سيد الحجار (أبوظبي)
أكد عبدالرحمن عبدالله الصيعري، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للحفر، أن عدد الحفارات المملوكة للشركة وصل إلى 115 منصة مع نهاية العام الماضي، فيما تعتزم الشركة إضافة 24 منصة حفر جديدة خلال عام 2023 منها عدد من الحفارات المؤجرة، موضحاً أن أسطول الشركة سيضم 150 حفارة بحلول عام 2024، منها 142 حفارة مملوكة لها.
وقال الصيعري لـ «الاتحاد»: إن «أدنوك للحفر» تمتلك وتُشغل أسطول حفارات متعددة التخصصات يُعد واحداً من بين الأكبر في العالم، موضحاً أنه استناداً إلى برنامج الشركة لتسريع توسعة أسطولها، بدأت عام 2021 تنفيذ خطة قوية لتوسعة أسطولها الذي شهد إضافة 16 منصة حفر جديدة. وأكد أنه مع تشغيل المنصات الجديدة تدريجياً، ستزيد الإيرادات والأرباح بشكل مباشر. وأوضح أن زيادة أسطول الشركة تقود لزيادة أعمال الشركة، فضلاً عن زيادة الإيرادات والدخل، مع نمو أعداد الموظفين والعاملين، مشيراً إلى أن إضافة حفارات جديدة ضمن أسطول الشركة (بواقع 16 منصة عام 2022، ونحو 24 منصة عام 2023) تقود لزياد الأعمال بنحو 40%. وأضاف أنه مع نمو الأعمال، وظفت الشركة العام الماضي 1500 موظف، مع وجود توجه لتوظيف أكثر من 1500 موظف العام الحالي، وذلك لضمان التشغيل الأكمل للحفارات الجديدة، مع الاهتمام بتدريب وتأهيل الموظفين، ومراعاة اشتراطات الأمن والسلامة والصحة في الأعمال الجديدة.
تدريب وتوطين
وأوضح الصيعري أن 90% من المناصب القيادية التشغيلية في «أدنوك للحفر» يشغلها مواطنون، كما تضم الشركة مركز التدريب على الحفر التابع لها، والذي يقوم بإعداد قوى عاملة متميزة لمسارات مهنية واعدة في قطاع عمليات الحفر، حيث تخرج في هذا المركز أكثر من ألف مواطن متخصص في مجالات أعمال الحفر.
وذكر أن الشركة لديها برامج واضحة في التوطين منذ أكثر من 20 عاماً، فضلاً عن الاهتمام بالكوادر النسائية، حيث تعمل الشركة على تعزيز ثقافة التنوع والشمولية، وزيادة عدد النساء في الشركة، وتوفير بنية تحتية وبيئة جاذبة للمواهب النسائية في جميع التخصصات وعلى جميع مستويات المؤسسة. وأوضح الصيعري أن سلامة موظفي الشركة تأتي على رأس قائمة أولويات «أدنوك للحفر»، مؤكداً أنه رغم ما ينطوي عليه قطاع عمليات الحفر من مخاطر، تبقى بيئة العمل الآمنة ورعاية القوى العاملة، بالنسبة للشركة، أمراً أساسياً.
خطط مستقبلية
وكشف الصيعري عن اهتمام «أدنوك للحفر» باستكشاف التكنولوجيا الجديدة بالقطاع، متوقعاً أن يسهم ذلك في تحسن أعمال الشركة بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس المقبلة.
وذكر أن الشركة لديها خطة للتوسع بالمنطقة، وفق خطوات مدروسة بناء على متغيرات السوق، فضلاً عن دراسة فرص الاستحواذ خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن أولوية الشركة، تبقى هي التركيز على دعم خطط «أدنوك» واستراتيجيتها بتسريع هدف رفع السعة الإنتاجية.
