حسام عبدالنبي (دبي) 

أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة، المقر الجديد للجمعية الإسلامية الدولية لتصنيع الأغذية (IFPA) التابعة للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي (IOFS)، التي أنشأها الأعضاء المؤسسون لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC) كواحد من 16 برنامجاً للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، وتم التسجيل آنذاك في مركز أستانا المالي في العاصمة الكازخستانية، أستانا. وتضم دول منظمة التعاون الإسلامي أكثر من 25% من المستهلكين في العالم وينفقون نحو 15% من أصل 8 تريليونات دولار أميركي على الغذاء في عام 2021.
وافتتحت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، المقر الجديد للجمعية الإسلامية الدولية لتصنيع الأغذية التي تضم في عضويتها 57 دولة إسلامية في الوقت الحالي، وذلك في حفل أقيم في متحف الاتحاد في دبي، بحضور أسامة عبد الرحمن قيسي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، وكبار الشخصيات ممثلين للدول الأعضاء وكبار رجال الأعمال.
وخلال كلمتها، أكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات تعمل من خلال نهج من الشراكة مع مختلف دول العالم والمنظمات والأطراف المعنية من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية، والتي من بينها تعزيز أمنها الغذائي القائم على الابتكار. 
وقالت: «إن افتتاح مقر الجمعية الإسلامية الدولية لتصنيع الأغذية التابعة للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي في دبي، يعكس أن الإمارات سيكون لها دور محوري في تعزيز العلاقات التجارية القوية داخل منظمة التعاون الإسلامي، والمساهمة في دفع الأنشطة الاستثمارية داخل المنظمة، بجانب تطوير صناعة الأغذية المرتبطة بها». 
وأضافت معاليها: «إن التعاون هو ما ينبغي أن نعمل على ترسيخه من أجل تعزيز أمننا الغذائي المشترك وفق أسس مستدامة تساهم أيضاً في مواجهة التغيرات المناخي، وهو ما سوف يحدث من خلال تبني تقنيات وحلول مبتكرة في كامل سلسلة القيمة الغذائية، مشيرة إلى أنه في إطار عام الاستدامة في دولة الإمارات، واقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 في الدولة بنهاية العام الجاري، نحرص على تسريع العمل على تبني حلول الزراعة والغذاء الحديثة محلياً وعالمياً».
وذكرت المهيري، أنه في هذا الصدد هناك مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ» المشتركة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، ونمو تعهدات الدول المشاركة في المبادرة إلى 13 مليار دولار لتنفيذ مشاريع زراعية ذكية مناخياً في مختلف دول العالم. وتابعت معاليها: «إن تحول نظم الغذاء بات أمراً بدهياً من أجل تأمين إمدادات غذاء مستدامة ومواجهة التغيرات المناخية من خلال خفض الانبعاثات الصادرة عن نظم الزراعة والغذاء التقليدية، مشددة على أنه بجانب لعب دور محوري كمركز إقليمي لتجارة الغذاء، تلتزم الإمارات بتعزيز التعاون وبناء القدرات بين دول منظمة التعاون الإسلامي، ونعمل معها من أجل تعزيز قدرات الدول الأعضاء في مجالي الأمن الغذائي والتغير المناخي».

زيادة الطلب
وقال البروفيسور يرلان بايدوليت، المدير العام للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي ورئيس الجمعية الإسلامية الدولية لتصنيع الأغذية: إنه في الوقت الذي ينمو فيه عدد السكان المسلمين في جميع أنحاء العالم ويتزايد الطلب على الأغذية الحلال، تعاني بعض الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من عجز تجاري كبير في العديد من الأغذية الأساسية، مؤكداً أنه تم إنشاء الجمعية الإسلامية الدولية لتصنيع الأغذية تحت مظلة المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، للعمل مع القطاع الخاص لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في هذه البلدان، ليس فقط لمعالجة العجز التجاري، ولكن أيضاً لتعزيز التعاون والتجارة بين دول منظمة التعاون الإسلامي وصادراتها إلى العالم.
وذكر بايدوليت، إنه نظراً لكون دبي مركزاً للتجارة، وخاصة بالنسبة لقطاع الأغذية، فإننا نعتزم دعم السوق البينية في منظمة التعاون الإسلامي ومعالجة التحديات عن طريق الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها المقر الجديد في دبي، مشيراً إلى أنه في حين أن عدد السكان المسلمين ينمو في جميع أنحاء العالم، لا تزال دول من خارج منظمة التعاون الإسلامي تهيمن على سوق الأغذية على مستوى العالم، وهناك العديد من الدول الأعضاء التي تعاني من عجز تجاري كبير في العديد من الأغذية الأساسية، والعديد منها يعاني من نقص في الأغذية.
تشكيل المستقبل
قال صالح لوتاه، الرئيس التنفيذي للجمعية الإسلامية الدولية لتصنيع الأغذية ورئيس مجلس إدارة مجموعة تصنيع الأغذية والمشروبات في الإمارات، إن هناك عجزاً تجارياً كبيراً في صادرات دول منظمة التعاون الإسلامي، والكثير منهم يعتمد على الواردات من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للحصول على المواد الغذائية الأساسية.
وذكر لوتاه، في تصريحات للصحفيين: إن أهداف الجمعية تشمل القضاء على العجز التجاري، وتسهيل الشراكات الخاصة والتجارة بين دول منظمة التعاون الإسلامي لضمان الأمن الغذائي وسلاسل الإنتاج والتوريد المستدامة. 
وأشار إلى أن تأسيس المقر الجديد في مركز دبي للهيئات الاقتصادية والمهنية، في «ون سنترال» دبي، حيث ستلعب الجمعية دوراً رئيسياً في تشكيل مستقبل صناعة الأغذية الإسلامية العالمية، وستستفيد من الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات والبنية التحتية والإطار التنظيمي المتقدم والريادة العالمية في مجال سلامة الأغذية، لافتاً إلى أن حصة تجارة المواد الغذائية داخل منظمة التعاون الإسلامي تختلف اختلافاً كبيراً من بلد إلى آخر، بنسبة تتراوح من 3% إلى 66%، ما يعني أن هناك فرصة ممتازة للمصدرين من منظمة التعاون الإسلامي للعمل مع الأعضاء من أجل زيادة التجارة البينية بينهم.
وحسب لوتاه، ستعمل دولة الإمارات على خلق بيئة مهيئة للنمو والبحث والتطوير الزراعي والاستثمار ونقل التكنولوجيا وسلاسل التوريد المستدامة. وقال: إنه في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات المشهد الغذائي العالمي سريع التغير، تبعث الجمعية الإسلامية الدولية لتصنيع الأغذية في دولة الإمارات، والتي تُعد مركزاً للأمن الغذائي، برسالة قوية من التضامن والتعاون بتوجيه من المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، مختتماً بالتأكيد على بذل الجهود لخلق تعاون مثمر بين قطاع الأغذية في منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التجارة البينية وضمان الأمن الغذائي، وذلك من خلال الاستفادة من الموارد والخبرات المشتركة، حيث يمكن للمجتمع الدولي لمنتجي الأغذية تحقيق إمكاناته الكاملة وضمان إنتاج وتوزيع أغذية حلال آمنة وعالية الجودة تلبي احتياجات المستهلكين في جميع أنحاء العالم.