مصطفى عبد العظيم (دبي)

رسم مسؤولون وخبراء آفاقاً واعدة للعلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول القارة الأفريقية، متوقعين تسارع وتيرة نمو التبادل التجاري مع القارة السمراء الذي لامس بنهاية العام الماضي حاجز إلى 300 مليار درهم، بنسبة 30% خلال الفترة المقبلة.
وأرجع هؤلاء خلال مؤتمر صحفي في دبي أمس للإعلان عن الدورة المقبلة من المعرض الأفريقي للتجارة البينية، (IATF2023) الذي سيقام في القاهرة خلال الفترة من 9 إلى 15 نوفمبر المقبل، النمو الكبير في الحركة التجارية والاستثمارية بين الإمارات وبلدان القارة الأفريقية إلى الفرص الكبيرة التي تزخر بها القارة والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها دولة الإمارات للشركات الأفريقية التي تتخذ منها نقطة انطلاق للأسواق العالمية.
وأكد هؤلاء خلال المؤتمر بحضور حميد محمد بن سالم، الأمين العام لاتحاد غرف الإمارات، و كانايو أواني، نائبة الرئيس التنفيذي لبنك التجارة البينية الأفريقية، Afreximbank، وخالد آل علي، المدير الإقليمي - الشرق الأوسط وأفريقيا، غرفة دبي العالمية، ووليد حارب الفلاحي، الرئيس التنفيذي لمركز الإمارات التجاري، اهتمام دولة الإمارات والشركات الإماراتية بتعزيز علاقاتها مع بلدان القارة الأفريقية وتطوير التعاون المشترك في القطاعات التجارية والاستثمارية حيث تعد الإمارات الأولى عربيا في حجم الاستثمارات في قارة أفريقيا.
وقال حميد بن سالم أن دولة الإمارات تحرص على دعم جهود التنمية والتطور في دول القارة الأفريقية، مشيراً إلى أنه في إطار التوجه الإماراتي في وقت الحاضر في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بصورة سريعة مع البلدان الأفريقية، يتوقع أن يرتفع حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات وأفريقيا بنسبة تبلغ 30% في السنوات القليلة المقبلة. 
وأوضح أنه وفي إطار تعزيز التعاون التجاري قام أكثر من 30 بعثة تجارية إماراتية بزيارة أفريقيا من عام 2022 لغاية أغسطس 2023، فضلاً عن تنظيم أكثر من 150 فعالية مشتركة مع قارة أفريقيا في دولة الإمارات وأفريقيا من مؤتمرات ومنتديات أعمال ولقاءات ثنائية تخص قطاع الأعمال.
وأضاف أن هناك العشرات من الشركات الإماراتية وأهمها شركة مصدر وموانئ دبي العالمية، التي تعمل في قارة أفريقيا بعدة قطاعات أهمها الطاقة والطاقة المتجددة، الزراعة، النقل والخدمات اللوجستية، في حين يوجد أكثر من 45 ألف شركة أفريقية تعمل في دولة الإمارات .
وأكد أنه نظراً إلى تمتع دولة الإمارات بقدرات استثمارية وبموقع استراتيجي، فإنها يمكن أن تشكل ممراً لتجارة الترانزيت للصادرات والواردات الأفريقية من مختلف بلدان العالم وإليها، خاصة للقارة الآسيوية، حيث يمكن للجانبين بناء شراكة قوية في العديد من المجالات.
من جانبها قالت كانايو أواني، أن المعرض الأفريقي للتجارة البينية يشكل مبادرة رئيسية لدعم منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، ومنصة مهمة للتعريف بقدرات القارة الأفريقية في مجال التجارة والاستثمار، داعية القطاع الخاص الإماراتي للمشاركة في المعرض للتعرف على الفرص التي تزخر بها القارة.
واستعرضت أواني المبادرات والبرامج الرئيسية التي يقدمها بنك الصادرات والواردات الأفريقي Afreximbank لتسهيل التجارة والاستثمار، مؤكدة أن القارة الأفريقية مؤهلة من خلال اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية لتحول مهم في التجارة وإعادة تشكيل الأسواق في جميع أنحاء المنطقة وتعزيز الإنتاج في قطاعي التصنيع والخدمات. وسوف يحدث تحولا جذريا في البنية الاقتصادية لأفريقيا ويقلل من اعتماد أفريقيا على تصدير المواد الخام. 
بدوره قال خالد العلي أن قارة أفريقيا لا تشكل فقط المستقبل بالنسبة للعالم بل هي الحاضر الذي يزخر بالفرص العديدة، مشيراً إلى قيام غرف دبي منذ عدة سنوات بافتتاح مكاتب تمثيلية لها في دول القارة مع خطط لمواصلة التوسع في إضافة مكاتب أخرى لتعزيز توجه الشركات الإماراتية إلى الأسواق الأفريقية. 
واستعرض وليد حارب الفلاحي، الفرص المتاحة في أفريقيا وكيف يعمل مركز الإمارات التجاري كميسر للشركات الإماراتية التي تسعى إلى القيام بأعمال تجارية في أفريقيا، مؤكدا أهمية الأسواق الأفريقية وتمتعها بإمكانات كبيرة لنمو الأعمال بها، معتبراً أن المعرض الأفريقي سيشكل فرصة سانحة للشركات الإماراتية لمعرفة القطاعات والفرص المتاحة في هذه الأسواق.
ويعتبر المعرض الأفريقي للتجارة البينية ، أكبر معرض تجاري واستثماري في أفريقيا، ومنصة رئيسية للمستوردين والمصدرين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من سوق واحدة تضم 1.4 مليار شخص أنشأتها منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية مع ناتج محلي إجمالي يزيد عن 3.5 تريليون دولار أميركي.