أكد مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة» أن الجاذبية الاستثمارية للإمارة بلغت مستويات متقدمة جداً على مستوى التنوع في خيارات المستثمرين المحليين والأجانب، حيث شملت القطاعات الرئيسية التقليدية والقطاعات الحديثة القائمة على الأفكار والابتكارات والمواهب والتقنيات المتقدمة، وبيّن المكتب أن قطاعات الإمارة شهدت تكاملاً وتناغماً في الأداء، الأمر الذي يعزِّز الثقة بين أسواقها والراغبين في استثمار أموالهم في بيئة آمنة ومرنة من مختلف دول العالم. وأوضح المكتب أن 7 قطاعات متنوعة حققت نتائج استثمارية عالية ساهمت في دعم معدلات النمو في الإمارة وهي: الرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي، والتنقل والخدمات اللوجستية، والثقافة والسياحة، والتكنولوجيا الزراعية والغذائية، والتكنولوجيا الخضراء، ورأس المال البشري والابتكار، والصناعات المتقدمة، مشيراً إلى أن هذا التنوع الذي ترعاه الشارقة وتشارك في تحقيقه كافة الهيئات والمؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص، جعل الإمارة من أهم حاضنات الاستثمارات الاستراتيجية طويلة الأجل على مستوى المنطقة.

جاء ذلك خلال مشاركة الإمارة، ممثلة بنخبة جهاتها وهيئاتها الاقتصادية، في فعاليات الدورة الـ12 من ملتقى الاستثمار السنوي 2023، الذي يقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، خلال الفترة من 8-10 مايو الجاري، تحت شعار «التحول في أوجه الاستثمار: فرص الاستثمار المستقبلية لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والتنوع والازدهار».

وفي إطار تعزيز بيئة النمو والاستثمار في الإمارة، وترسيخ الشراكات الطويلة الأجل مع المستثمرين المحليين والدوليين، شاركت الشارقة في الملتقى السنوي للاستثمار من خلال جناح الشارقة الذي نظمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وضم الجناح مشاركة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، ومكتب الشارقة لخدمات المستثمرين (سعيد). واستقطب جناح الشارقة زواراً بارزين من كبار المسؤولين والخبراء في مجالات التجارة والاقتصاد.

واستضافت فعاليات الملتقى جلسة رئيسية تحت عنوان «فرص الاستثمار المستدام في الاستثمار الأجنبي المباشر»، شارك فيها مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، وعدد من المسؤولين والخبراء والمستثمرين من مختلف القطاعات والدول، وتناولت الجلسة التحديات والفرص التي توفرها التنمية المستدامة للاستثمارات الأجنبية، وأكدت أهمية إعطاء الأولوية لحماية البيئة، وأشاد المشاركون في الجلسة بدور إمارة الشارقة في تبني مفهوم التنمية المستدامة ضمن استراتيجياتها وسياساتها ومشاريعها الاستثمارية.

 

التنوع في القطاعات

وأشار مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر إلى أن استراتيجية الشارقة المتواصلة في تعزيز مناخها الاستثماري تقوم على عدة محاور، في مقدمتها التنوع في القطاعات، الذي يوفر للمستثمرين شبكة واسعة من العلاقات القائمة على تبادل المصالح والمنفعة وتسهيل الأعمال اللوجستية، إلى جانب سياسات الإمارة في تطوير اللوائح والتشريعات وتسهيل إنشاء الأعمال، بالإضافة إلى تعزيز بنيتها التحتية لتكون بوابة للمستثمرين نحو أسواق المنطقة والعالم. وبيّن «استثمر في الشارقة» أن نتائج سياسات التنويع الاستراتيجي في القطاعات وتعزيز البنية الهيكلية للاقتصاد، والتي كشف عنها تقرير صادر عن مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر في العام 2022 ويرصد مساهمات القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة للعام 2020، أثبتت نجاح الشارقة في جذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 220 مليون دولار (808 ملايين درهم)، فيما زادت مشاريع هذه الاستثمارات بنسبة 60% في الربعين الثالث والرابع من العام نفسه مقارنة بعام 2019، وأسهمت هذه المشاريع في توفير 1117 وظيفة، متجاوزة الوباء وتأثيراته الاقتصادية، لتعكس الثقة الكبيرة التي يوليها المستثمر الأجنبي في الشارقة. وبحسب التقرير، جاء النمو القوي في عام الوباء، بدعم من 4 قطاعات رئيسة في الإمارة، تصدّرها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بنسبة 55.6%، ثم الأغذية والصناعات الزراعية 49.7%، ثم علوم الحياة 47%، ثم التوزيع والخدمات اللوجستية 46.2%، الأمر الذي يعزز أهمية هذه القطاعات الحيوية في أوقات الأزمات.

