يوسف العربي (أبوظبي)
قال أندرو جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة انسبشن «Inception»، التابعة لمجموعة «G42»، إن الإمارات تتخذ خطوات ثابتة لتحقيق هدفها نحو الريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2031، وتسعى لتسريع تحقيق هذا الهدف بتنفيذ الاستراتيجيات والاستثمارات الضخمة في هذا المجال.
وقال جاكسون، في حوار مع «الاتحاد»، بمناسبة إطلاق الإصدار مفتوح المصدر من النموذج اللغوي الكبير «جيس» الأعلى جودة على مستوى العالم، إن الإمارات أثبتت باستمرار امتلاكها للمنظومة الشاملة واللازمة لإنشاء التقنيات المبتكرة والرائدة، حيث تمتاز الدولة بكونها المكان المناسب لإقامة الشراكات الاستراتيجية والتعاونية متعددة الجوانب وفي مختلف الأوساط الأكاديمية والبحثية والتجارية، مما يُمهد الطريق لظهور تقنيات جديدة ومتقدمة مثل نموذج «جيس» اللغوي.
وأكد أن «جيس» على الرغم من أنه لا يزال في مرحلته التجريبية، إلا أنه وضع معياراً دولياً جديداً، ويعتبر نموذج اللغة الذي تم إنشاؤه هنا في دولة الإمارات برهاناً يوضح أنّ الدولة أصبحت اليوم مركزاً لتصدير التقنيات المتطورة، كما يلقي الضوء على الإمكانات الإيجابية والوفيرة التي يمكننا الوصول إليها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
مركز الابتكار
ولفت إلى أن الإمارات أدركت القوة الكامنة في تسخير إمكانات التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والطرق التي يمكن أن تسهم من خلالها في تحسين الحياة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، ولهذا السبب قامت الدولة بوضع خطة للعمل على بناء منظومة تقنية شاملة وحيوية ذات بنية تحتية متينة ومدعمة بقدرات الذكاء الاصطناعي تمنح الشركات ميزة تنافسية من خلال تواجدها بالبلاد.
وقال جاكسون: جلبت الإمارات قدرات بحثية رائدة عالمياً وأنشأت شراكات قوية في المجال، وتدعم اليوم باستمرار إنشاء تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة، والتي يمكنها بالفعل دفع عجلة التحول التقني في مختلف القطاعات. ويوفر كل ذلك بيئة جذابة وملهمة لنشاط المبادرات الرائدة.
خصائص رئيسة
ويُعتبر «جيس» نموذجاً لغوياً كبيراً ومتطوراً ثنائي اللغة ومفتوح المصدر عربي-إنجليزي، أطلقه مركز Inception التابع لمجموعة G42 بالشراكة مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وشركة «سيريبراس سيستمز»، وما يميزه أنه على الرغم من تلقيه تدريباً أقل على بيانات اللغة ورموز لغوية أقل مقارنة بالنماذج الأخرى، إلا أنه يحقق أفضل أداء في العالم لنموذج عربي مفتوح المصدر، ويستطيع منافسة النماذج اللغوية الإنجليزية المفتوحة الرائدة عالمياً.
وأكد جاكسون: أن نموذج «جيس» يحتوي على 13 مليار مؤشر، ويتم تدريبه على 116B من الرموز العربية و279B من رموز البيانات الإنجليزية.
وحول التصنيف العالمي للنموذج اللغوي، قال: إنه نظراً لأنه تم إصدار نموذج اللغة الكبير باللغة العربية منذ ثلاثة أسابيع تقريباً، فنحن على أتم ثقة بأنه سيتم تصنيف نموذج «جيس» اللغوي في قمة قوائم النماذج اللغوية الدولية المتصدرة مثل النماذج اللغوية المفتوحة من شركة Hugging Face في المستقبل القريب جداً.
المجتمعات العربية
وفي ما يتعلق بالطرق التي يخدم بها نموذج «جيس» اللغوي المجتمعات المحلية بشكل خاص، قال: سيسخر نموذج «جيس»، وجاء تسميته تيمناً بأعلى قمة في دولة الإمارات، مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي للمجتمع العربي الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 400 مليون نسمة.
وتوقع أن يلعب «جيس» دوراً مهماً في تشجيع المجتمعات المختلفة التي لم تكن تستخدم مسبقاً النماذج اللغوية التقليدية القائمة على لغة غير الإنجليزية للحصول على معلوماتها اللغوية، القيام بذلك الآن وخاصة في المجتمع العلمي، موضحاً أن «جيس» يعتبر مثالاً على شمولية تقنيات الذكاء الاصطناعي، واحتفاءً باللغة العربية الغنية التي يتم التحدث بها بشكل رسمي في 25 دولة.
وأكد جاكسون، أن الشركة تعمل على تحديث «جيس» باستمرار وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها، كما تخطط لتوسيع مجموعات البيانات العربية وطرق جمع المحتوى العربي، وستركز خططها المستقبلية على تكييف نموج «جيس» محلياً وتبنيه من قبل الشركات الإقليمية والحكومية لإشراك الناس عبر لغتهم الأم، مع منح الأولوية للتعرف على طرق استخدامه في القطاعات الرئيسية الحكومية والمالية والطاقة والرعاية الصحية.
تسريع التطور
وقال جاكسون: سنتمكن من خلال جعل «جيس» مفتوح المصدر من تسريع عملية تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي الشاملة والقائمة على اللغة العربية، وستساعد هذه الطبيعة الشفافة في تنمية نموذج «جيس» بشكل أكبر عبر تعزيز التدقيق، ونشجع من خلال المنصة مفتوحة المصدر المزيد من المطورين البرمجيين على المشاركة في تطوير «جيس»، مما سيعزز بدوره الدقة الشاملة وتحسينه بشكل عام
وأضاف: يسهم هذا القرار بتسريع وتيرة التطوير وتعزيز بناء منظومة أكثر مرونة للذكاء الاصطناعي.
تعاون مثمر
أكد أندرو جاكسون أن التعاون بين Inception وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة «سيريبراس سيستمز» أدى إلى إطلاق نموذج «جيس» اللغوي، حيث كان مركز Inception مسؤولاً عن إنشاء مجموعات البيانات العربية والإشراف على تدريب نموذج «جيس»، بينما لعبت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً في تدريب النموذج وتقييمه واختباره.