زميل بارز في معهد بروكينغز، إنه لا يعول كثيراً على البنك الفيدرالي لتحقيق مثل هذا «الهبوط الآمن المثالي». وذكر أنهم سيحتاجون إلى خفض الطلب بشكل أكبر مما تم تخفيضه حتى الآن، وإدخال بعض الركود في سوق العمل.
وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد كوهن أن هناك احتمالاً معقولاً لحدوث تباطؤ اقتصادي معتدل نسبياً.
وذكر وارش أن احتمالية الهبوط الناعم أصبحت الآن أقل، مقارنةً بما كانت عليه قبل ستة أسابيع، بسبب قوة الدولار وارتفاع أسعار الطاقة وزيادة أسعار الفائدة طويلة الأجل. وأعرب عن مخاوفه بشأن هذه العوامل، مشيراً إلى أنها لا تساعد على تحقيق الهبوط الناعم. كما رأى وارش أن رفع أسعار الفائدة ليس حتمياً، ومع ذلك، فهو يتوقع زيادة كبيرة في العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، مع تزايد مخاوف المستثمرين بشأن العجز الكبير في الميزانية الأميركية واحتمالات ارتفاع التضخم، كما العديد من التقلبات الأخرى في المستقبل.
وأكد الفيدرالي السابق أن بعض من أكبر المشترين لسندات الخزانة في السنوات الأخيرة قد بدأوا في الانسحاب، بما في ذلك البنك الفيدرالي.
شركات التكنولوجيا 
انخفض مؤشر «إس أند بي 500» ومؤشر ناسداك، المثقل بأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، بنسبة 2.9% و3.6% هذا الأسبوع على التوالي. ويُعد هذا الأسبوع السلبي الثالث على التوالي وأسوأ أداء أسبوعي منذ مارس لكل منهما. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 1.9% خلال الأسبوع.