التعاطي مع المتغيرات الاقتصادية السريعة

وأكد محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، أن حوار الاستثمار اليوم لم يعد مقتصراً على تناول التحديات والحلول للمراحل قصيرة الأجل، بل بات منصباً على مساهمة الاستثمار الحيوية في إيجاد أسرع السبل لبناء اقتصاد حديث بطابع مستقبلي استشرافي، يمتلك المزيد من المرونة والقدرة على التعاطي مع المتغيرات الاقتصادية السريعة. وبين المشرخ أن السنوات الثلاث الماضية أظهرت نمواً كبيراً في القطاعات الحديثة التي أفرزها النمو الطبيعي لاحتياجات المجتمعات، مما يشير إلى أن خيارات الاستثمار اليوم أصبحت مبنية على أسس علمية حديثة قائمة على تحليل البيانات والمعطيات ورصد التوجهات، ثم وضع الخطط المناسبة. وقال المشرخ:«في الشارقة تعلمنا أن المدخل لأي استثمار هو بناء الإنسان وتمكينه من العلوم والتقنيات التي بها يعالج تحديات التنمية، فكافة الدلائل تؤكد أن اقتصاد المستقبل يعتمد على الأفكار والمواهب والثروة البشرية المؤهلة بالعلوم، وسيصل العالم قريباً إلى مرحلة يصبح تراجع التنمية وتوقف التقدم الاقتصادي ليس سبباً من أسباب ضعف الموارد، بل سبباً رئيسياً ومباشراً للتراجع العلمي وعدم امتلاك التقنيات الحديثة ومواكبة التحولات السريعة في كافة المجالات». وأضاف المشرخ:«لهذا تعتبر الشارقة أن الاستثمار في التعليم والعلوم هو تأسيس لاستثمار مستدام في الأجيال القادمة، وتعزيز جاذبية الإمارة في المشهد الاستثماري الحديث الذي يعنى بالمواهب والكفاءات في الأسواق المحلية، وهو ما تؤكده عائدات الناتج المحلي في الإمارة من الاستثمار في التعليم في العام 2021، حيث وصلت لنحو 3.5 مليار درهم، بنسبة نمو بلغت 4.8%».

الفرص الاستثمارية العالمية

ومن جانبه، قال الدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس):«نهدف من مشاركتنا في هذا الملتقى الذي يجمع المستثمرين والشركات الإقليمية والعالمية، إلى استعراض البيئة المثالية وحوافز الاستثمار التي تتبناها إمارة الشارقة في مختلف القطاعات، والتي جعلت الإمارة مركزاً رائداً لتأسيس وممارسة الأعمال، ووجهة استثمارية عالمية ورائدة تستقطب أبرز المشاريع والفرص الاستثمارية العالمية». وأكد المدفع، أن مشاركة مدينة الشارقة للإعلام «شمس» في هذا الملتقى يشكل فرصة قيمة للالتقاء بمختلف رواد الأعمال وأصحاب الشركات والمستثمرين والممثلين الحكوميين والهيئات والمؤسسات المختصة من مختلف دول العالم، وعرض الفرص الاستثمارية التي توفرها «شمس» بقطاع الإعلام وتوسيع شبكة أعمالها من خلال استعراض الخدمات التي تقدمها لرواد الأعمال وحزم التسهيلات التي تساعدهم على إنشاء شركاتهم، بما يسهم في إرساء نهج جديد لريادة الأعمال قائم على تبني أفكار ابتكارية تعزز الصناعات الإبداعية.

 

حوافز الاستثمار

أكد محمد أحمد أمين العوضي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن مشاركة الغرفة ضمن جناح مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) في فعاليات الدورة الـ 12 من ملتقى الاستثمار السنوي 2023 بأبوظبي، تعد مشاركة مهمة للغاية في هذا الحدث العالمي الذي يشهد أكثر من 160 جلسة حوارية وحضور 44 وزيراً و18 رئيس منظمة عالمية من 170 دولة حول العالم، حيث شهدت منصة الغرفة العديد من لقاءات العمل المثمرة مع رؤساء الوفود العربية والدولية المشاركة في الملتقى، استعرضنا خلالها البيئة المثالية وحوافز الاستثمار والمشاريع القائمة والمستقبلية التي تتبناها إمارة الشارقة في مختلف القطاعات، والتي تجعل منها مركزاً رائداً لتأسيس وممارسة الأعمال على المستوى الإقليمي. وأضاف:«مثلت المشاركة بالنسبة للغرفة فرصة مثالية للتعريف بالخدمات النوعية التي تقدمها لمجتمع الأعمال المحلي، حيث عقدنا لقاءات موسعة مع ممثلي الشركات الخاصة الراغبة بالاستثمار في إمارة الشارقة، وتم إطلاعهم على خدمات وأعمال ومهام المراكز الاقتصادية التي تنضوي تحت مظلة الغرفة من مركز الشارقة للتحكيم التجاري الدولي، ومركز إكسبو الشارقة، ومركز الشارقة لتنمية الصادرات، ومجموعات العمل القطاعية، وجائزة الشارقة للتميز، وما تقدمه من خدمات نوعية لصالح القطاع الخاص».

عائدات طويلة الأجل

من جهته، قال مروان صالح العجلة، مدير مركز الشارقة لخدمات المستثمرين (سعيد):«إن الشارقة تواكب سرعة التطور والابتكار في العالم، وتوفر للمستثمرين بيئة استثمارية مستقرة وآمنة، تضمن لهم عائدات طويلة الأجل، وهي بتلك الاستراتيجية تقدِّم صورة شاملة عن المزايا الاستثمارية التي توفرها، بما فيها التشريعات المحفِّزة والمرونة الإدارية، والبنية التحتية المتطورة والمتكاملة، والموقع الجغرافي المتميز، الذي يضمن سهولة الوصول إلى أسواق إقليمية ودولية، والثقافة المتنوعة والمتسامحة، والجودة العالية للحياة». وأضاف:«نحرص في مركز الشارقة لخدمات المستثمرين (سعيد) على تحقيق رؤية الإمارة، عبر تسهيل الاستثمارات النوعية وتعزيز جاذبية الإمارة ورصد طاقة القطاعات الاستيعابية أمام رؤوس الأموال المستثمرة، وذلك إيماناً منا أن بناء اقتصاد متين يعني بناء علاقات قوية وشراكات مستدامة مع المستثمرين من كل العالم».