يوسف البستنجي (أبوظبي)
نجحت مجموعة «أغذية»، خلال الربع الثاني في الحفاظ على قوة ميزانيتها العمومية، في الوقت الذي تمكنت فيه المجموعة من الحفاظ على مستويات سيولة كبيرة، حيث سجل الرصيد النقدي نحو 579 مليون درهم بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، بحسب آلان سميث الرئيس التنفيذي لمجموعة «أغذية».
وقال سميث في حواره مع «الاتحاد»: إن مجموعة «أغذية» حافظت على نهجها القائم على تعزيز نموها ودعم أعمالها بشكل ذكي ومستدام، مؤكداً أن المجموعة تستهدف أن تصبح مجموعة قيادية في مجال الأغذية والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان وخارجها، بحلول 2025 وأن تتمكن كذلك من تحقيق أداء مالي مستقر، وتقديم عائد متميز للمساهمين. وأضاف الرئيس التنفيذي: «خلال الربع الثاني، تمكنت المجموعة من المحافظة على الربح، والاحتفاظ بحصتها في السوق، وذلك على الرغم من البيئة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع بوجه عام، والمستهلكون في عدد من أسواق المنطقة، كنتيجة لارتفاع معدلات التضخم، وزيادة تكلفة إنتاج المنتجات والسلع، ورغم قيام العديد من الشركات بتمرير هذه التكلفة المرتفعة إلى المستهلكين، حافظت المجموعة على اتزان علاقتها مع المستهلكين قدر المستطاع».  وأكد سميث أن صافي دين المجموعة إلى نسبة الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين شهد تراجعاً ملحوظاً بلغت نسبته 21% ليسجل 1.9 مرة، بعد أن كان 2.3 مرة في الربع الرابع من عام 2022. 
الفرص الاستثمارية 
لفت إلى أن الشركة تركز عادة على الأسواق ذات القواعد السكانية الكبيرة وتهتم باتجاهات الاستهلاك المتزايدة، مؤكداً أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعد منطقة واعدة تطرح العديد من المبادرات وتجذب الاستثمارات النوعية بطبيعتها، فضلاً عن اتساع قاعدة الاستهلاك فيها، وبالتالي يعد الاستحواذ على الشركات في إطارها مثالياً بالنسبة لنا.
وأضاف: «تعد المملكة العربية السعودية سوقاً مثيراً للاهتمام، حيث يمثل ما يقرب من نصف السكان والناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي، وهو سوق نعمل فيه ونخدمه بالفعل عبر ثلاثة من قطاعاتنا (الوجبات الخفيفة والبروتين والمياه)، وسيمثل أهمية تجارية بالنسبة لنا، حيث سنعمل على توسيع وزيادة قدرتنا هناك، كما أن تركيا تعد سوقاً مثيراً للاهتمام من منظور التصدير، إلى جانب قدرتها التصنيعية القوية وموقعها الجغرافي الذي يربط بين أوروبا والشرق الأوسط ومكانتها الاقتصادية المهمة، مما يعني أن الاستثمار هناك يجنب التذبذب في الأرباح المتوقعة، وفي هذا السياق أشير أيضاً إلى صندوق رأس المال الاستثماري للشركات CVC التابع لمجموعة أغذية، الذي تم الإعلان عنه في يوليو الماضي، حيث يركز بشكل أساسي على فرص الاستثمار العالمية المشتركة في المراحل المبكرة ومراحل النمو، بصفة عامة.

الأمن الغذائي 
وقال سميث: إن الأمن الغذائي يعد عاملاً أساسياً في تحقيق النمو الاقتصادي للدولة بشكل عام، ونكرس جهودنا في مجموعة أغذية لكل ما يخدم الرؤية الاستراتيجية للدولة من حيث دراسة السوق بشكل مستمر، وتأمين توفير السلع الأساسية والمواد الخام من مختلف مواقع توزيع وتخزين المواد الغذائية بالدولة، بالإضافة إلى توسيع أسطول التسليم المنزلي لدى المجموعة، وإدخال التطبيق الذكي لتسهيل الطلبات الإلكترونية للمواد الغذائية، مما يخدم كافة شرائح المجتمع ويتماشى مع استراتيجية الدولة فيما يتعلق بالأمن الغذائي.
