شريف عادل (واشنطن)

بعد ثمانية أسابيع من الارتفاعات، عادت مخاوف المستثمرين من بقاء معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترات مطولة لتطل من جديد على أسواق الأسهم العالمية، لتنهي أغلب مؤشراتها الرئيسية الأسبوع في المنطقة الحمراء.
 بينما احتفظ المستثمرون بأمل أن تكون التراجعات الأخيرة مجرد عمليات جني أرباح، بعض فترة ليست قصيرة من الارتفاع الذي فاق التوقعات، وخاصة لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.
وخلال تعاملات آخر أيام أسبوع، شهد ترجيح مسؤولي بنوك مركزية كبرى مزيداً من رفع الفائدة هذا العام، خسر مؤشر داو جونز 0.65% من قيمته، وتراجع مؤشر إس آند بي 500 بأكثر من ثلاثة أرباع النقطة المئوية، بينما كانت الخسارة في مؤشر ناسداك قريبة من واحد بالمائة، فيما حقق ناسداك أول تراجع أسبوعي له في تسعة أسابيع، كونه الأكثر تأثراً بتغيرات الفائدة.
وعلى مدار يومي الأربعاء والخميس، قدم رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي جيروم باول شهادته نصف السنوية عن الاقتصاد الأميركي والسياسة النقدية، أمام لجنة خاصة من أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين، وألمح فيها إلى احتياج البنك لرفع الفائدة مرتين هذا العام، بإجمالي قيمة نصف نقطة مئوية، للعودة بالتضخم الأميركي إلى مستواه المستهدف عند اثنين بالمائة، قبل نهاية العام.
وكان بنك إنجلترا (المركزي) قد فاجأ الأسواق يوم الخميس برفع الفائدة نصف نقطة مئوية، مؤكداً ظهور بيانات تؤكد استمرار التضخم المرتفع في البلاد. ووصل معدل الفائدة الأساسي على الجنيه الإسترليني حالياً إلى 56%، هو الأعلى منذ عام 2008، الذي شهد أعلى تفاعلات الأزمة المالية العالمية، والتي كانت للأسواق البريطانية فيها حصة ليست صغيرة.
وفي أوروبا، تراجع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.3% يوم الجمعة، ليصل بخسارته الأسبوعية إلى 2.9%، هي الأكبر فيما يقرب من مائة يوم. وبخلاف تزايد التوقعات بمزيد من رفع الفائدة في منطقة اليورو خلال الأشهر القادمة، ضغطت البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخراً على أسهم المنطقة، بعد إبرازها تعثر نمو أنشطة الشركات، كما زيادة التباطؤ في قطاع الصناعات التحويلية. وعلى نحو متصل، واصلت بيتكوين يوم الجمعة ارتفاعاتها، متجاوزة سعر 31 ألف دولار للوحدة الواحدة للمرة الأولى منذ يونيو 2022، ومدعومة بتزايد احتمالات إصدار صندوق للعملات المشفرة يمكن التعامل عليه في البورصات «ETF»، عن طريق عملاق صناعة إدارة الثروات «بلاك روك»، أكبر مدير أصول في العالم.