رشا طبيلة (أبوظبي)
أشادت منظمات دولية بالنتائج الإيجابية التي سجلها قطاع السياحة والسفر في دولة الإمارات، خلال السنوات الثلاث الماضية، ما جعلها محط أنظار العالم في قدرتها علي زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، ونجاح الدولة في جعل قطاع السياحة والسفر أحد أهم القطاعات الحوية التي تعزز مسيرة التنويع الاقتصادي.
وأفادت المنظمات الدولية العاملة بقطاع السياحة والسفر بأن دولة الإمارات، نجحت في تحقيق التعافي الكامل من تداعيات «الجائحة» باستقطاب السياح من مختلف دول العالم في وقت قياسي، فيما برز دور الدولة على الصعيد العالمي من خلال عضويتها في منظمات دولية متخصصة بالسياحة والطيران، الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانة الدولة السياحية على المستوى العالمي.
ومن أبرز ما تحققه الإمارات في مجال دورها العالمي وشراكاتها مع منظمات عالمية، تم اختيارها مؤخراً ممثلة بوزير الاقتصاد معالي عبدالله بن طوق المري، لمنصب نائب رئيس الجمعية العامة بمنظمة السياحة العالمية، عن منطقة الشرق الأوسط، خلال الدورة الـ 25 لاجتماع الجمعية العامة للمنظمة المزمع عقده في مدينة سمرقند بأوزبكستان خلال شهر أكتوبر المقبل.
ومن ناحية أخرى، تأتي أهمية شراكة الإمارات مع منظمة الطيران المدني الدولي «الإيكاو» والتي تسهم بشكل فاعل في تطوير قطاع الطيران عالمياً، والاستثمار في نماذج عمل جديدة لتعزيز جاهزية صناعة الطيران للمستقبل، حيث أعلنت الإمارات مؤخراً عن إطلاق برنامج سفراء المسرعات العالمية، الذي يهدف إلى تمكين قيادات المنظمة بأدوات ومنهجية المسرعات لدعم رؤية «إيكاو» التحويلية.
ومن الجدير بالذكر أن الإمارات عضو مهم في منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» منذ سنوات، حيث حققت الإمارات، متمثلة بالهيئة العامة للطيران المدني، فوزاً مستحقاً بإعادة انتخابها لعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي للمرة السادسة على التوالي في التصويت الذي تم في أكتوبر من العام الماضي، خلال اجتماعات الدورة الحادية والأربعين للجمعية العمومية للمنظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» التي عُقدت مونتريال بكندا.
وأثمرت جهود دولة الإمارات في قطاع الطيران المدني الدولي بالتأكيد مجدداً على الدور الرائد والمكانة المرموقة التي تتمتع بها الدولة على المستوى الدولي.
ومن ناحية الأرقام والبيانات، حقق القطاع السياحي لدولة الإمارات نتائج ومؤشرات نمو إيجابية وفقاً لبيانات مجلس السياحة والسفر العالمي، إذ ارتفعت مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني بنسبة 60.2% خلال عام 2022 لتصل إلى قرابة 167 مليار درهم، أي ما يقارب من 9% من إجمالي الناتج المحلي بالدولة. ومن المتوقع أن تصل مساهمته بنهاية عام 2023 بنحو 180.6 مليار درهم بنمو 8.3% عن عام 2022، ووصل إنفاق الزوار الدوليين في الدولة خلال عام 2022 إلى 117.6 مليار درهم، بنسبة زيادة 65.3% عن عام 2021، في حين قفز إنفاق السياحة المحلية ليصل إلى 46.9 مليار درهم في عام 2022، بنسبة نمو 35.7% مقارنة بعام 2021، كما وصل عدد المسافرين عبر مطارات الدولة إلى 31.8 مليون مسافر، خلال الربع الأول من العام الجاري، بنسبة نمو 56.3% مقارنةً بـ 20.3 مليون مسافر خلال الربع الأول من عام 2022، وبزيادة تعادل أكثر من 11.48 مليون مسافر.
وكانت فرجينيا ميسينا، نائب الرئيس الأول للاتصالات في المجلس العالمي للسفر والسياحة، أكدت أن القطاع السياحي في دولة الإمارات يتمتع بآفاق واعدة للنمو والازدهار، تعكسها مؤشرات الأداء القوية التي يسجلها منذ سنوات طويلة، ومرونته الفائقة في تجاوز آثار جائحة «كوفيد - 19» والعودة السريعة إلى مسار التعافي؛ بفضل الجهود الاستثنائية والسياسية المبتكرة التي اتبعتها حكومة دولة الإمارات في الاستجابة لـ«الجائحة».
وأظهر تقرير حديث لمجلس السفر والسياحة العالمي حول توجهات السياح لاختيار وجهاتهم السياحية، أن الإمارات والمملكة العربية والسعودية وقطر أكثر الوجهات في المنطقة تم البحث عنها والتخطيط لزيارتها خلال عام 2023، اعتماداً على توجهات البحث عن الوجهة في موقعي «تريب دوت كوم» للفنادق وسكاي سكانر للرحلات الجوية.
ووفقاً لمنظمة السياحة العالمية، حلت دولة الإمارات ضمن قائمة محدودة من الوجهات السياحية حول العالم التي نجحت في تحقيق التعافي السياحي الكامل خلال عام 2022، من تداعيات جائحة «كوفيد - 19» على صناعة السياحة، وتجاوز أرقام السياح المسجلة في عام 2019، وفقاً لمنظمة السياحة العالمية.
وأظهرت بيانات المنظمة التابعة للأمم المتحدة في أحدث إصدار لها عن أداء السياحة العالمية للربع الأول من 2023 تحديث بيانات 2022، نمواً قوياً على صعيد أعداد السياح الدوليين خلال الربع الأول من العام الجاري، وتسارعاً لافتاً في وتيرة التعافي من تداعيات جائحة «كوفيد-19» على صناعة السياحة العالمية.