وأشار إلى اهتمام الشركة بزيادة الأعمال في خدمات حقول النفط، موضحاً أن إيرادات القطاع ارتفعت خلال الربع الأول من العام الحالي لتصل إلى 462.74 مليون درهم، بزيادة نسبتها 43% على أساس سنوي بسبب ما عرفته محفظة أعمال الشركة في هذا القطاع من زيادة في النشاط، حيث سجلت إيرادات هذا القطاع ارتفاعاً تدريجياً بنسبة 2% مقارنة بالربع الرابع من عام 2022. ولفت إلى التأثير الإيجابي لإدراج «أدنوك للحفر» في سوق أبوظبي للأوراق المالية منذ أكتوبر 2021 على تحسن الأعمال، مع توفير المزيد من التركيز والشفافية والرقابة والحوكمة في أعمال الشركة. وفيما يتعلق بتأثير تقلبات سوق النفط على أعمال «أدنوك للحفر»، أوضح الصيعري أن أعمال الشركة لا تتأثر بتقلبات أسعار النفط، ولا بسقف الإنتاج الذي تحدده منظمة أوبك بلس، مشيراً إلى أن أهداف السعة الإنتاجية طويلة الأجل، ضمن استراتيجية «أدنوك» التي لا تتأثر على المدى القصير بتقلبات الأسعار أو بسقف الإنتاج، تجعل معدلات نشاط أعمال «أدنوك للحفر» مستقرة ولا تتغير.
حلول الاستدامة
أكد عبدالرحمن الصيعري التزام «أدنوك للحفر بخفض الانبعاثات، ودعم خطط «أدنوك» لتحقيق أهداف استراتيجيتها للاستدامة، موضحاً أن الشركة حققت خلال الربع الأول من العام الحالي، بعضاً من أهدافها للاستدامة، مع توقيع عقد لشراء 10 حفارات برية جديدة تعمل بالطاقة الهجينة وتستخدم بطاريات عالية السعة توفر طاقة كهربائية بكفاءة عالية وتساعد في الحد من الانبعاثات بنسبة 15% لكل واحدة منها، حيث يتوقع دخول الحفارات العشر للعمل خلال الربع الأول من العام المقبل.
وأضاف أن الشركة وقعت كذلك مذكرة تفاهم مع «مصدر» لاستكشاف فرص الطاقة الحرارية الأرضية من أجل تحقيق هدف الانتقال المسؤول في قطاع الطاقة بالدولة والعالم.
نمو الإيرادات
سجلت «أدنوك للحفر» ارتفاعاً في إيراداتها خلال الربع الأول من هذا العام لتصل إلى 2.63 مليار درهم (716 مليون دولار)، بزيادة نسبتها 19% على أساس سنوي، فيما بلغ صافي الأرباح قيمة 804.28 مليون درهم (219 مليون دولار) خلال الربع الأول، بزيادة نسبتها 25% على أساس سنوي.
وأوضح الصيعري أن النمو في الإيرادات الذي حققته «أدنوك للحفر» في جميع قطاعات أعمالها جاء مدفوعاً بقطاعي الحفارات البحرية ذاتية الرفع وخدمات حقول النفط، اللذين حققا على التوالي ارتفاعاً بنسبة 28% و43%، كما ساهم في هذا النمو خلال دخول حفارات جديدة ضمن أسطول الشركة التشغيلي.
وأوضح أن أعمال الشركة تتوزع بين خدمات الحفر البرية، والبحرية، والجزر الاصطناعية، وخدمات حقول النفط، موضحاً أن جميع القطاعات شهدت نمواً في الأعمال مع زيادة ملحوظة في العمليات البحرية.
وأوضح أن الأداء كان جيداً بسبب التوسعات في العمل بناء على استراتيجية «أدنوك» وخططها الرامية إلى تسريع هدف رفع السعة الإنتاجية بشكل مسؤول لمواكبة الارتفاع المستمر في الطلب العالمي على الطاقة، وتسريع تنفيذ هدف رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2027، موضحاً أن ذلك عزز من خطط الشركة لإضافة حفارات جديدة.