وتحظى شركات التصنيع المحلية، بما فيها مجموعة «أغذية»، باهتمام من حكومة دولة الإمارات، انطلاقاً من أهمية الأمن الغذائي كأولوية قصوى على جدول أعمالها، ولهذا نجحت الشركات الإماراتية في التعافي سريعاً من تداعيات الجائحة، كما يتضح ذلك من خلال النمو المتحقق في العامين الماضيين. ونحن محظوظون بهذا الأمر. والسوق الإماراتي هو أولوية بالنسبة لنا، خاصة أن آفاق النمو في دولة الإمارات العربية المتحدة قوية، ويتمتع المستهلكون فيها بأنماط استهلاك وإنفاق صحية، بما يتماشى مع توجهات استثماراتنا وأعمالنا. 
أولويات استراتيجية 
وأكد أن التكنولوجيا تأتي ضمن أولويات استراتيجية النمو للشركة بصفة خاصة، مبيناً أن الابتكارات مثل إنترنت الأشياء (IoT)، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي (AI) تساعد على إعادة تشكيل صناعة الأغذية الزراعية، مما يجعلها لا تقتصر على كونها أكثر كفاءة فحسب، ولكن أيضاً أكثر استدامة. ويمس هذا التحول كل شيء - بدءاً من كيفية التصنيع وحتى كيفية توزيع منتجاتنا، كما أنه يمنحنا رؤى هامة حول اتجاهات المستهلكين.
وحول مبادئ الاستدامة، أوضح أنها جزء لا يتجزأ من خطة أعمال الشركة، كما أنها أحد أهداف النمو، وهي أيضاً تتماشى مع رؤية حكومة دولة الإمارات، التي توشك على استضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، مؤكداً أن الشركة قدّمت مبادرات مستدامة مثل عبوات مياه العين القابلة لإعادة التدوير بنسبة 100%.
وقال سميث: إن مجموعة أغذية تحرص على تنويع مصادر وارداتها من الخارج، حيث إن لدينا العديد من الخيارات البديلة لكل ما نستورده، وهذا الأمر هو جانب أساسي من استراتيجيتنا التجارية، فقد حرصنا على تنويع سلسلة التوريد الخاصة بنا على مدار السنوات الماضية، وما أود التأكيد عليه، هو أن شبكة التوريد في مجموعة أغذية متوازنة بشكل عام، فضلاً عن وجود مخزون كبير عندنا، ولدينا فريق لإدارة المخاطر مخصص لمراقبة سلاسل التوريد وما يرتبط بها من ظروف اقتصادية وجيوسياسية، حتى لا نصل إلى لحظة انخفاض منسوب المنتجات أو خلل في سلسلة التوريد. نحن نتابع عن كثب، وبشكل يومي هذه الأمور، كي لا تتفاقم أي مشكلة تطرأ عليها. لدى المجموعة تغطية كافية من الإمدادات، كما أن لديها المرونة للتعامل مع الظروف، إذا توقعنا المزيد من الارتفاع في الأسعار مستقبلاً.

السوق السعودي 
وأوضح سميث: بخصوص أعمال مجموعة أغذية في السوق السعودي، فإن عملية بناء منشأة البروتين الجديدة التابعة للمجموعة في المملكة العربية السعودية قد استمرت بوتيرة سريعة خلال النصف الأول من 2023. ووفقاً لخططنا الموضوعة، سيكون مصنع البروتين الذي نؤسسه هناك جاهزاً في الربع الأول من العام القادم، بتكلفة إجمالية تبلغ 84 مليون درهم، وسيوفر طاقة إنتاج محلية بمجرد بدء التشغيل خلال الربع الأول من عام 2024، مما سيساعد مجموعة أغذية على تقديم منتجات محلياً بأسعار اقتصادية مناسبة نسبياً. كما سيعزز المصنع من وجودنا في السوق السعودي إلى جانب مصنعنا للمياه القائم حالياً هناك. كما عملنا على استغلال المرافق التابعة لنا مثل أبو سمرة وفرع مجموعة أغذية في المملكة العربية السعودية لعمليات القهوة والمكسرات في أبو عوف، وذلك لتقليل الضغط التشغيلي على منشأة قهوة أبو عوف في مصر.